أطلقت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين خطا بحريا جديدا لنقل المسافرين على امتداد السواحل العاصمية، يربط بين الجزائر وسط وتامنفوست بولاية الجزائر. وتم القيام بالرحلة الافتتاحية والتي دامت حوالي 30 دقيقة، انطلاقا من ميناء الجزائر على متن الباخرة عالية السرعة المسماة باجي مختار 2 والمصممة خصيصا للنقل البحري الجواري. انطلقت الرحلة على الساعة 8 سا30 وعلى متنها 26 راكبا انطلاقا من المسمكة بميناء الجزائري لتتوجه بسرعة 42 كلم/سا نحو أرصفة ميناء تامنفوست. وتتمتع باخرة باجي مختار 2 بسعة إجمالية تقدر ب206 راكب كما تتوفر على مكيف هواء وشبكة انترنت لاسلكية (ويفي). وينتظر أن يتدعم الخط البحري الجديد بباخرة أخرى عالية السرعة ابتداء من الأسبوع المقبل، وهو ما يسمح بضمان 16 رحلة في اليوم، أي 8 رحلات ذهاب - إياب يوميا لكل باخرة منهما، حسب الشروح التي قدّمها مسؤولو المؤسسة خلال الرحلة الافتتاحية. وبعد إدخال الباخرة الثانية حيز الخدمة، ستنطلق الرحلتين الأوليتين في نفس الوقت في كلا الميناءين على الساعة 8 صباحاً، بينما تنطلق آخر رحلة على الساعة 19 سا. في غضون ذلك، سيتم إجراء الرحلات خلال الأسبوع الحالي بمعدل 8 رحلات في اليوم. وتهدف هذه الخدمة المخصصة لفصل الصيف إلى فك الخناق على طرقات العاصمة وتوفير خدمة بديلة للمسافرين تكون أكثر راحة وأكثر متعة من المنظور السياحي. ووفقاً لنفس المسؤولين، فقد شرعت المؤسسة الوطنية في التفكير بإطلاق هذا الخط بعدما اشتكى العديد من الناس من الاختناقات المرورية على الطرق الرابطة بين الجزائر و باجي مختار 2 ، ما يجعل المسافرين أحيانا يقضون 3 ساعات على الطريق، إضافة إلى وجود تسعيرة مرتفعة نسبيا لسيارات الأجرة. لكن بفضل هذه الخدمة التي تدوم حوالي 30 دقيقة، فإن الناس سيتنقلون في رحلة تأخذ شكل نزهة بحرية بتسعيرة 250 دج للكبار و100 دج للأطفال الأقل من 12 سنة مع الإشارة إلى أن هذه الأسعار مدعومة من طرف الدولة. وأوضح مدير النقل البحري الحضري بهذه المؤسسة العامة، سعيد محلبي في تصريح صحفي خلال الرحلة الافتتاحية، أن هذه الخدمة المقررة أساسا لفصل الصيف، يمكن أن تستمر إلى ما بعد شهر سبتمبر إذا سمحت الظروف الجوية بذلك. أثناء هذه الرحلة الافتتاحية، أبدى عدد من المسافرين رضاهم بالخدمة الجديدة ومن بينهم الطفل ياسين، البالغ من العمر 11 سنة، والذي يسافر للمرة الأولى في حياته في البحر، قادماً من أدرار مع والده، اعتبر ياسين أن هذه التجربة الجديدة أثرت رحلته السياحية إلى الجزائر العاصمة مؤكدا بأنه يعتزم إعادتها مع بقية أفراد عائلته. من جانبها، اختارت بدرة، متقاعدة تبلغ من العمر 56 عاماً هذا النمط من المواصلات لتقوم بالتسوق في أزقة الجزائر العاصمة قبل أن تعود إلى منزلها في تامنفوست. كما تعتبر بأن الخدمة الجديدة هي بمثابة نعمة للشباب والذين يمكنهم الآن الوصول بسهولة إلى شواطئ تامنفوست في فصل الصيف. أما إبراهيم، الذي كان مرفوقا بزوجته حورية، فقد ركب على متن السفينة للقيام بنزهة في عرض البحر، مجرد فضول أثبت فائدته، حسب المتحدث. تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الوطنية أطلقت في الأسبوع الماضي خطا بحريا لنقل المسافرين يربط بين وهران بعين الترك من خلال بواخر مستأجرة بسعة 640 راكب.