فاقت شدة تأثر الشباب الجزائري بمحبوبيهم ''محاربي الصحراء'' كل الحدود وخالفت كل التوقعات، في مجتمع لا يهضم كل ما هو دخيل بسهولة تامة، ومع هذا تحدى الكثيرون منهم الأعراف والعادات وتبنوا بعض القصّات ''الكوبات'' الغريبة، التي ظهر بها بعض نجوم الخضر خلال مشاركتهم في مونديال بلاد البافانا بافانا، وللوقوف على الظاهرة كان لابد من النزول إلى الشارع الجزائري بحثا عن هذه الفئة التي أصر غالبية أفرادها على مناصرة لاعبيهم في الربح كما في الخسارة والتعبير عن حبهم الكبير لهم على طريقتهم الخاصة. ورغم الضجة الكبيرة التي حاول البعض خلقها وإحاطة الهيئة الجديدة للاعبين بها بدءا من جعلها ''لوكات'' مستهجنة وغريبة عن مجتمعنا وصولا إلى وضعها في خانة ''النحس''، إلا أن الكثير من الشباب الجزائري وجدوا فيها ضالتهم واختاروها من بين كل القصّات لتكون عناوينهم وليترجموا من خلالها حبهم لنجومهم على طريقتهم.. كانت الوجهة الأولى حي محمد بلوزداد ''بلكور'' الشعبي المعروف بعشق قاطنيه الكبير للكرة المستديرة بحكم تميزهم بمدرسة كروية كبيرة هي نادي شباب بلوزداد والذين آثر الكثير منهم مطالبة بعض الحلاقين المشهورين بالمنطقة بتقليد اللوك الجديد الذي ظهر به كل من كريم زياني، حسان يبدة، فوزي شاوشي وعبد القادر غزال، حيث تتراءى لك وأنت تتجول في هذا الحي العريق قصّات شعر مماثلة لتلك التي ظهر بها بعض ''الأفناك'' ولو أن الغلبة للقصة الجديدة التي ظهر بها عبد القادر غزال في إحدى الحصص التدريبية التي خاضها عشية لعب مباراة الجزائر سلوفينيا، أين فضل الكثير من الشباب المتأثر بغزال هذه القصة الغريبة التي انفرد بها اللاعب المعروف بخرجاته المميزة في كل مرة. قصة غزال تضامنا معه ليرجع للتهديف وجهتنا الثانية كانت الحلاق بلال المشهور جدا وسط أبناء حيه في حسين داي، الذي يعتبر أحد أحياء العاصمة الأكثر شعبية ومسقط رأس الناصرية أو ''النهد'' الفريق الذي احتضن اللاعب الدولي رفيق حليش وأبطال آخرين على مر السنين، حيث أظهر هذا الحلاق الشاب براعة كبيرة في ممارسة مهنته التي يحبها كثيرا، أين كان يتفنن في رؤوس زبائنه الشباب الذين وجدوا ما يرغبون من قصات نجومهم من محاربي الصحراء تعبيرا منهم على مؤازرتهم لهم ودعمهم لهم في الربح والخسارة، وفي دردشة قصيرة معه، أكد هذا الأخير أن الكثير من أبناء حيه وأبناء الأحياء المجاورة قصدوه بعد الظهور الأخير لمحاربي الصحراء ب''اللوك'' المستحدث والمتماشي والحدث العالمي الآني ''المونديال''، مؤكدا أن أكثر القصّات طلبا هي تلك التي ظهر بها كل من كريم زياني، حسان يبدة، وعبد القادر غزال، وكل من يشاهد القصّة في شعر صديقه يقصده وهكذا، مضيفا أن الطلبات على هذه القصّات في تزايد مستمر، وتبقى قصّة المهاجم عبد القادر غزال التي تقوم أساسا على حلق الرأس جيدا من الجانبين وعلى مساحة أكبر وترك المقدمة وجعلها تمتد في شكل ذيل إلى أسفل الرأس على طريقة براكودا الأكثر رواجا والأكثر طلبا، حتى بعد إخفاقه في التهديف وهز شباك الفرق المنافسة في المونديال، ومن بين الذين اختاروا طلة غزال الجديدة الشاب مهدي ''22 سنة'' الذي يعمل بائع خضار وفواكه في دكان بحسين داي، والذي كان عند الحلاق المعني لضبط قصّة شعره والذي قال في رد عن سؤال يصب في هذا القالب ''أحب غزال كثيرا وقصته جد مميزة واستهوتني فقررت تقليده كونه المفضل لدي من بين الجميع وأنا واثق من قدراته''، وبشأن توقيت اعتماده للقصة أضاف ''مباشرة بعد الظهور الأول لهدافنا عبد القادر غزال توجهت إلى بلال الحلاق وسألته إن كان بإمكانه تطبيقها على شعري فوافق وأنا اليوم هنا لإجراء بعض التعديلات عليها وهي حلق الشعر الزائد