- لهبيري هو المدير الثالث عشر للشرطة الجزائرية يعتبر العقيد مصطفى لهبيري، المولود سنة 1939، والذي خلف اللواء عبد الغني هامل على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، من أكثر رجالات الدولة توليا لمناصب أمنية، حيث تولى منصب المدير العام للحماية المدنية منذ 17 سنة، فضلا عن خبرته في المؤسسة العسكرية التي قضى فيها أزيد من 40 سنة، أين تولى خلالها عدة مناصب. مصطفى لهبيري، مجاهد التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956، عندما هجر الطلبة الجزائريون مقاعد الدراسة للالتحاق بجبهة التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية (1962-1954). وبعد استقلال الجزائر سنة 1962، تولى لهبيري مناصب عدة بالمؤسسة العسكرية. وشغل لهبيري منصب عقيد بالناحية العسكرية الرابعة ثم بالناحية العسكرية الثانية إلى غاية سنة 1969. وفي سنة 1972، التحق بالقوات الجوية، إذ قضى سنتين في منصب قيادي. وسنة 1974، التحق لهبيري بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، ليعود إلى الناحية العسكرية الأولى بعد ذلك بسنوات. والتحق بعدها لهبيري بمديرية الإدارة والخدمات المشتركة في وزارة الدفاع، وفي سنة 1987 أصبح ملحقا عسكريا بسفارة الجزائر بتونس، قبل أن يشغل منصب مدير مركزي في مصلحة الصحة العسكرية. وبعد تولي عبد العزيز بوتفليقة رئاسة الجزائر، عين لهبيري على رأس المديرية العامة للحماية المدنية، إلى غاية تعيينه، أول أمس على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، خلفا لعبد الغني هامل. وعرفت فترة إشرافه على السلك عدة تحديات حيث شهدت حدوث كوارث طبيعية وحوادث أليمة كان العقيد حاضرا في العديد منها في الميدان خلال تدخلات أعوانه، كما عرف القطاع في عهده طفرة نوعية لقي إشادة من جهات داخلية ودولية. المدير الثالث عشر للشرطة الجزائرية والمديرية العامة للأمن الوطني تقوم بقيادة جهاز الشرطة وذلك تحت رعاية وزارة الداخلية، تم إنشاؤها بموجب مرسوم 22 جويلية 1962، وقد تعاقب على هذا المنصب منذ الاستقلال شخصيات منها عقداء وجنرالات متقاعدون من الجيش الوطني الشعبي. البداية كانت مع مجاد محمد، الذي يعتبر أول مدير عام للأمن الوطني وهو محام وسياسي في حزب جبهة التحرير الوطني عين لفترة وجيزة امتدت من جويلية إلى ديسمبر 1962، قبل ان يخلفه المجاهد يوسفي امحمد إلى غاية اكتوبر 1963، وبعده السياسي طايبي محمد بلحاج، المدعو سي العربي، ثم يادي محمد الوسيني وتم خلال هذه الفترة تدشين مدرسة حسين داي لتكوين الإطارات ومدرسة قسنطينة ومدرسة تلمسان ومدرسة سيدي بلعباس، وبعده، تم تعيين دراية احمد الذي استمرت فترة إدارته لجهاز الشرطة 12 سنة من 1965 على سنة 1977، ثم السياسي الهادي خضيري الذي تولى المنصب لعشر سنوات اخرى، وبوزبيد عبد المجيد إلى غاية سنة 1990. وفي عز الازمة الامنية في الجزائر خلال التسعينيات، تولى مهمة قيادة جهاز الشرطة كل من لحرش بشير، طولبة أمحمد، والعميد أول محمد واضح، قبل أن يستلم المشعل العقيد علي تونسي في سنة 1995 وهو عقيد متقاعد من جهاز المخابرات، تولى المهمة إلى غاية سنة 2010 وهي أطول فترة لمدير عام على رأس الأمن الوطني في تاريخ الجزائر، قبل أن يموت مقتولا في مكتبه يوم 25 فيفري 2010، وهو الذي عمل على احترافية الشرطة الجزائرية وتمكينها من جميع الوسائل التقنية والعلمية الحديثة والعمل على تنظيم الرقابة والتفتيش. وإلى غاية جويلية 2010، أوكلت مهام مدير عام للأمن الوطني بالنيابة إلى عميد أول للشرطة عزيز العفاني وهو مدير الشرطة القضائية، قبل أن يعين رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة اللواء المتقاعد عبد الغني هامل، مديرا عاما للامن الوطني بتاريخ 7 جويلية 2010، وهو الذي قاد جهاز الشرطة لتحقيق العديد من الإنجازات محليا وعالميا ومنها إنشاء ورئاسة منظمة الأفريبول ومقرها الجزائر، واحتلال المرتبة الخامسة كأقوى جهاز شرطي في العالم وغيرها من الإنجازات التي عرفت إشادة من جهات داخلية ودولية، قبل أن ينهي رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة أمس الأول مهامه عبر مرسوم عين بموجبه العقيد مصطفى لهبيري مديرا عاما جديدا للأمن الوطني هو الثالث عشر منذ الاستقلال وإنشاء هذا الجهاز. أول خرجة رسمية للعقيد لهبيري وفي أول خرجة رسمية له، ساعات بعد تعيينه على رأس المديرية العامة للأمن الوطني، شارك مصطفى لهبيري، أمس، في حفل تخرج الدفعة ال31 من المدرسة الوطنية للصحة العسكرية الشهيد قضي بكير بعين النعجة بالعاصمة. وفي تصريح مقتضب عقب الحفل، قال المدير العام الجديد للامن الوطني، إنه واع بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، بحكم أنه مجاهد وسيواصل تجسيد معاني حب الوطن ووضعه فوق كل اعتبار في معالجة الأولويات والتحديات المقبلة على رأس هذا الجهاز. وتعود لهبيري طيلة سنوات خلت أثناء ترؤسه للمديرية العامة للحماية المدنية، المشاركة في حفلات تخرج دفعات المدرسة الوطنية للصحة العسكرية، وأبى إلا المحافظة على عادته بعد توليه منصب المدير العام للأمن الوطني.