أولياء يلجأون للنفسانيين بحثا عن حلول لتحفيز أبنائهم على مراجعة الدروس أكد عدد من المختصين النفسانيين بقسنطينة تلقيهم مكالمات من أمهات حائرات يطلبن النصيحة حول كيفية التعامل مع صغارهن الذين أرهقتهم البرامج الدراسية المكثفة، و تضاعف عدد الاختبارات، لدرجة لم يعد يمر شهر دون إخضاعهم لاختبارات كتابية أو شفوية. "بين اختبار و اختبار هناك اختبار" قالت إحدى الأمهات في إشارة إلى كثرة الامتحانات المقررة ضمن النظام الجديد، حيث لم يعد يمر شهر واحد دون إخضاع الصغار إلى اختبارات كتابية، أرهقت التلاميذ بسبب حالة القلق و الأرق الذي يعيشونه و يضاعفها إلحاح و مراقبة الأولياء للأبناء من أجل تحقيق نتائج جيّدة، و هو ما يجعل من الدراسة كابوسا يخشاه التلاميذ في كل المستويات. و ذكر عدد من المختصين النفسانيين أن ظاهرة استشارة أولياء التلاميذ لهم قبل موعد الامتحانات في تزايد مستمر. و ذكرت المختصة صابرينا خرشي بأن الأولياء غالبا ما يتساءلون عن الطريقة المناسبة لتحفيز التلميذ على المراجعة دون اللجوء إلى أسلوب التهديد بالضرب. و أضافت أنها و زملاءها استغربوا لكون الأولياء المترددين أو المتصلين بخليتهم بالخروب، أولادهم صغار و في الطور الابتدائي بعدما كانت الظاهرة تخص أقسام الامتحانات المصيرية. و أوضحت النفسانية منيرة رولا أن تقارب الاختبارات قد يخدم التلميذ من حيث نقص عدد الدروس التي يمتحن فيها و بالتالي يمكنه تحقيق نتائج أفضل، غير أن الامتحان يبقى امتحانا و أجواؤه تفرض التوتر و القلق داخل الأسرة ، فيجد الأولياء أنفسهم يحثون الطفل على العمل أكثر لمنافسة أصدقاءه، و يمنعونه من متابعة التلفزيون أو الخروج للعب لأن الوقت لا يكفي ، خاصة في فصل الشتاء حيث يخرج التلميذ من المدرسة على الساعة الخامسة، و بمجرّد دخوله إلى البيت يجد الأولياء له بالمرصاد، يجبرونه على مراجعة دروسه قبل الخلود إلى النوم، و هو ما يؤدي عموما إلى نتائج عكسية حسبها، لأن ملكات الطفل محدودة و أي واجبات إضافية تفرض عليه لا تلقى من قبله الاهتمام المناسب و بالتالي لا يمكنه استيعابها بل يتم إرهاق جسمه و عقله الصغيرين دون جدوى. و نحن على موعد اختبارات الثلاثي الثاني، تعيش جل البيوت حالة استنفار يطبعها مضاعفة دروس الدعم خارج البيت من جهة و مراجعة الدروس تحت إشراف الأولياء من جهة أخرى. الدكتور عمران مختص نفساني، قال أنه على الأولياء و المعلمين تخفيف العبء على الصغار، و محاولة إقناعهم بأن إخضاعهم لامتحانات كتابية أو شفوية أمر عادي يجب التعامل معها بشكل طبيعي، كباقي الواجبات التي يكلفهم بها المدرسون عادة سائر الأيام. و عن ظاهرة تزايد استشارة الأولياء للمختصين حول كيفية التعامل معهم فترة الامتحانات، قال أنها تعكس الحالة النفسية و خوف الأولياء على مستقبل أولادهم، و نصح بعدم المبالغة في حث التلاميذ على مراجعة الدروس يوميا، لأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية حسب تقييمه.