مجلس الأمن الدولي: الجزائر تدعو إلى فتح تحقيق بشأن الجرائم الصهيونية المرتكبة ضد عمال الإغاثة    اللجنة الصحراوية لحقوق الإنسان تدعو الصليب الأحمر الدولي للتحرك العاجل لحماية المدنيين والمعتقلين    كأس الكونفدرالية الإفريقية: تعادل شباب قسنطينة واتحاد الجزائر (1-1)    عيد الفطر: التزام شبه كامل للتجار بالمداومة وضرورة استئناف النشاط غدا الخميس    بداري يشارك في اجتماع اللجنة التوجيهية الإفريقية للذكاء    تيبازة: توافد كبير للزوار على مواقع الترفيه والسياحة خلال أيام العيد    الجمعية الوطنية للتجار تدعو إلى استئناف النشاط بعد عطلة العيد    حيداوي يشارك في قمة قيادات الشباب الإفريقي بأديس أبابا    الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم ال72 على التوالي    الفريق أول السعيد شنقريحة يترأس مراسم حفل تقديم تهاني عيد الفطر المبارك    المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: الصندوق الجزائري للاستثمار يسعى للتعريف برأس المال الاستثماري عبر البنوك وغرف التجارة    إحباط محاولات إدخال أكثر من 6 قناطير من الكيف المعالج عبر الحدود مع المغرب    مهرجان برج بن عزوز السنوي للفروسية والبارود: استعراضات بهيجة للخيالة في فعاليات الطبعة الرابعة    بتكليف من رئيس الجمهورية, وزيرا الصحة والمجاهدين يشاركان ببرلين في القمة العالمية الثالثة للإعاقة    رابطة أبطال إفريقيا/مولودية الجزائر- أورلوندو بيراتس 0-1: ''العميد'' يتعثر داخل الديار    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 50399 شهيدا و114583 جريحا    عيد الفطر: الجمعية الوطنية للتجار تشيد بالتزام المهنيين ببرنامج المداومة    وزارة الدفاع الوطني: إسقاط طائرة بدون طيار مسلحة اخترقت الحدود الوطنية    مزيان وسيدي السعيد يهنئان أسرة الصحافة الوطنية بمناسبة عيد الفطر المبارك    سونلغاز: نحو ربط 10 آلاف مستثمرة فلاحية بالشبكة الكهربائية في    كرة القدم (كأس الكونفدرالية) : شباب قسنطينة -اتحاد الجزائر, لقاء جزائري بطابع نهائي قاري    وهران..مولوجي تتقاسم فرحة العيد مع أطفال مرضى السرطان والمسنين    المناوبة أيام العيد...التزام مهني, ضمانا لاستمرارية الخدمة العمومية    الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار: تسجيل قرابة 13 ألف مشروع استثماري إلى غاية مارس الجاري    اتصال هاتفي بين الرئيسين تبون وماكرون يعزز العلاقات الثنائية    رئيسة الهلال الأحمر الجزائري تزور أطفال مرضى السرطان بمستشفى "مصطفى باشا" لمشاركة فرحة العيد    "الكسكسي, جذور وألوان الجزائر", إصدار جديد لياسمينة سلام    مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة .. منارة إيمانية و علمية تزداد إشعاعا في ليالي رمضان    الجزائر حريصة على إقامة علاقات متينة مع بلدان إفريقيا    طوارئ بالموانئ لاستقبال مليون أضحية    الدرك يُسطّر مخططا أمنياً وقائياً    الفلسطينيون يتشبّثون بأرضهم    الشباب يتأهّل    فيغولي.. وداعاً    66 عاماً على استشهاد العقيدين    موبيليس تتوج الفائزين في الطبعة ال 14 للمسابقة الوطنية الكبرى لحفظ القرآن    مؤسسة "نات كوم": تسخير 4200 عون و355 شاحنة    الجزائر تستحضر ذكرى العقيد عميروش قائد الولاية الثالثة التاريخية    صايفي: كنت قريبا من الانتقال إلى نيوكاستل سنة 2004    مدرب هيرتا برلين ينفي معاناة مازة من الإرهاق    تحويل صندوق التعاون الفلاحي ل"شباك موحّد" هدفنا    المخزن واليمين المتطرّف الفرنسي.. تحالف الشيطان    ارتفاع قيمة عمورة بعد تألقه مع فولفسبورغ و"الخضر"    فنون وثقافة تطلق ماراتون التصوير الفوتوغرافي    أنشطة تنموية ودينية في ختام الشهر الفضيل    بين البحث عن المشاهدات وتهميش النقد الفني المتخصّص    غضب جماهيري في سطيف وشباب بلوزداد يكمل عقد المتأهلين..