تصاعدت وتيرة التظاهرات في مصر واحتشد الآلاف من المتظاهرين وسط القاهرة مواصلين احتجاجاتهم وتظاهراتهم ضد الحكومة المصرية على الرغم من بدء سريان حظر التجول الجديد في القاهرةوالسويسوالإسكندرية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان أدى اليمين الدستورية كنائب للرئيس. يشار إلى أن منصب رئيس الجمهورية شاغر منذ تولي الرئيس المصري حسني مبارك الحكم قبل ثلاثين عاما، ويبلغ سليمان من العمر نحو 75 عاما وهو يشغل منصب مدير المخابرات العامة منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد تولى مؤخرا عدة ملفات في مجال السياسة الخارجية مثل ملف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية. كما قرر الرئيس مبارك تعيين وزير الطيران المدني أحمد شفيق رئيسا للحكومة، وقال التلفزيون المصري الرسمي ان الرئيس مبارك قد عقد محادثات ازمة مع عدد من كبار المسؤولين المصريين في مقر الرئاسة المصرية. وقد أعلن الحزب الوطني الحاكم أنه قبل استقالة أحمد عز من أمانة التنظيم في الحزب، ويعد عز من أبرز قيادات الحزب الحاكم ومن كبار رجال الأعمال. وافادت مصادر مضطلعة ان بعض الشخصيات المصرية البارزة في طريقها الى خارج البلاد. ولم يتحدد حتى اللحظة عدد القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات المستمرة منذ أربعة أيام بأنحاء مصر في سياق المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك. وانطلقت الاحتجاجات يوم الثلاثاء الماضي وسقط فيها ستة قتلى معظمهم من مدينة السويس وارتفع هذا العدد الجمعة ليصل حسب وكالة رويترز إلى 68 قتيلا من المحتجين ورجال الشرطة في القاهرةوالإسكندريةوالسويس. وفي غياب حصيلة رسمية للمواجهات نقلت رويترز عن مصادر طبية أن عدد الجرحى في أرجاء مصر تجاوز الألفين وأنه مستمر بالتصاعد وأن العدد الإجمالي للقتلى بلغ 74. وأظهرت متابعة شاشة الجزيرة للمعلومات الواردة اليوم عن عدد القتلى في أربع مدن مصرية لغاية الواحدة ظهرا بتوقيت القاهرة (11:00 بتوقيت غرينتش) ما يلي: القاهرة: ثلاثون جثة (بينهم اثنتان لطفلتين) سقطوا في مواجهات أمس في مستشفى الدمرداش في القاهرة حسب ما أفادت وكالة رويترز. الإسكندرية: عشرون قتيلا من احتجاجات أمس حسب ما أفاد مراسل الجزيرة. دمنهور: خمسة قتلى سقطوا جراء المظاهرات حسب ما أفادت مصادر طبية للجزيرة.رفح المصرية: ثلاثة قتلى من رجال الشرطة بهجوم بالقنابل على مبنى أمن الدولة حسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وتجددت المظاهرات الغاضبة في أنحاء مصر رغم إعلان الرئيس المصري حسني مبارك إقالة الحكومة، ورغم الانتشار المكثف لقوات الأمن والجيش بينما ارتفع عدد القتلى والجرحى. وقال المراسلون في القاهرة إن صحفيين ومحامين يقودون مئات المصريين المحتجين الذين تجمعوا في ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس السبت لمطالبة الرئيس مبارك بالتنحي ومحاكمة رموز النظام من بينهم الصحفي والنائب السابق مصطفى بكري ورئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين. وردد المتظاهرون ارحل ارحل وهم يتجمعون في ميدان التحرير في ظل تواجد الجيش الذي نشر في المدينة لتهدئة الوضع، وردد المحتجون سلمية سلمية. وذكر شهود لرويترز أن الشرطة المصرية تطلق عيارات قرب محتجين تجمعوا في الشوارع الجانبية المؤدية إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة أمس السبت غير أنه لم يتضح ما إن كانت ذخيرة حية. وانتشرت قوات الجيش المنتشرة في الشوارع وعند المواقع الحساسة ومن بينها محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي حاول المتظاهرون اقتحامه أمس. