انطلقت، أمس أول، رحلة بحرية داخلية ما بين الجزائر العاصمة وبجاية على متن باخرة "سيرايدي"، تحت إشرف وزير النقل السيد بوجمعة طلعي، الذي طاف عبر مختلف هياكل الباخرة، واستمع لشروحات طاقمها المكوَّن من عمال جزائريين، تحت إشراف قبطان إيطالي. وبعين المكان، حرص طلعي على ضرورة ضمان كل ظروف الراحة للمسافرين، وتسريع عملية تأمين شبكة الأنترنت لإطلاق خدمة "ويفي" مجانا، في انتظار تجهيز الباخرة بشاشات عملاقة لمتابعة مختلف القنوات الفضائية، مع العلم أن الرحلة تدوم أربع ساعات. كما تفقّد وزير النقل الباخرة الثانية التي اختير لها اسم "باجي مختار" والتي تم اقتناؤها من طرف المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين في إطار برنامج عصرنة خدمات المؤسسة، وهي الباخرة التي يُتوقع أن تخصَّص لضمان خدمة النقل البحري بالجهة الغربية للوطن، للربط ما بين مستغانم، أرزيو ووهران. وحسب تصريح وزير النقل، فإن تكلفة اقتناء الباخرة الواحدة قُدرت ب 360 مليون دج، وقد تقدمت مؤسسة النقل البحري للمسافرين بطلب اقتناء 3 بواخر من نفس الحجم من الشريك الإيطالي الذي فاز بالمناقصة، ويتعلق الأمر بتجديد وصيانة بواخر قديمة دخلت الخدمة سنة 2011، وتجهيزيها بالعتاد اللازم؛ تماشيا والمقاييس العالمية المعتمدة لنقل المسافرين بحرا عبر خطوط قصيرة. وعن الخطوط البحرية الجديدة التي تطمح الوزارة فتحها قبل نهاية سنة 2016، تطرق طلعي لفتح خط بحري بشرق الوطن لربط سكيكدة بعنابة، وهو ما يسمح بضمان نقل عمال مركّب الحجار ومركّب تكرير البترول، بالإضافة إلى خط لربط الجزائر العاصمة بولاية تيبازة وبلدية شرشال. وبخصوص الخط الرابط ما بين الجزائر وبجاية، أشار وزير النقل إلى أنه لم يتم إلى غاية اللحظة، تحديد مواقيت خاصة بالرحلات، في حين حُددت تسعيرة التذاكر ما بين 1200 و2000 دج؛ تماشيا وفئات المسافرين، حيث سيتم تخصيص تسعيرة خاصة بالعائلات وأخرى بالنسبة للطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال، في انتظار تحديد قيمة الاشتراكات للمسافرين المتعودين على السفر عبر هذا الخط. أما فيما يخص طاقة استيعاب البواخر، فتحدّث طلعي عن تخصيص 206 مقاعد لكل باخرة، غير أن هذه الأخيرة لا يمكنها نقل السيارات؛ من منطلق أنها مخصصة لضمان رحلات لمسافات قصيرة، كما أن موانئ كل من الجزائر العاصمة وبجاية تقع في قلب المدن؛ ما يسهّل عملية تنقّل المسافرين إلى مقاصدهم. وردّا على سؤال ل "المساء" حول نوعية التجهيزات والمقاعد التي خُصصت للمسافرين، أكد الوزير أنها تتماشى والمقاييس العالمية. كما تم تخصيص فضاء خاص لبيع المشروبات الباردة والساخنة، مع ضمان تقديم أدوية لضمان عدم الإصابة بدوار البحر. وعند تفقّد قمرة القيادة، اقترح الوزير على القبطان تخفيض الفترة الزمنية للرحلة إلى ثلاث ساعات ونصف ساعة عوض أربع ساعات، ليرد عليه القبطان بأن الظروف المناخية هي المقياس الوحيد لتحديد الفترة الزمنية للرحلة، مع العلم أن الخط البحري يشتغل 6 أشهر في السنة فقط، وسيتم توقيفه خلال فصل الشتاء. وبعين المكان، طالب الوزير الطاقم بتنسيق العمل خلال الرحلات مع القبطان الإيطالي لنقل الخبرات والتحكم في التجهيزات الحديثة، ليعطي مهملة شهر واحد للتأقلم مع معدات الباخرة. ويبقى الإشكال الوحيد لكل خطوط النقل البحري هو عدم تخصيص طبيب أو ممرض على متن الباخرة. وحسب تصريح مدير شركة النقل البحري للمسافرين السيد حسان قرارية ل "المساء"، فإنه سيتم الاستعانة بخفر السواحل لمد يد المساعدة عندما تقتضي الضرورة.