في سابقة خطيرة في تاريخ منافسة كأس أمم أفريقيا منذ إنطلاقها سنة1957 ، توقفت مباراة نصف نهائي بين منتخبي غينيا الإستوائية و غانا في الدقيقة ال82 عندما كانت النجوم السوداء متفوقة بثلاثية نظيفة وذلك جراء شغب جماهير غينيا الإستوائية وقيامها برشق أرضية ملعب مالابو بقارورات المياه و أشياء مختلفة وإعتدائها على أنصار غانا في المدرجات ما جعل المنظمين ينزلون الغانيين إلى أرضية الميدان و المباراة جارية في محاولة لحمايتهم من أنصار المنتخب المحلي الغاضبين على النتيجة وهم الذين كانوا يعتقدون ربما أن فريقهم قادر على بلوغ النهائي و ربما التتويج بالكأس رغم أن هذا الفريق ضعيف وما كان ليحضر المنافسة أصلا لولا قرار المغرب بالإعتذار عن تنظيم الكأس. المقابلة توقفت لمدة 33 دقيقة وغانا متفوقة 3/0 قبل أن يستأنفها الحكم ولكن مع إحتسابه 3 دقائق لعب فقط قبل أن يصفر نهايتها في فوضى عارمة وهو خطأ وقع فيه لأنه كان من المفروض أن يوقف المباراة حماية للاعبين على الأقل. هذه الفضيحة ستكون ضربة موجعة ل "الكاف " التي عهدت التنظيم لبلد غير قادرعلى الحدث بجميع المقاييس سواء من حيث المرافق و المنشآت القاعدية و الفنادق والمواصلات أو من حيث خبرته في التنظيم رغم إشتراكه من قبل في إحتضان هذه المنافسة مناصفة مع الغابون...وستضع عيسى حياتو في حرج كبير خاصة وأن كل المؤشرات توحي بفشل النسخة الحالية من جميع الجوانب .. فالمناظر البئيسة التي شاهدها العالم أمس على المباشر لا تشرف" الكاف" و لا غينيا الإستوائية و لا افريقيا في حدث هام و كبير ك "الكان " وصور الشغب الذي حصل إساءة كبيرة لمنافسة كروية تحظى بإهتمام كبير و متابعة قياسية في العالم .. القارورات التي كانت تتساقط على أرضية الملعب و الجماهير الغانية التي لجأت إلى التماس وحواشي الأرضية في وقت كانت حوامة عسكرية تطير على علو منخفض فوق المدرجات بينما الجمهورالغاضب يحاول إسقاط "الهيلوكوبتر" بمختلف المقذوفات وكل هذه الأحداث المرعبة تحت أعين رئيس البلاد ثيودور اوبيانغ نغيما الذي كان في المقصورة الشرفية... كرست صورة التخلف الموسومة به القارة الافريقية وأعطت إنطباعا سيئا عن غينيا الإستوائية، دون الحديث طبعا عن الإعتداءات التي طالت الغانيين في محيط الملعب و خلف أسواره بعد نهاية المقابلة .. هذه الأحداث ستزيد من إحراج حياتو الذي رفض نقل البطولة إلى قطر بعد إنسحاب المغرب ،خاصة في نزاعه مع القائمين على الكرة في تونس الذين فتحوا عليه النار و حملوه مسؤولية خروج نسور قرطاج في ربع النهائي من خلال تعيين حكم موريسي عمل حسبهم بتوصيات منه على منح الفوز للمنتخب غينيا الإستوائية الذي ما كان له أن يلعب نصف النهائي لولا الكواليس.. وبغض النظر عن كل ما تقدم فإن الكاف تبدو اليوم في موقف سيء بعد أن جاءت النسخة ال30 ل " الكان" هي الأفشل على الإطلاق من حيث ضحالة المستوى في المباريات أو من حيث ظروف الإقامة و نوعية الملاعب و التدفق الجماهيري من الخارج لمتابعة المقابلات..