صعد المحتجون ضد استغلال الغاز الصخري بعين صالح، أمس، من حركتهم الاحتجاجية، حيث قاموا بمحاصرة موقع شركة «هاليبرتون» الأمريكية التي تتولى أشغال الهندسة والحفر في منطقة غور محمود، أعقبتها مناوشات بين السكان وقوات الدرك المكلفة بحراسة الموقع، كما عمد المحتجون إلى قطع الطريق الوطني رقم واحد، وقرروا إيفاد وفد من عقلاء المدينة للاجتماع بمسؤولين محليين وعسكريين بخصوص الأوضاع في عين صالح، في محاولة لتهدئة الأوضاع. قرّر المحتجون بعين صالح، أمس تصعيد حركتهم الاحتجاجية، بعد مرور 58 يوما على بداية الحركة المناهضة لاستغلال الغاز الصخري، وعمد المحتجون إلى محاصرة مقر شركة هاليبرتون وقطع الطريق الوطني رقم واحد وقاموا بإحراق العجلات المطاطية في بعض المحاور لمنع تنقل الشركات النفطية. أعقبتها مشادات بين المحتجين و قوات الدرك الوطني قرب مقر شركة هليبرتون الأمريكية المتواجدة على بعد 10 كلم غرب عين صالح. وقرر المحتجون عقب اجتماع لتدارس الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتصعيد الاحتجاج السلمي، وتفادي أي صدام في عين صالح الرافضين لاستغلال الغاز الصخري، نقل إلى أمام مقرات شركات نفطية بالمنطقة بينها هاليبرتون، حيث كانت تتواجد فرقة من الدرك الوطني لحراسة الموقع، لتندلع بعدها مشادات بين الطرفين، استعمال فيها المحتجون الحجارة، وردت عليها قوات الدرك بالغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وقال ناشط في الحركة الجمعوية بعين صالح، أن المحتجين قرروا محاصرة مقر شركة «هاليبرتون» بعد اقتناعهم بان «الشركة ماضية في استخدام تقنية التفتيت الهيدروليكي في البئر الثاني» وهو ما يرفضه المحتجون، مضيفا بان قوات الأمن قامت بتوقيف محتجين أثناء محاولة اقتحام مقر الشركة، فيما أصيب احد المحتجين أثناء المناوشات التي عرفها محيط الشركة الأمريكية. وأوضح عبد القادر بوحفص عضو الحركة المناهضة لاستغلال الغاز الصخري بعين صالح في تصريح للنصر أن الاشتباكات وقعت «عند محاولة بعض الشباب اقتحام مقر الشركة الأمريكية الذي يحوي تجهيزات تستعمل في التكسير الهيدروليكي»، وقال بان القرار جاء عقب «تداول النشطاء معلومات تفيد بان الشركة ستقوم بعملية التكسير في غضون أيام» وذلك عكس التطمينات التي تلقاها المحتجون بعدم القيام بأي عملية في الوقت الحالي. وأوضح بوحفص، بأن المحتجين لم يتلقوا لحد الآن أي رد على المراسلة التي وجهوها إلى الرئاسة والحكومة والسلطات المحلية بشأن وقف التنقيب عن الغاز الصخري بعين صالح، وقال «أخر اتصال كان مع النائب عن الجالية محمد بوراس الذي لم يقدم أي أجوبة كافية عن التساؤلات التي طرحها المحتجون وخاصة ما يتعلق بعدم إجراء أي تفتيت هيدروليكي في البئر الثاني وتجميد أشغال الحفر في البئر الثالث».وحسب المتحدث، فان المناوشات جاءت بعدما استنفذ المحتجون «كل طرق الاتصال المتاحة أمامهم لوقف أشغال الحفر» وقال «في خلال الأسبوع الماضي حدث تطور ايجابي ما سمح برفع آلات الحفر التي كانت في غور محمود وسمح المحتجون بنقل كميات من الأغذية والوقود إلى المنطقة التي تتواجد بها الأشغال ولكن الأمور تغيرت في الأيام الثلاثة الأخيرة وفهمنا أن الأشغال لن تتوقف بل ربما ستقوم الشركة الأمريكية بتفتيت الصخور في البئر الثاني ما جعل الأمور تنزلق لأول مرة». وأكد بوحفص، بأن المحتجين قرروا بالإجماع تصعيد حركتهم الاحتجاجية بطرق سلمية، من خلال غلق الطريق الوطني رقم واحد لمنع وصول أي معدات جديدة إلى الموقع، ومحاصرة مقرات الشركات النفطية المتواجدة في المنطقة، وقال بان وفد من اعيان عين صالح عقد اجتماع مع مسؤولين محليين مدنيين وعسكريين لبحث وقف تدهور الوضع ومنع حدوث أي انزلاق.