مفاجآت مدوية في كأس الجزائر    اللهم نسألك الثبات بعد رمضان    فتاوى : الجمع بين نية القضاء وصيام ست من شوال    بمناسبة الذكرى المزدوجة ليوم الأرض واليوم العالمي للقدس..حركة البناء الوطني تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني    توجيهات وزير الصحة لمدراء القطاع : ضمان الجاهزية القصوى للمرافق الصحية خلال أيام عيد الفطر    لقد كان وما زال لكل زمان عادُها..    6288 سرير جديد تعزّز قطاع الصحة هذا العام    أعيادنا بين العادة والعبادة    عيد الفطر: ليلة ترقب هلال شهر شوال غدا السبت (وزارة)    صحة : السيد سايحي يترأس اجتماعا لضمان استمرارية الخدمات الصحية خلال أيام عيد الفطر    قطاع الصحة يتعزز بأزيد من 6000 سرير خلال السداسي الأول من السنة الجارية    رفع مستوى التنسيق لخدمة الحجّاج والمعتمرين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى للنصر: عبدة الشيطان و الداعشية و الشيعة يبحثون عن مواطئ قدم بالجزائر
نشر في النصر يوم 22 - 06 - 2015

لم أوجه أوامر بأداء التراويح في 45 دقيقة مصاحف بقراءة ورش تتعرض للحرق بالمساجد الجزائرية

حاورته لطيفة بلحاج
أقرّ وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، بوجود أتباع عبدة الشيطان والفكر الشيعي والإلحادي في الجزائر، داعيا إلى بذل جهود إضافية لتأمين الشباب ضد أفكارها الخطيرة و ضد التأثيرات السلبية للوسائط الاجتماعية على شخصيته، مؤكدا أن وزارة الشؤون هي في جبهة الدفاع عن الجزائر ضد الإرهاب الجديد الذي يستهدف الدين و المجتمع. و أشار محمد عيسى، في حوار مع النصر، إلى أن مصالح دائرته الوزارية اكتشفت مدرسة تروّج للفكر الشيعي، و قال أن الذي يخيفنا أكثر، أن تكون هناك مدارس لم ترصد بعد و هي تروج للفكر التكفيري والجهادي.
قلتم أنكم لا تسيرون الشأن الديني بقرارات إدارية، إذا كيف يمكن لوزارة الشؤون الدينية أن تراقب المساجد؟
لم أوجه أوامر بأداء التراويح في 45 دقيقة
المقصود من تجنّب التسيير الإداري، هو أن الشأن الديني الخاص لا يسير بالإدارة، وهذا كان جوابا على معلومة تتداولها بعض الصحف، التي تقول بأن الوزير أمر بأن لا تتجاوز صلاة التراويح 45 دقيقة، ومن غير المعقول أن يأمر وزير الجمهورية الجزائرية الإمام بأن لا يجاوز 45 دقيقة في الصلاة، كما أننا لا نحتاج إلى تعليمة يوقعها الوزير بأن لا يرفع الإمام صوت المكبر عندما يصلي صلاة التهجد في المسجد، فهذه من الأمور التي يعرفها الإمام بطبيعة الحال، ونحن نراقب المساجد أولا بتكوين الإمام، إضافة إلى جهاز التفتيش الذي يخضع لتنظيم هرمي ينتهي بالإمام المنسق، الذي يقوم برصد الخطبة والفتوى، فضلا عن الرقابة الاجتماعية، لأن ما عاشه الجزائريون خلال العشرية السوداء، جعلهم حساسين تجاه الافكار المنحرفة والفتاوى الدخيلة، إلى جانب رقابة المصلين، ومصالح الأمن تعلم بأن مراقبة الأماكن العمومية يقتضي مراقبة المساجد ومتابعتها، وهي تنبه عندما تلاحظ شوشرة داخل المسجد أو جمع تبرعات. يضاف إلى ذلك رقابة الجمعية الدينية المنتخبة والإعلام، وعندما نلاحظ بأن الإمام لم يعد صالحا للدفاع عن المرجعية الدينية الوطنية، وأقصد الإسلام المعتدل الذي يخدم المجتمع الجزائري، نحيله إلى المجلس العلمي، وفي حالة الخطر الحقيقي نحيله على المجلس التأديبي لفصله أو اتخاذ إجراء عقابي ضده، وهذا كله عبارة عن مراقبة بعدية، ونحن لا نملي ولا نرسل تعليمة، إلا في الحالات التي تمسّ بالنظام العام، وإصدار التعليمة يترتب عنها معاقبة الإمام أو المؤذن، لهذا نحن نفضل مرحلة التوجيه لا العقاب، وقد منعنا على سبيل المثال الحلقات في المساجد إلا برخصة من مدير الشؤون الدينية، دون أن نتدخل في مضمونها، بهدف تأمين المسجد، كما تدخلنا لتنظيم نشاط الأئمة المتطوعين، بأن يتم قبول الذين يمتحنهم المجلس العلمي.
