جمعيات مختصة تستعرض مشاكلها في مساعدة مرضى السرطان بالبليدة استعرضت أمس الأول الجمعيات المختصة في مساعدة مرضى السرطان على المستوى الوطني، تجاربها في مساعدة المرضى في لقاء جمعها بالبليدة، بمناسبة أسبوع التضامن مع مرضى السرطان الذي تنظمه جمعية البدر، وتحدثت أغلب الجمعيات عن مختلف المشاكل التي يواجهها مرضى السرطان، ابتداء من التكفل النفسي إلى نقص هياكل العلاج وتأخر مواعيد العلاج بالأشعة،إلى جانب نقص مراكز استقبال المرضى. في هذا السياق تحدثت ممثلة جمعية الأمل لمساعدة مرضى السرطان بسيدي بلعباس التي تتكفل بمساعدة 1794 مريضا ،عن تجربتها في هذا المجال،مشيرة إلى أن الجانب النفسي مهم بشكل كبير بالنسبة للجمعيات المختصة في مساعدة مرضى السرطان، وأكدت بأن التكفل بالعلاج والأشعة والأدوية غير كاف في ظل غياب التكفل النفسي، وأضافت بأنها وقفت على حالات لمرضى بالسرطان تعرضوا لانهيار نفسي بعد اكتشاف إصابتهم بالسرطان. الأمر ،حسبها، لا يتعلق بالمرضى فقط، بل حتى ذويهم بحاجة إلى هذا التكفل النفسي مؤكدة بأن جمعية الأمل أعطت أهمية لهذا الجانب من خلال الاعتماد على مرشدين ومرشدات في الجانب الديني و نفسانيين من أجل رفع معنويات المرضى وأقاربهم ،إلى جانب اهتمام أعضائها بالجانب الترفيهي من خلال تنظيم عدة زيارات لمناطق سياحية وشواطئ البحر لفائدة مرضى السرطان. كما تحدثت ممثلة ذات الجمعية عن مشاكل الإيواء بالنسبة للمرضى مشيرة إلى أن غياب دار لاستقبال المرضى بهذه الولاية ،جعل الجمعية تلجأ إلى تحويل المرضى إلى الفنادق وتدفع مصاريف الإيواء ،كما شددت على أهمية الجمعيات في توعية المواطنين بأهمية التشخيص المبكر لتفادي مضاعفات هذا الداء. من جهته رئيس جمعية مساعدة مرضى السرطان ببجاية، أوضح بأن دور الجمعيات يكون قبل الإصابة بالسرطان وليس بعده، مشيرا إلى أن أغلب المرضى الذين يصلون إلى المستشفيات لم يخضعوا للتشخيص المبكر،مشددا على أن لحركات المجتمع المدني دور كبير في تحسيس المواطنين بضرورة التشخيص المبكر،كما أشار إلى أن فئة مرضى السرطان في حاجة إلى تضامن أكبر، و اهتمام واسع في المجتمع ،و ذلك بالنظر إلى هذا المرض كباقي الأمراض الأخرى، ولا يبقى طابوها بالنسبة للمواطن،خاصة وأن هذا الداء انتشر في مختلف الأوساط العمرية بما فيها الأطفال. و شدد المتحدث على ضرورة التحسيس والوقاية من المواد الغذائية الحاملة لمواد مسرطنة ،كما تحدث عن المشاكل التي يعانيها المرضى في توفير تكاليف الفحوص بالأشعة والتحاليل المخبرية، بالنسبة للعائلات الفقيرة ،وأشار إلى نقطة أخرى هامة وهي أن الوقاية والتشخيص المبكر يتطلبان توفر الوسائل والأجهزة الطبية في المستشفيات، مؤكدا بأن العائلات البسيطة لا تتوفر على مبلغ 15 ألف دينار لإجراء تصوير إشعاعي للكشف عن السرطان مثلا ،وأكد على ضرورة دعم المستشفيات بمختلف التجهيزات الطبية اللازمة من أجل التشخيص المبكر. في السياق ذاته قالت رئيسة جمعية آمال لمساعدة مرضى سرطان الثدي بحجرة النص بتيبازة ، بأن هذا المرض لا يزال طابوها بالنسبة للعائلات الجزائرية وأغلب النساء لا تلجأن للتشخيص حتى ولو كان فيه مؤشرات تدل على تعرضها للسرطان ،ولا تلجأ للعلاج إلا في مراحل متقدمة من المرض، وأكدت على ضرورة تغيير الفكرة السائدة في المجتمع بأن السرطان يعني الوفاة. وفي نفس الإطار تحدث رئيس الجمعية الوطنية الفجر لمساعدة مرضى السرطان عن التكفل الاجتماعي ، مؤكدا بأن المريض بحاجة إلى تضامن في حياته اليومية وفي الوسط العائلي و توفير احتياجاته ، وقال بأن هذا الدور يقع على عاتق هذه الجمعيات ، في حين العلاج وتوفير الأدوية يقع على عاتق السلطات العمومية .