رحّلت السلطات الفرنسية الارهابي الجزائري المتطرف جمال بغال نحو بلده الأم بعد خروجه من السجن صباح امس . وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية، أن بغال البالغ من العمر 52 سنة والذي أسقِطت عنه جنسيته الفرنسية قد غادر سجن فيزان لو كوكي بمدينة ران حوالي الساعة الخامسة والنصف بهدف تحويله إلى الحدود ، ليغادر بعدها جوا على الساعة العاشرة والنصف صباحا من مطار رواسي باتجاه الجزائر العاصمة. وأفادت إدارة السجن بأن بغال تم أخلاء سبيله في الساعة الخامسة وعشرين دقيقة صباحا، لتتكفل به بعدها شرطة الحدود. ولقد تبنى سلوكا هادئا ولم يفاجأ بتوقيت مغادرته . واتخذت السلطات الفرنسية قرار طرد بغّال- الذي يعتبر الأب الروحي لمنفذي هجمات يناير 2015 بباريس - سنة 2007، عامين بعد إدانته بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب تهم تتعلق بالإرهاب. وأجرت السلطات الفرنسية مفاوضات طويلة لمدة أسابيع مع نظيرتها الجزائرية حول ظروف استقبال بغال، الذي غادر مسقط رأسه قبل 21 سنة ليلتحق بفرنسا. وقالت قناة العربية امس، ان جمال بغّال متهما بعدة أعمال إرهابية، حيث حكمت عليه السلطات الفرنسية عام 2005 بالسجن لمدّة 10 سنوات بسبب علاقاته بشبكات إرهابية وإدانته بالتخطيط للاعتداء على السفارة الأميركية بباريس، ليتمّ تجريده بعد عامين من الجنسية الفرنسية، كما صدر في حقه حكم بالطرد إلى بلده الأصلي، لكن الحكم لم ينفذ بسبب مخاوف من تعرضه للتعذيب. وفي 2009 أفرج عن بغّال (52 سنة)، المتهم كذلك بتجنيد شريف كواشي أحد منفذي الهجوم على الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو في يناير 2015، وأحمد كوليبالي الذي تمت تصفيته بعد احتجازه لرهائن في متجر يهودي ضواحي العاصمة باريس في الشهر نفسه، حيث تعرّف عليهما عام 2005 داخل سجن فلوري ميروجيس جنوب العاصمة، وقام باستقطابهما إلى فكر تنظيم القاعدة. وفي 2013، تمّ الحكم مجدّدا على بغّال لمدة 10 سنوات أخرى في السجن، كونه الرأس المدبّر لعملية فرار أحد القياديين السابقين في الجماعة الإسلامية المتشددة بالجزائر، إلاّ أنه استفاد من القانون الفرنسي لمكافحة الإرهاب الصادر عام 2016، وتمّ الإفراج عنه اليوم الاثنين، بناء على حقوق المعتقلين غير الإرهابيين في السجون الفرنسية. وكان بغّال انتقل للعيش ب فرنسا في سن ال21، وتحصل على الجنسية الفرنسية بعد أن تزوج من فتاة فرنسية، ثم انتقل للعيش لفترة وجيزة مع عائلته في بريطانيا حيث بدأ نشاطه الإرهابي في مسجد يديره المتطرف عمر محمود محمد عثمان ، المعروف ب أبو قتادة ، قبل أن ينتقل إلى أفغانستان عام 2000، ثم عاد إلى فرنسا ليتم اعتقاله في العام التالي بتهمة التآمر للهجوم على السفارة الأميركية بباريس، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات. وفور وصوله إلى الجزائر، ينتظر بغّال حكما بالسجن لمدة 20 سنة، بسبب نشاطاته السابقة في الجماعات المسلّحة.