احتضان الجزائر للدورة 31 من الكان يكسي مبارياتها طابع الودية ستكون اليوم أنظار الرياضيين بالقارة الإفريقية مشدودة صوب العاصمة المصرية القاهرة، التي تحتضن اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، والتي يتم على هامش أشغالها سحب قرعة التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017، التي تراهن الجزائر على الظفر بشرف تنظيمها بعد ربع قرن من الانتظار. فبحضور عديد الشخصيات الرياضية البارزة في القرة السمراء ويتقدمهم رئيس الكاف عيسى حياتو، سيتم اليوم الإعلان عن البلد المضيف، وبعدها تحديد رزنامة مباريات التصفيات القارية التي ستعطى إشارة انطلاقها في شهر جوان المقبل، حيث سيتم توزيع المنتخبات الإفريقية 52 المنضوية تحت لواء الكاف على أربعة مستويات، لتشكيل 13 فوجا في المرحلة التصفوية، على أن يحجز مكانه في النسخة الواحدة والثلاثين من الكان، متصدر كل فوج، مما يعني تأهل 13 منتخبا مباشرة إلى النهائيات، يضاف إليها منتخبان من أفضل أصحاب المراكز الثانية في الترتيب النهائي لكل مجموعة، على أن تعفى من هذه الحسابات المنتخبات التي تنتمي إلى المجموعات التي تتقلص تركيبتها بانسحاب أحد المنتخبات، و كذا الفوج الذي سيقع فيه منتخب البلد المضيف، الذي سيكون متأهلا بصفة آلية، ما يجعل عدد المنتخبات المنشطة للدورة النهائية 16 . وفي انتظار معرفة هوية البلد المنظم للدورة، يرتقب أن يتصدر المنتخب الوطني إحدى المجموعات، لتواجده ضمن منتخبات التصنيف الأول للكاف، بالنظر لترتيبه الجيد على لائحة ترتيب الكاف، التي سيتم الاعتماد على تصنيفها لتوزيع المنتخبات على المستويات الأربعة، حيث تعمد الكاف إلى تصنيف المنتخبات وفق ترتيب خاص بها يأخذ بعين الاعتبار مشاركاتها في الدورات الثلاث الأخيرة (كان 2012 و2013 و2015)، وفيما احتلت الجزائر الصف السابع إفريقيا عشية سحب قرعة كان غينيا الاستوائية، فإن غيابها عن دورة 2012 سيجعل الكاف تعتمد على نتائجها في التصفيات وكذا دورة 2013، كما أن بلوغها ثمن النهائي في تلك الدورة سيمنحها نقاطا إضافية تبقيها في المستوى الأول، وهو الأمر الذي سيجنب الخضر ملاقاة المنتخبات القوية على غرار كوت ديفوار وغانا والكاميرون والسنغال وتونس ... علما وأن المنتخب المغربي سيشارك في تصفيات كان 2017، بعد أن رفعت الكاف العقوبات التي كانت قد سلطتها عليه من قبل، بحرمانه من المشاركة في دورتي 2017 و2019 ، نتيجة مطالبته بإرجاء موعد كان 2015 بداعي خشية تفشي داء الإيبولا. سمعة الخضر وترتيب الفيفا يمنعان التهاون في المرحلة التصفوية وتراهن الجزائر على الظفر بشرف تنظيم الدورة الواحدة والثلاثين من الكان، لعدة اعتبارات على رأسها منح منتخبنا الوطني فرصة التنافس على اللقب القاري في عقر الدار والاستفادة من دعم الأنصار، كما أن الخضر سيكونون معنيين بمباريات المرحلة التصفوية التي ستكون شكلية، على اعتبار أنه لأول مرة سينشط البلد المنظم للكان التصفيات، على أن تكتسي مبارياته طابع الودية، لعدم احتساب نتائجها ونقاطها. ولئن يرى البعض للموضوع من جانبه الإيجابي المتمثل في استفادة كتيبة كريستيان غوركوف ( الذي استلم مهامه في ظروف استثنائية) من ستة لقاءات ودية بعيدا عن ضغط النتيجة، ما يخول لها التحضير للدورة الواحدة والثلاثين في ظروف ممتازة، وكذا خوض تصفيات مونديال روسيا 2018 بروح تنافسية عالية، إلا أن الأمور لن تسير وفق هذا المعطى، لأن الناخب الوطني مطالب بدفع اللاعبين إلى التعامل مع المنافسين واللقاءات بجدية كبيرة، وعدم السقوط في فخ التهاون واللعب الاستعراضي، بالنظر لسمعة المنتخب قاريا وكذا أهمية تلك المواعيد في حسابات الفيفا عند ضبطها التصنيف الشهري لمنتخباتها، والذي على ضوئه تحدد مستويات المنتخبات في تصفيات مونديال روسيا 2018.