أقدم تنظيم "الدولة الإسلامية " في شمال العراق على تحطيم مجموعة من التماثيل والمنحوتات الثمينة التي تعود إلى الحقبة الأشورية قبل آلاف السنين في متحف الموصل بالعراق أمس الخميس، و قد أثارت الحادثة ردود فعل وزراء عراقيين و هيئات رسمية دولية. و كان في مقدمتها تصريح وزير السياحة و الآثار العراقي عادل فهد الشرشاب اليوم الجمعة ،الذي أدان بشدة العمل التخريبي الذي طال متحف الموصل بالعراق على يد التنظيم الداعشي و وصفه بأنه " من جرائم العصر الكبرى "، مضيفا بان الوزارة سترفع درجة تنسيقها مع الأنتربول الدولي لمنع تهريب القطع الاثرية النادرة التي كانت بالمتحف، حيث طالب المجتمع الدولي بتطبيق قراره الأخير رقم 2199 و كذا بالإسراع بالقضاء على هذه العصابات الضالة و محاصرة كل أشكال الدعم لها، وقال: " رغم الخسارة الكبيرة و الحزن العميق الذي عم الأوساط الثقافية و العلمية في العراق و كل بلدان العالم إلا أن وزارتنا عازمة على الإستمرار في رسالتها بافتتاح متاحف جديدة في العراق و كشف المزيد من الآثار التي ستزين متحف الموصل بعد تحريرها قريبا انشاء الله و سيكون ردنا بالعمل " كما استنكر نائب الرئيس العراقي لشؤون الأمن و الدفاع أسامة النجيفي بشدة عملية التخريب و قال بأن " التنظيم كتب نهايته بتخريب متحف الموصل الذي تختصر آثاره مسيرة الإنسان عبر العصور و تمثل أعظم كنوز العراق، و لا مناص من حشد كل الجهد و القوة و الطاقة لضرب المجرمين و طردهم من مدينة الأنبياء و القديسين "، و أضاف بأن "الموصل بكل حضارتها و شواهدها و ...أصبحت مستباحة و أسيرة في قفص داعش لا مناص إذا من فعل يرتقي إلى مستوى ما يعانيه الإنسان و مستوى التدمير و التحطيم " في ذات السياق دان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أمس الخميس تحطيم المتحف و قال إن " هذه المجموعات الظلامية تثبت في كل يوم أنها عدو للعراق بماضيه و حاضره و مستقبله، و أن تاريخ هذه المدينة الناصع و الذي يمثل تاريخ الحضارة البشرية لا يمكن لمثل هذه الثلة الضالة أن تمحوه و تمحو تاريخ أهل هذه المدينة الذين باتوا بانتظار نداء الوطن ليطهروا مدينتهم من كل غريب دخلها " من جهتها أدانت جامعة الدول العربية في بيان صدر اليوم الجمعة الإعتداء الوحشي من قبل تنظيم ما يسمى ب "داعش" على مقتنيات متحف نينوي معتبرة أنه بمثابة إحدى أبشع الجرائم بحق تراث الإنسانية، مؤيدة الدعوة التي وجهتها المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو " إيرينا بوكوفا " من أجل عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لاتخاد إجراءات رادعة لوقف هذه المأساة الإنسانية ،و وصف أمينها العام عملية التخريب قائلا : " هذا الإعتداء الوحشي على الثراث الحضاري لشعب العراق يمثل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء و التي تهدف إلى بث ثقافة الإرهاب و العنف و الكراهية بين الجماعات و المكونات الثقافية و الحضارية المتنوعة لأبناء المنطقة " فيما دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة في الفيليبين التدمير "الوحشي" لأثار تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام بأيدي جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية "، و قال بان "الوحشية تطال الأشخاص والتاريخ والذاكرة والثقافة"، مضيفا أن "ما يريده هؤلاء الإرهابيين هو تدمير كل أوجه الإنسانية" ، موضحا بان "السعي إلى تدمير التراث يعني السعي إلى تدمير كل الذين يحملون رسالة ثقافة"