عاقبتم أئمة أو عزلتموهم بسبب ارتكاب تجاوزات تمس باستقرار المسجد؟
صبيحة الأربعاء المنصرم، أوقفنا إماما متطوعا لأنه استعمل في الدرس مصطلحات قرأها في وسيط اجتماعي، وهي مصطلحات تكفيرية نابعة من أفكار داعش، ونحن لا نأمن على المصلين أن يكون من المتطوعين في مساجدنا شخص له هذه السحنة، وقد كانت لديه رخصة إلى غاية نهاية جوان، واضطررنا إلى إلغائها بعد أن أخطأ، كما عاينا إماما آخر يأتي إليه متطرفون ويختلي بهم في مقصورة المسجد، وهو إمام بمنطقة شرقية حدودية خشينا أن يكون له امتداد حقيقي لتنظيم خطير فأوقفناه، ولاحظنا أيضا أن إماما له أفكار غريبة، تشكّك في أن الرسول هو آخر الأنبياء، كذلك أوقفناه عن التعليم القرآني، لأننا خشينا أن يتأثر أبناؤنا به، في حين أن الأخطاء العادية يمكن تجاوزها لأنها ليست خطيرة، ولكن عندما يتعلق الأمر بإثارة المجتمع وإفساده، يحال المعني على المجلس العلمي أو التأديبي، وإذا ما تعلق الأمر بالجانب الأمني، تتخذ الإدارة إجراء التوقيف التحفظي ريثما يخضع المعني إلى المتابعة.
كيف تتم مراقبة الأئمة المتطوعين خاصة في رمضان؟
هذا يخضع أولا لملف، وهؤلاء غالبا تقترحهم الجمعية الدينية، و إذا تلقى مدير الشؤون الدينية في كل ولاية طلبا، يعرضه على المجلس العلمي، لمعرفة ما إذا كان صاحبه يحفظ القرآن، كما تتم ملاحظة ثيابه، إذا كان يرتدي لباسا أفغانيا، و نحن نفضل الهندام الجزائري الأصيل، ونتحرى حول ما إذا كان لديه قضايا أخلاقية أو مع العدالة، وهؤلاء نمنحهم عقدا مدته ثلاثة أشهر، وكلما يتوفر إمام مرسم، نعينه ويصبح الإمام المتطوع مساعدا ما يعني أننا لا نتخلى عنه.
