الأولياء متخوفون من آثار التعب والإرهاق على المرشحين ينصح الأساتذة المترشحين المقبلين على اجتياز امتحان شهادة البكالوريا بالابتعاد عن الدروس الخصوصية، والاكتفاء بالمراجعة المركزة لتثبيت المعلومات، وتحديد مواطن النقص، مع إفراد وقت للنوم والرياضة، محذرين من الإجهاد والإرهاق لأن ذلك يرفع احتمال التعرض لانهيار نفسي يوم الامتحان. عبر الأساتذة عن قلقهم من استمرار المراجعة بالنسبة لمعظم الطلبة الذين يستعدون لإجراء امتحانات شهادة البكالوريا إلى غاية اليومين الأخيرين الذين يسبقان هذا الموعد الحاسم. الذي يعلق عليه الأولياء أمالا كبيرة، إذ ما تزال المقرات التي تحتضن الدروس الخصوصية تشهد توافدا معتبرا من قبل طلبة الأقسام النهائية، كما يواصل الآباء البحث عن الاساتذة الأكفاء الذين بإمكانهم تذليل كافة الصعاب، لتمكين أبنائهم من تحقيق حلم ولوج الجامعة، وهو ما أكده الناطق باسم نقابة الكنابست مسعود بوديبية، الذي عبر عن قلقله من استمرار الدروس الخصوصية خلال الأسابيع الأخيرة التي تسبق موعد البكالوريا، في حين كان من المفروض أن يستغل الطالب هذه الفترة في المراجعة الخفيفة أو المركزة، التي تهدف إلى تثبيت المعلومات، وتحديد بعض مواطن النقص، فضلا عن تخصيص وقت للراحة والنوم المبكر، وكذا ممارسة الرياضة وتناول الغذاء المنتظم، مع إمكانية الاطلاع على مواضيع البكالوريا السابقة لمعاينة سلم التنقيط، بما يساعد الممتحن على انتقاء الأسئلة التي يمكنه أن يبدأ بها أو يركز عليها يوم الامتحان. كما يقترح عاشور إيدير رئيس نقابة « الكلا» الراحة التامة، وينصح الطلبة بتخصيص وقت للاستجمام على الشواطئ، أو الغابات، وممارسة أنشطة ترفيهية تبعد الممتحنين عن جو المراجعة وما يصاحبها من ضغط وقلق. وأفاد السيد بوديبة، بأن احتكاكه بطلبة الأقسام النهائية بيّن له بأن معظمهم يستغرقون أغلب الأوقات في المراجعة المكثفة، في حين لم يعد يفصل على الامتحانات سوى ثلاثة أيام فقط، معبرا عن مخاوفه من أن تشهد بكالوريا هذا العام حدوث انهيارات وسط المترشحين جرّاء التعب والإرهاق، لأن الطالب قد يجد نفسه غير مستعد لإجراء الامتحان. وأرجع المتحدث حالة الارتباك التي يعيشها عدد لا يستهان به من المقبلين على اجتياز البكالوريا، إلى سوء تنظيم الوقت، قائلا بأن أغلب هؤلاء لم يبذلوا مجهودات خلال الفصلين الأول والثاني، لذلك فهم يحاولون تدارك الأمر، بعد أن اكتشفوا عدم تحكمهم في عدد من الدروس، فضلا عن الضغط الذي يمارسه الأولياء، الذين يصرون على انتقاء أفضل الأساتذة لتدعيم ابنائهم، وأكد بوديبة بأن الدروس الخصوصية ستبقى مستمرة بالنسبة لمعظم المترشحين حتى خلال امتحانات البكالوريا، وأن الطلبة عادة ما يتلقون عشية الامتحان في مادة معينة تمارين أو أسئلة تتعلق بها. ويعتقد ممثل نقابة الكنابست، بأن الدروس الخصوصية علمت الطلبة الاتكالية، وقلّصت روح الإبداع لديهم، فأضحى الطالب يكتفي بردّ البضاعة التي قدمت له خلال السنة، وهو ما يفسر تراجع مستوى هؤلاء عند دخول الجامعة. وأرجع رئيس جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها الكثير من طلبة الأقسام النهائية، إلى إضراب الأساتذة الذي دام شهرا كاملا، وكذا تأخر التحاق بعض الأساتذة بمناصبهم، فضلا عن عمليات الترحيل التي ضيّعت على التلاميذ المعنيين بعض الدروس، في ظل عجز الأساتذة عن استدراك التأخر، ما أجبر التلاميذ على اللجوء إلى الدروس الخصوصية رغم سلبياتها، موضحا بأن الوضعية النفسية لكثير من المرشحين لاجتياز امتحانات شهادة البكالوريا ليست على ما يرام، « لأن الإضراب أضر بهم كثيرا»، معتقدا بأن عدم إعلان الوزارة عن العتبة زاد من حالة الخوف والقلق، في حين يرى بوديبة بأن التزام لجنة تقييم البرامج وكذا لجنة صياغة الأسئلة بالدروس التي تم تناولها خلال السنة، من شأنه أن يكرس علاقة الثقة بين التلاميذ والوزارة، ويخلق جوا من الراحة والاطمئنان خلال أيام الامتحان.