أطفال يقلدون تسريحات الأفناك و يصبغون شعرهم سرا ب"البلوندور" لم تخلو ظاهرة تقليد الأطفال لنجومهم المفضلين بالمنتخب الوطني لا سيما صباغة الشعر من حوادث و مواقف طريفة في الأسبوع الموالي لمباراة سلوفانيا حيث ظهر عدد من عناصر "الخضراء" بلوك و تسريحات جديدة استهوت الكثيرين خاصة في أوساط المراهقين و الأطفال، الذين انساق بعضهم دون تفكير وراء موضة الأفناك و على رأسهم الحارس شاوشي الذي لاقت تسريحته إعجاب الكثيرين حسب شهادة عدد من الحلاقين. و أمام رفض و منع بعض الأولياء لأبنائهم من تحقيق تسريحات الرياضيين التي وصفها البعض بالغريبة و رآها البعض الآخر لا تليق بصغارهم، راح بعض الأطفال يعاندون و يصرون على تجسيد تسريحة العصر، غير مبالين لعقاب و توبيخ الأولياء و اضطروا لتحقيق ذلك خفية عن أنظار الآباء و دون اللجوء إلى صالونات الحلاقة لعدم توفرهم على المال و ثمن التسريحات "الطوب فاشن . و هو ما أوقع الكثير من الأطفال في حوادث لجهلهم لطريقة استخدام صبغات الشعر ذات المضاعفات الجلدية الخطيرة. فقد سردت بعض الأمهات ما وقع لأبنائهن جراء تقليدهم خفية لمحاربي الصحراء و قالت السيدة غنية/ب بصالون حلاقة "ريان" بقسنطينة بأن إبنها معاذ (سبع سنوات ) وثق في أصدقائه و وضع مادة الأوكسيجيني على شعره وتركها لمدة ساعات مما تسبب له في حساسية على مستوى فروة الرأس و ظهور حب اضطرها إلى عرضه على الطبيب الذي أوصى بضرورة حلق شعره كليا من أجل علاج فروة رأسه كما يجب. و ذكرت سيدة أخرى أنها صرخت عندما دخل إبنها هيثم إلى البيت و رأته بتسريحة و لون شعر أقرب إلى البرتقالي منه إلى الأشقر و أضافت أنها ضربته لأنه أقدم على فعل شيء دون علمها من جهة و بدا في شكل غير لائق بل بشع على حد وصفها من جهة أخرى فلم تفكر مرتين و أسرعت بأخذه عند صديقتها الحلاقة لإزالة اللون قبل أن يراه والده و يجن جنونه. و ذكرت السيدة سمية/ع بأنها رأت عددا من أطفال الحي الذي تقطن به بالمدينة الجديدة علي منجلي المعروف باسم"الطيرمينيس" يحضرون صبغة مبيض الشعر"بلوندور"بمفردهم بمداخل العمارات و دون علم أوليائهم، و يستعملونه بطريقة خاطئة حيث لا يضيفون إليه مليّن. و قالت أنها تدخلت أكثر من مرة لمنع الصغار من تعريض أنفسهم لمضاعفات خطيرة مثلما حدث مع ابن جارتها الذي تأخر في غسل شعره فأصبح أشبه بصوف الكباش خشونة. و أكدت العديد من الحلاقات تزايد لجوء الأطفال إليهن و ترجيهم لهن بصبغ خصلات عريضة من شعورهم على طريقة شاوشي لأن أغلب الحلاقين الرجال لا يقومون بذلك. و إذا واجه بعض الأطفال الرفض التام لصباغة الشعر من قبل أوليائهم الذين امتنعوا عن تلبية رغبتهم في التشبه و تقليد نجومهم المفضلين في عالم الرياضة، فإن ثمة من الأمهات من تحوّلن إلى حلاقات و جعلن أطفالهن الصغار إلى دمى يتعلمن فن الحلاقة و صباغة الشعر على رؤوسهم الصغيرة، حيث ذكرت إحدى السيدات أنها هي من رغبت في رؤية صغيرها ذي الخمس سنوات بتسريحة زياني فاقتنت قارورة صباغة شعر فورية و مؤقتة و استخدمتها على شعر ابنها فازداد وسامة حسبها. و ذكر أحد باعة مستحضرات التجميل بحي سيدي مبروك بأن الطلب على صبغات الشعر المؤقتة ارتفع بشكل ملفت بعد مباراة الجزائر سلوفينيا و قال أن الذكور نافسوا النساء في اقتناء "البلوندور و الأوكسيجيني" هذه الأيام التي تعرف عادة إقبالا ملفتا للنساء على صبغات الشعر بسبب موسم الأعراس.