لمَ تصرون على قراءة ورش، في حين أن استبدالها بأخرى لا يضر بعقيدة الجزائريين؟
مصاحف بقراءة ورش تحرق في المساجد الجزائرية وتستبدل بقراءة حفص
ليس لدينا إشكال مع قراءة من غير ورش، وفي الجزائر كانت مناطق تقرأ بقالون عن نافع، وفي ليبيا بقالونعن نافع أيضا، وتعتمد تونس و المغرب على قراءة ورش، والقراءة بحفص لا تضر، ولكن عندما نلاحظ بأن المصحف الذي تطبعه الجزائر وهو على ورش، ويوضع على رفوف المساجد، ثم لا نجد نهاية الأسبوع ولا واحدا منه، حيث يتم حرقها ووضع قراءة حفص بدلها، وهذا يطرح سؤالا عما يراد من ذلك، وعندما نتأكد من الهدف، نقوم بإجراء تحفظي للدفاع عن رواية ورش، لكننا لا نسجن أو نعاقب الإمام الذي لا يقرأ بها ولا نخصم من راتبه، ومن حقنا أن ندافع عن هذا الميراث، وهذا ليس قرارا سياسيا
ولا إداريا أو من الرئيس. وقد كان أجدادنا يعتمدون هذه القراءة منذ عهد سيدنا عمر، وعمر بن عبد العزيز، كذا من استقبلوا عقبة بن نافع، والسؤال المطروح، من الذين يدعوننا اليوم لأن نغير هذه القراءة، خاصة ونحن نعرف بأن بعض الدول التي كانت لديها قراءة ورش اختفت تماما لديها، وتبيّن لنا ذلك عن طريق المسابقات القرآنية، ونحن نخاف أن يدخل هذا في إطار الحركة العامة لاجتثاث الجزائريين من انتمائهم الحضاري، لذا سنميز ونعرف الأئمة المنضبطين، ونتفاعل معهم، حيث ستكون لهم حظوظ أكثر للمشاركة في بعثة الحج، والقافلة العلمية التي نرسلها إلى المهجر، وكذا المشاركة في الملتقيات الدولية، وأنا أصبحت أحس بأن هناك من يشوّش على وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، التي تمكنت من إظهار الملامح العامة للسياسة الدينية الوطنية، المتمثلة في الاعتدال والوسطية.
لماذا أضحى دور وزارة الشؤون الدينية بارزا؟
وزارة الشؤون الدينية هي في جبهة الدفاع عن الجزائر ضد الإرهاب الجديد الذي يستهدف الدين، هناك أطراف عدة تهاجم الجزائريين و تريد إخراجنا من البيت الذي يأوينا كي تتغلب علينا، وبيتنا هو المرجعية الدينية، ونحن لا نؤمن إلا بالفتوى التي تصدر عن المجلس العلمي، الذي هو صمام الأمان في الولاية، وعلى المستوى الوطني نطمح لجمع هذه المؤسسات في مؤسسة واحدة، من خلال مجمّع الإفتاء، الذي يصدر فتوى لا تخرب الجزائر، وعندما يأتي الخطر من جهات أخرى كالمدرسة، هنا يتدخل المرصد الوطني لمكافحة الانحرافات المذهبية والتطرف الديني، وهو هيئة تشاورية قطاعية، بحماية المجتمع من الانحرافات الثقافية. صحيح أننا نتحدث أكثر عن الفكر التكفيري وخطر التشيع، لكن اللادينية كذلك تشكل خطرا أي الإلحاد، فهناك أناس يدفعون إلى الارتداد، وهذا يمس بالنظام العام، ومع ذلك أنا لا أتصور أن الإلحاد وصل إلى درجة تقلق، لكنه يريد أن يتموقع في الجزائر، وأن يدخل من نفس الجهة التي تريد أن تدخل الداعشية، وهناك أفكارأخرى كالحركات الإباحية، وهي ليست للهو، وإنما إلغاء الشهامة من شخصية الشاب حتى لا يدافع عن حدوده، بواسطة زرع الشك في نفسه، وأؤكد بأن هناك من يريد أن ينشئ كنيسة أو فرعا لعبدة الشيطان، وهؤلاء لا يدخلون إلى المسجد لأنه مؤمن بالشكل الكافي.
كيف سيتم ضبط صلاة الاعتكاف خلال هذا الشهر وهل ستقتصر على مساجد بعينها؟
هي تخضع للإجراءات المعروفة، ومن يبيت في المسجد يعطي البطاقة للإمام الذي يخبر مصالح الشرطة، والاعتكاف يخضع على العموم لمسؤولية الإمام، و للثقة القائمة بينه و بين أبناء حيّه، ونخشى عادة وقوع بعض الانحرافات كأن تطال الأيادي صناديق الزكاة.
ما موقف وزارة الشؤون الدينية من المقرئين النجوم الذين يتقاضون الملايين مقابل تلاوة القرآن في صلاة التراويح؟
كمسؤول لا أمانع، وكمثقف أعتبرها علامة خير، لأن الناس كانت تذهب إلى الحفلات وتصرف الأموال في اللهو، والآن هي تصرفها في الخير، وأنا لا أمانع إكرام حفظة القرآن، ومن الناحية الدينية الأمر يعود إلى نية المرتل، وإذا كانت نيته غير صافية، فإن قرآنه لن يتجاوز حلقه، إما إذا تحول الأمر إلى ظاهرة، فإن الإدارة ستتدخل لمنعهم، لكن لحد الآن الأمر يقتصر على تكريم حافظ القرآن.