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، أشار مراسل الجزيرة عبد الفتاح فايد إلى أن المحتجين تحدوا حظر التجول الذي أعلنه مبارك بصفته الحاكم العسكري وتدفقوا بالمئات إلى ميدان التحرير مرددين هتافات تطالب بالتغيير، ومؤكدين أن الخطاب لا يلبي الطموحات لأن الحكومة الجديدة ستتشكل من نفس الرموز المتهمة بالفساد. وبدوره ذكر بعض المراسلون في القاهرة أن الجيش بدأ يسيطر على الوضع، فيما ما زالت الحرائق مشتعلة في مقر الحزب الحاكم وبعض المؤسسات الأخرى والدخان يتصاعد إلى السماء. وأفاد وكالة الأنباء الألمانية بأن هناك حالة من الانفلات الأمني تسود ميدان التحرير وأن هناك مناوشات بين لصوص حضروا لنهب المحال التجارية مسلحين بالأسلحة البيضاء والعصي، ومتظاهرين شكلوا دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة. وكشفت صور القاهرة في صبيحة الاحتجاجات حجم الدمار وسيارات الشرطة المحترقة وما تعرضت له العديد من المنشآت العامة والخاصة وكان أكثرها تضررا المقر الرئيس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حيث أُحرق المبنى ونهبت محتوياته. وقال مراسل الجزيرة مصطفى كفافي إن أعمال التخريب التي وقعت قام بمعظمها كثير من المشبوهين والمساجين الذين فروا من أقسام الشرطة. وتحدث شهود عيان لرويترز عن نهب أحد متاجر كارفور في القاهرة. وقال مراسل الجزيرة نت في القاهرة إن قوات الجيش ألقت القبض على مجموعة من ضباط الأمن حاولوا نهب بعض محتويات المتحف الوطني بمساعدة بعض المتظاهرين. وأشار إلى تواصل الاعتداء على أقسام الشرطة حيث أحرق محتجون قسم مدينة السلام وأخرجوا زملاءهم الذين اعتقلتهم قوات الأمن أمس. ونقل عن شهود عيان أن 18 شخصا قتلوا في اشتباكات مع الشرطة في ميدان المطارية. وذكرت مصادر للجزيرة أن سقوط عشرات الجرحى في منطقة التوفيقية بالقاهرة وسط مناشدات لإسعافهم إلى المستشفيات. تمردات في السجون وتواردت انباء عن حصول اكثر من تمرد او اشتباكات في وقرب عدد من السجون المصرية وذكرت مصادر في سجن ابو زعبل ان تمردا جرى داخل السجن وحاول معتقلين سياسيين واستولوا على السجن وان الشرطة تحاصرهم داخل مبنى السجن. بيد ان محمد محمود سامي احد المعتقلين السياسيين في سجن ابو زعبل قال في اتصال له ان المعتقلين الان اعصابهم هادئة الان، بالرغم من معرفتهم انهم من الممكن ان يموتوا برصاص الشرطة. وقال ان الشرطة قفلت الابواب عليهم وتركتهم منذ اول امس دون اكل او شرب فحاول المعتقلون الخروج الا انه تم جلب تعزيزات اضافية من الشرطة بلغت حسب تعبيره 50 شرطيا. وافاد الموفدون الى السويس عن حصول تمرد بين المساجين فى سجن شبين الكوم العمومي فى المنوفية وان الامن يواجه المساجين المتمردين باطلاق عيارات نارية. واهالي السجناء تجمعوا حول السجن. كما وقعت اشتباكات امام سجن الغربانيات في غرب الاسكندرية الذي يضم خمسة الاف سجين وسط مخاوف من امكانية نزول السجناء الى الشوارع. وتواردت انباء اضرام النار في قسم شرطة الجيزة والاعتداء على أفراد الشرطة الذي الإسكندرية وفي الإسكندرية، ورد أن مظاهرات حاشدة للتنديد بخطاب مبارك والمطالبة بتنحيه تجوب شارع المحافظة الذي شهد إحراق مبنى المحافظة أمس فضلا عن إحراق أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بيك وباب شرقي وسيدي جابر والمنتزه والعطارين. وتحدث المراسلون ا عن مشاهدة أكثر من عشرين جثة لأشخاص سقطوا في احتجاجات أمس، فيما أشاروا إلى أن عدد القتلى وصل إلى 23. وذكر المراسلون أيضا أن مواطنين يحاصرون الآن مقر أمن الدولة في منطقة الفراعنة في الإسكندرية وعناصر الأمن المتواجدة داخله تطلق الرصاص الحي. كما اقتحم متظاهرون مصانع حديد عز والدخيلة التابعة لرجل الأعمال أحمد عز وهو شخصية نافذة في النظام واستولوا على كامل محتويات المصنع. وكانت المظاهرات عمت أمس كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غربي المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقيها، وقوات الأمن تختفي من الشوارع، وسيطر المتظاهرون على أغلب الشوارع وتراجعت قوات الأمن بينما سلم بعض أفرادها بنادقهم وملابسهم العسكرية للمتظاهرين حسب ما ذكر. السويس وفي السويس أفادت مصادر صحفية بأن مئات الأشخاص تجمعوا أمام قسم شرطة الأربعين مرددين هتافات ضد مبارك بينما يسيطر الجيش على معظم شوارع المنطقة ويحاول أن يحمي المؤسسات الحكومية. وأشاروا إلى احتراق قسم الأربعين فضلا عن معرض للسيارات قيل إن صاحبه أطلق النار فأردى ستة أشخاص، وهو ما أكده شاهد عيان في اتصال مع الجزيرة. و نقل عن مصادر طبية في مشفى السويس العام بمقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 180 بينهم 25 حالة حرجة، وذكرت أن الأهالي يتجمعون أمام مشرحة السويس العامة للتعرف على جثث أبنائهم والمطالبة بالتحقيق لمعرفة من أطلق النار عليهم. وقال صحفيون إن الشرطة أطلقت الرصاص الحي على المواطنين في السويس بأوامر من القيادات. وفي آخر التطورات قالت المراسلة إن عمال مصنع السويس للصلب أعلنوا إضرابا مفتوحا حتى إسقاط النظام المصري لكنهم لم يتحدثوا حتى الآن عن الخروج للشارع لحماية آلات المصنع. وفي المنصورة ذكر المدون حسام يحيى أن الهدوء الحذر ما زال مستمرا في المنصورة لكن يتوقع أن تخرج مظاهرات تمت الدعوة إليها أمس. وقال إن الأمن الذي انسحب من القاهرة بعد دخول الجيش في الغالب نزل إلى المدن القريبة مثل المنصورة والمحلة الكبرى والإسماعلية والسويس. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بوقوع صدامات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة الإسماعيلية شمالي شرقي مصر. كما وردت أنباء عن مقتل خمسة أشخاص في دمنهور. وفي حلوان قال مراسل الجزيرة نت إن مبنى أمن الدولة ونقطة مرور حلوان والإدارة المحلية أحرقت بالكامل. ورغم فرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والإسكندريةوالسويس منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم لم يلاحظ أي التزام بهذا الحظر. وجددت القوات المسلحة في بيان لها دعوتها إلى ضبط النفس والتزام حظر التجول، فيما ناشدت قوات الجيش المتظاهرين بالابتعاد عن منطقة مبنى الإذاعة والتلفزيون وسط القاهرة. وكانت المظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة، ظهر أمس تحت شعار جمعة الغضب، تلبية لدعوة المحتجين الذين أطلقوا تحركاتهم منذ يوم الثلاثاء الماضي، 25 يناير الحالي، الذي يوافق عيد الشرطة، بهدف المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية، ما لبثت أن تطورت إلى مطالبة بتغيير النظام الحاكم. اتصالات ورحلات يأتي ذلك فيما عادت خدمة الهواتف الجوالة إلى الخدمة جزئيا أمس في عدة مدن مصرية بعد توقفها أول أمس بناء على أوامر السلطة المصرية حسب ما ذكرته شركة فودافون في مصر. أما على صعيد الرحلات الجوية فقالت شركة مصر للطيران إنها استأنفت رحلاتها إلى مختلف مدن العالم عقب قرار توقيفها لمدة 12 ساعة وذلك بعد تكدس المئات من الركاب الأجانب أمام صالات السفر ومطالبتهم بتسفيرهم إلى بلادهم. وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة إنه جرى استدعاء طيارين وإعداد طائرات توجهت إلى مدن نيروبي وبانكوك ومسقط ودبي وأسمرة وأديس أبابا وكوالالمبور وأبو ظبي والدمام وجدة وصنعاء وجوهانسبرغ، وكانت نسبة شغل الطائرات ترواح بين 65% و75%. وأضافت أنه تم زيادة التواجد الأمني في الصالة رقم أربعة، المخصصة لسفر الطائرات الخاصة، لمنع سفر أي شخصية بصورة مفاجئة وذلك بعد انتشار شائعات بسفر عدد من الشخصيات النافذة على طائرات خاصة. وانضمت أستراليا إلى الولاياتالمتحدة وفرنسا في دعوة مواطنيها إلى تجنب السفر إلى مصر إلا للضرورة، وحثت واشنطن مواطنيها في مصر على تقييد حركتهم هناك