امتنع يوم أمس المئات من تلاميذ متوسطة الشهيد مسعد عباس "حي السوق " بمدينة بئر العاتر عن الالتحاق بمقاعد الدراسة، منذ الفترة الصباحية، وقاموا بغلق الطريق بالحجارة والمتاريس وأضرموا النار في العجلات المطاطية، كما رفض أساتذة المؤسسة بدورهم مزاولة مهامهم، وذلك على خلفية الاعتداء البشع الذي تعرضت له أستاذة اللغة الفرنسية " بوطرفة. خ» 31 سنة بمادة الحامض (الأسيد). الأستاذة فوجئت مساء أول أمس بعد خروجها مباشرة من المؤسسة إثر انتهاء فترة عملها، وعلى بعد أمتار قليلة من باب المؤسسة بنزول شخص من سيارة سياحية كانت على ما يبدو في انتظارها، وبسرعة البرق قام برشها بكمية من حامض الأسيد الخطير على مستوى الوجه وامتطى السيارة رفقة من كان بداخلها ولاذ بالفرار، وفي تلك الُأثناء سقطت الأستاذة أرضا وهي تصيح وتصرخ واضعة يديها على وجهها من شدة الألم، ليتم نقلها إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى التيجاني هدام الذي تلقت فيه الإسعافات الأولية، وأمام خطورة إصابتها قرر شقيقها نقلها ليلة أول أمس إلى إحدى العيادات الخاصة في مدينة سوسة التونسية، أين تتلقى العلاج من طرف أطباء العيون. و قد أوفدت مديرية التربية لجنة تحقيق للوقوف على أسباب وخلفيات الحادثة، وباشرت مصالح الأمن من جهتها تحرياتها وأبحاثها لتوقيف الفاعلين. وقد ألقت هذه الحادثة بظلالها القاتمة على الأسرة التربوية بالمدينة، التي طالبت بتوفير الأمن وبالصرامة في معاقبة كل من يمس بكرامة رجال ونساء التربية الذين باتوا عرضة لمختلف المضايقات والتحرشات، رغم النداءات والمراسلات العديدة الموجهة للجهات الوصية .