ما هي توقعاتكم بخصوص جمع الزكاة هذا العام ؟
أتصور أن تكون أكثر هذا العام، لأن صندوق الزكاة عندما بدأ سنة 2003 تم جمع 11 مليار سنتيم، وفي سنة 2014 جمعنا 143 مليار سنتيم، ، وأكبر حصيلة نسجلها في السنة هي خلال الثلاثة أيام التي تسبق العيد، ويتم وضع تلك الأموال في الحساب الجاري، كما توزع على مستحقيها عن طريق نفس الحساب، تحت ملاحظة المصلين، لرفع المسؤولية عن الإمام.
هل اتخذتم إجراءات احترازية لتجنب تكرار سيناريو انتهاك حرمة رمضان في الساحات العمومية؟
الإمام الذي لا يدافع عن المرجعية الدينية الوطنية سيفصل
من حيث المبدأ الدولة لا تتأثر من شخص يأتي ويفطر علنا في الساحة العمومية، هذا لا يسقط نظام ولا وزير ولا يغير الدستور، لكن الظاهرة أدت إلى العدوى، لأن شبابا متدينا وملتحٍ يقول بأن المغرب يؤذن خمس دقائق قبل الوقت، فكيف تسمحون للآخرين بأكل رمضان أمام الملأ، في حين نمنع نحن من أكل حبات تمر أمام المصلى، وما حدث في تيزي وزو تحول في بجاية إلى عراك بالعصي من شباب غار على مدينته، ولاحظنا أنه في السنة الماضية جاء متطرفون من العاصمة و توجهوا إلى تيزي وزو لتنظيم إفطار جماعي، فأصبحنا نرى مظاهر التطرف التي انتشرت في التسعينات بالمدينة التي هي بريئة من كل ذلك، و أؤكد بأن الحرية الاجتماعية محدودة، و إذا كانت تمس بالنظام العام يجب تقييدها، و أؤكد بأن القضية لا تمس بحرية المعتقد، لأن هؤلاء لا نراهم لا في الكنائس ولا في المساجد، غير أن تحركهم أصبح يشوّش على النظام، ويتسبب في استقطاب المتطرفين، وأخشى أن يستقطبوا مستقبلا المتطرفين العنيفين، الذين يستعملون العنف والسلاح، لذا درسنا مع الجهات المعنية الإجراء الاستباقي الذي ينبغي أن نتخذه لمنع تكرار هذا السيناريو، مع إيماننا بحرية المعتقد وممارسته.
أثرتم قضية بعض مقرات تقديم دروس الدعم لفائدة التلاميذ التي سعت إلى نشر أفكار غريبة؟
اكتشفنا إماما يشكك في أن يكون الرسول محمد آخر الأنبياء
أجدّد القول بأن الجزائر ليست مفرغة عمومية كما يظن البعض، لكننا إذا لم نوحّد جهودنا سنعطي الانطباع بذلك، ولسنا نحن من ينبغي أن يتحدث عن تلك المستودعات، لأن ذلك من مسؤولية المجموعة الوطنية كلها، لذلك نقترح إنشاء المرصد كي ننبه الفاعلين الاجتماعيين والثقافيين والإعلاميين والسياسيين إلى أي خطر ترصده الوزراة، و من شأنه اختراق مساجدها، فقوانين الجمهورية تمنع مثلا إنشاء مدرسة قرآنية إلا بقرار يوقعه وزير الشؤون الدينية، ولا ينوب عنه أي أحد من الإطارات، ثم نجد في ولاية من الولايات مدرسة قرآنية، ضمن جمعية ثقافية، وهذا عبارة عن فوضى، لذا طلبنا من الوالي أن يغلق المدرسة، وأن يطلب من أصحابها الاندماج مع قوانين الجمهورية، والمشكل ليس هنا فقط، لأن هناك دوائر تنظم دروس دعم لفائدة التلاميذ، بعضها لا تتلقى مقابلا وتقول إن ذلك في سبيل الله، ولكن في الواقع في السبيل الإديولوجي، وقد وجدنا مدرسة تروج للفكر الشيعي، فبأي حق يحول هؤلاء ولاء أبنائنا لدولة أجنبية، وإن كانت صديقة... نحن لا نعرف العدد والأفكار التي تروج لهذه المذاهب، وهذا الذي يخيفنا أكثر، و قد تكون هناك مدارس لم ترصد تروج للفكر التكفيري والجهادي.
