حياتو وجه لروراوة ضربات قاضية أعادته إلى حجمه الحقيقي شكل قرار حرمان الجزائر من شرف تنظيم «كان 2017» حلقة جديدة من الخلاف الخفي بين العجوز الكاميروني عيسى حياتو و رئيس الفاف محمد روراوة بعدما بلغت العلاقة بينهما أعلى درجات البرودة، و هي التي كانت في وقت ليس ببعيد وطيدة و حميمية. لكن المعطيات تغيرت و الموازين إنقلبت فأصبح روراوة أحد أكبر المغضوب عليهم في الإتحاد الإفريقي، و تواجده في المكتب التنفيذي لهذه الهيئة يسبب صداعا دائما للعجوز الكاميرني، سيما بعد الأخبار التي راجت منتصف السنة الماضية و التي لمحت إلى إمكانية ترشح روراوة لرئاسة الكاف، رغم أن رئيس الفاف فندها و إعتبرها مجرد إشاعة، ليكون رد فعل حياتو عنيفا و على طريقته الخاصة، بتوجيه العديد من الضربات القاضية. فتور العلاقة بين حياتو و روراوة تجلى بصورة واضحة خلال مؤتمر أديس أبيبا في نوفمبر الفارط، لما وجه المكتب التنفيذي للكاف ضربة موجعة للجزائر، بحصول ملف ترشحها لإحتضان نهائيات كاس أمم إفريقيا لسنتي 2019 و 2021 على صوت واحد، و هو القرار الذي خلف خيبة أمل كبيرة في الجزائر، على إعتبار أن الجميع كان يراهن على ثقل روراوة في الكاف و الفيفا لكسب الرهان، لكن العجوز الكاميروني أحسن إستغلال المناسبة للكشف عن «تمرده» المفضوح عن أحد أكبر أصدقائه على مدار أزيد من عشرية من الزمن، رغم أن حياتو كان قد زار الجزائر في نوفمبر الماضي بمنسبة نهائي دوري أبطال إفريقيا، و حظي بإستقبال من السلطات العليا للبلاد، إلا أنه خذل الجزائريين بعد 6 أيام فقط من تلك الزيارة. ثاني فصول «حقد» حياتو» على روراوة موقف الكاف من قائمة المترشحين لتمثيلها في المكتب التنفيذي للفيفا، و هي الهيئة التي كان رئيس الفاف يحوز على مقعد فيها منذ جوان 2011، حيث أن رئيس الإتحاد الإفريقي بارك ترك روراوة لمنصبه و التنازل عنه لصالح التونسي طارق البوشماوي، الذي يشغل منصب عضو في الكاف، و كان مكلفا بتعيينات الحكام، و هو عضو خرج من «جلباب» العجوز الكاميروني، ليجد روراوة نفسه خارج الفيفا، بعد عهدة لم تدم سوى 4 سنوات، في وقت يحتفظ فيه حياتو بالعضوية في أعلى هيئة كروية عالمية للعهدة الثامنة على التوالي. و لئن كان حياتو قد حظي بإستقبال رسمي في الجزائر خلال نهائي كأس «السوبر» الإفريقي في فيفري المنصرم بين الوفاق السطايفي و الأهلي المصري، فإن ذلك لم يشفع لروراوة بإستعادة الثقة المفقودة، فكانت صدمة الأمسw بالقاهرة بمثابة الضربة القاضية التي تلقتها الجزائر من عجوز كاميروني بلغ من الكبر عتيا، مادام أن سنه قارب السبعين، لكن كواليسه تبقى مؤثرة و لها وزنها في الساحة القارية، ففضل الغابون على الجزائر. «تمرد» حياتو يعد بمثابة نكران للجميل، لأن روراوة كان صاحب الفضل في إبطال مفعول مخطط إنقلابي نسجت خيوطه في «الكواليس» من أجل سحب البساط من تحت قدمي العجوز الكاميروني، و تنحيته من رئاسة الكاف، و هو المخطط الذي كان في فيفري 2011 بهندسة من الإيفواري جاك أنوما، لكن روراوة أحبطه بتقديم مقترح يقضي بتعديل نصوص القانون الأساسي للكاف، و ذلك بإدراج بند يحصر حق الترشح للرئاسة على أعضاء اللجنة التنفيذية المنتخبين بالإتحاد الإفريقي و الإيفواري أنوما لم يكن يتوفر على صفة العضوية، الأمر الذي قطع أمامه الطريق و أبقى حياتو في منصبه، لينال روراوة جزاء سنمار، بعد إنقلاب الموازين، فخرج برفقة الإيفواري المغضوب عليه من المكتب التنفيذي للفيفا منذ أمس الثلاثاء فضلا عن خسارته في مناسبتين رهان الدفاع عن ملف ترشح الجزائر لإحتضان إحدى دورات «الكان»، و يكون بذلك حياتو قد أعاد روراوة إلى حجمه الحقيقي كمسؤول على شؤون الكرة الجزائرية، و هو الذي كان في منظور الجزائريين بمثابة أقوى رجال الكاف و الفيفا.