الشارع يصّر على إسقاط نظام مبارك و دوريات شعبية تجوب الشوارع لحماية الممتلكات أصرّت جموع المحتجين أمس لليوم السادس على مطلبها بإسقاط حكم مبارك ردا على قراره بتعيين نائب له و تكليف أحمد شفيق بتشكيل حكومة جديدة، حيث تجمع عشرات الآلاف في مختلف المدن والمحافظات المصرية للمطالبة بالتغيير الجذري، حاملين لافتات ومرددين شعارات تنادي برحيل مبارك، وهو نفس المشهد الذي عرفه ميدان التحرير الاستراتيجي وسط القاهرة الذي يضم مقرات حكومية ووزارات وسفارات أجنبية ويعتبر القلب النابض للعاصمة. وفيما واصل الجيش نشر قواته بكثافة منذ الصباح خاصة في القاهرة لضبط الأمن بعد انتشار عمليات السلب والنهب إثر انسحاب قوات الشرطة الكامل وفرار آلاف السجناء وانتشار اللصوصية، انضمت أمس نخبة المجتمع المصري إلى المحتجين ومن بينهم الأطباء والمحامون والقضاة والنقابيون، وهو ما اعتبره الملاحظون تطورا نوعيا في وتيرة الاحتجاجات.من جهة أخرى، وبسبب حالة الفراغ الأمني السائدة، نظّم شباب الأحياء أنفسهم في شكل لجان شعبية تتكفل بحماية الأشخاص والممتلكات ومنع عمليات النهب والسطو، وتسلحوا بما أمكنهم من أسلحة بيضاء حيث يقومون بدوريات في الشوارع ويراقبون السيارات ويستجوبون أصحابها عن وجهتهم، كما تطوع البعض منهم للقيام بإطفاء الحرائق التي شبت في الكثير من المباني الحكومية وتولي مهمات شرطة المرور وتنظيم حركة السير، وذلك في وقت شرع فيه الجيش في تعزيز تواجده في كل المدن استجابة لنداءات تطلب تدخله للتصدي لجماعات منظمة تعتدي على المواطنين وتسطو وتخرب، وكان الجيش قد دعا أول أمس المصريين إلى التصدي للمخربين والالتزام بقرار حظر التجول. وتصاعدت حدة الاحتجاجات أمس بسبب تشييع جنازات القتلى الذين سقطوا في المواجهات في كل من القاهرة والإسكندرية والسويس والإسماعيلية، حيث تبقى الحصيلة غير محددة إلى غاية كتابة هذه السطور في غياب أرقام رسمية، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر أمنية وطبية قولها إن 102 شخصا قتلوا منذ بداية الاحتجاجات الثلاثاء الماضي، من بينهم 33 أول أمس السبت، غير أن مصادر أخرى تؤكد أن العدد الحقيقي يفوق بكثير هذا الرقم فضلا عن خسائر مادية تقدر بملايير الدولارات .وفي العاصمة تكلمت مصادر صحفية عن تمركز دبابات للجيش منذ الصباح على مداخل الجسور الرئيسية، بالإضافة إلى إقامة العديد من الحواجز التي منعت دخول السيارات وسط ميدان التحرير إلا أنها سمحت بمرور المتظاهرين، فيما شهد سماء القاهرة تحليقا مكثفا للمقاتلات الحربية ومروحيات الجيش في إطار مساعي لضبط الأمن.وكان مكتب قناة الجزيرة القطرية قد أغلق أمس بقرار من وزارة الإعلام ، بعد أن تعرض بثها إلى التشويش وقطع الإرسال طيلة الأيام الماضية، كما تقرر حظر كل نشاط للقناة وإلغاء رخص العمل وحجز بطاقات الصحفيين والعاملين بها، كما تم الإعلان عن الشروع في إجراءات قانونية لمنع أي إرسال لها من داخل مصر.