على الجوانب حتى أظهر مثله تماما'' ولقطع الاستغراب استطرد قائلا ''أنا من عشاق غزال ومحبيه وجد متفائل بأنه سيقدم إضافة إن تسنى له اللعب مجددا أمام المنتخب الأمريكي، ثقتنا فيه كبيرة واعتمادي نفس تصفيفة شعره نوع من التضامن معه فهو لاعب كبير فقط النحس هو الذي يطارده''، وبخصوص إن كان سيغيرها كون غزال صار الشخص الأكثر مقتا لدى الجزائريين، وأضاف ''مطلقا سأحتفظ بها مهما كانت الظروف خصوصا وأن والدي لا يمانع وإذا استطاعوا إحراز نصر ما أمام المنتخب الإنجليزي سأضيف لها بعض التحسينات والتي ستكون بصبغها باللون الأصفر على غرار ما فعله كريم زياني''.والغريب في هذا الشاب الذي بدا يعشق الكرة المستديرة حتى النخاع أنه جد حريص على هندامه ولم يستثن أي كان من أبطال المنتخب الوطني والدليل الحلقين المربعين اللذين يظهر بهما واللذين أكد أنهما تيمنا بكل من الحارس فوزي شاوشي والمبدع كريم زياني.وقبل المغادرة ظهر مراهق آخر لم يتعد عتبة ال16 سنة، والذي كان فخورا بتقليده لتصفيفة المهاجم المثير للجدل حاليا في الجزائر''عبد القادر غزال'' والذي أكد بدوره أنه من محبي الغزال بالرغم من أنه خرج بالبطاقة الحمراء، مضيفا أنه يتمنى أن يرجع ذات اللاعب الاعتبار لنفسه واحترام الجماهير له بالتهديف أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية إن تمكن من المشاركة، مضيفا أن تسريحة شعر هذا اللاعب هي الأكثر جاذبية والأكثر رواجا، وأن الكثيرين من محبيه قرروا تقليده فيها تضامنا معه وتشجيعا له كدليل على أنهم لا يزالون يحبونه ويدعمونه بالرغم من خطئه الجسيم، مؤكدا ورفقاءه أن ''غزال في القلب حتى وإن لم يسجل أي هدف، فالله غالب عنده العين والتابعة''. ''تحفيفة''شاوشي ويبدة مطلوبة ولكن بدون صبغة وكان ل''اللوك'' الجديد الذي ظهر به كل من حسان يبدة على طريقة الديك باللون الأبيض والحارس فوزي شاوشي على طريقة المارينز نصيبه لدى محبي ''الخضر'' حسبما أكده الحلاق يوسف سيواني المشهور جدا في بلدية باش جراح، والذي يملك محلا غير مجاور لبيت اللاعب الدولي رفيق حليش ''اللوك الجديد للاعبي الخضر بات جد مطلوب لدى الشباب الجزائري الذين صاروا يقلدون أبطالهم في كل شيء، فهناك زبائن يقصدون محلي سائلين عن إمكانية تمكينهم من تصفيفة شعر بعض المحاربين على غرار عبد القادر غزال، كريم زياني ولو أن الأشد طلبا هي تلك التي ظهر بها الحارس الدولي فوزي شاوشي وكذا حسان يبدة لكن بشرط وحيد وهو ألا تستعمل معها الصبغة لعدم لفت الانتباه''، وأضاف المتحدث في سياق كلامه أن هنالك فئة أخرى محافظة نوعا ما تميل إلى تسريحات شعر كل من مجيد بوڤرة المعتمدة على الخطوط التي تنتهي في شكل وشم وحتى تسريحة شعر المدافع عنتر يحيى، ولو أن الغلبة ل''تحفيفة'' كريم زياني البسيطة جدا والقريبة من تلك المعروفة ب''الهاوس''. مغني حاضر في قلوب محبيه ب''توراس'' المثير للاستغراب بين كل هذا الزخم من تصفيفات الشعر الجديدة، وهو الوفاء الكبير للاعب الدولي المحبوب جدا في صفوف المناصرين والذي تخلف عن زملائه في كتيبة الناخب الوطني رابح سعدان بفعل الإصابة''مراد مغني''، والمتميز عن غيره بتسريحة شعره ''توراس'' التي كانت ولاتزال المفضلة لدى الكثير من الشباب الجزائري الذين تتراوح متوسطات أعمارهم ما بين 25 و29 سنة، والتي يجدونها مناسبة جدا مع تقدمهم في السن ومن بين هؤلاء الشاب ''حمزة'' الذي صرح بأنه ''من أشد المعجبين باللاعب مراد مغني والذي أتمنى له الشفاء العاجل، حبي الكبير له جعلني أختار طريقة حلقه لشعره لتكون طريقتي وهذا عرفانا مني له بكل ما قدمه للمنتخب الوطني والذي افتقدناه كثيرا وتمنينا لو تمتعنا بفنياته في المونديال''.