هل مساجدنا محصنة بشكل يمكّنها من مواجهة اختراقات تنظيم داعش؟
منح الملايين لمقرئين في التراويح علامة خير
مساجدنا محصنة بالشكل الكافي، وأول تحصين كان بالتضحية، لأن 100 إمام استشهدوا في المحراب أو المنبر خلال العشرية السوداء، لكن عملياً كل إمام يجب أن يكون مكونا في أحد المعاهد التابعة للقطاع، حتى الحارس والقيّم يتلقى تكوينا مدة سنة ويكون حافظا على الأقل لنصف القرآن، ولديه مستوى ثانوي، وبما أن الهجوم الفكري على الجزائر أصبح عاليا، فتحنا هذه السنة تكوين الإمامة في نظام أل أم دي، ليصبح الإمام يخرج من رحم الجامعة ويتقن الأنترنيت والوسائط الاجتماعية، ولم نلاحظ الفكر الداعشي في مساجدنا، باستثناء محاولات استقطاب الشباب في محيط المسجد.
ما حقيقة قيام وكلاء سياحيين بنشر المذهب الشيعي؟
لا دخان من دون نار هذا موجود فعلا، هؤلاء تشيعوا، ثم أسسوا وكالات لاستقطاب الناس في الجو الروحي، وهناك حالات في السياحة والرياضة والتجمعات الشبابية والأحياء الجامعية، والتنظيمات الطلابية، والتشيع لا يستهدف المجتمع العادي، بل نخبتنا من طلبة الثانويات والجامعات، لذلك فإن الأمر خطير، لأننا لا نعرف إن كان هؤلاء يريدون التدين على الطريقة غير تلك التي تديّن بها أجدادنا، أم أن الأمر يتعلق باستقطاب حتى يصبح الولاء لدولة أجنبية، ونحن نخشى أن يكون تغيير المذهب هو تغيير للولاء، وإذا كان الانتماء لهذا المذهب هو قرار بأننا كنا مخطئين لمدة 15 قرنا، وأن نسبّ أصحاب الرسول، فهذا سيؤدي إلى خراب المجتمع، علما أن الرسميين في الدول الشيعية يتبرؤون من ذلك، ويشيرون دون أن يصرحوا، إلى أن دوائر أخرى في عالم غير المسلمين، هي التي تروج وتمول وتتابع. و نحن رصدنا على الأقل جهة أو جهتين في الخارج، وأنا أعبر عن هذا بالاستعمار الحديث.
ما مدى انتشار الحركة التكفيرية؟
هي ليس لها أتباع، و نحن في مرحلة التأمين الفكري، ولما يعلن مركز الأبحاث الأمريكي، بأنه خلال الثلاثة أشهر الأخيرة لسنة 2014، فتح 46 ألف حساب في تويتر لتمجيد داعش، وأن ما بين 70 إلى 80 في المائة من هذه الحسابات باللغة العربية، فما هي الفرصة أن يفتح أبناؤنا هذه الحسابات ويتفاعلون معها، لذلك نحن نريد أن نؤمن أنفسنا، لأن الوسيط الاجتماعي الإلكتروني مدعاة للحذر، فهو يجعل الشخص منطويا وبعيدا عن المجتمع ويعيش في العالم الافتراضي، ويكون ضحية أي قوة تسيطر على الشبكة، ونحن مؤمنون بأن الجزائر مستهدفة بالتقسيم والثورة، والتكفير وداعش، وكل واحد في
موقعه أخذ احتياطه.
هل يمكن أن نتحدث عن وجود اتباع عبدة الشيطان في الجزائر؟
هي محاولة، وكل الحركات الموجودة استغلت الربيع العربي وجاءت لشمال إفريقيا، لأنها تريد أن تجد لها موطئ قدم، وهذا كلام رسمي، لأننا مطلعون على وثيقة رسمية صدرت عن الفرقة البهائية، التي تقول لا بد أن نجد لنا موقعا في الجزائر، مستغلين في ذلك الربيع العربي، وهذا قبل سنة 2011، ماذا يريد عندنا البهائيون، هل هناك جزائري يعتقد بأن هناك رسولا بعد خاتم الأنبياء، ومع ذلك هم يحاولون، و وضعوا أموالا طائلة، الذين يريدون بيع ضمائرهم ينضمون إليهم، لكن هذا لن يغير العقيدة، غير أنهم يشوشون علينا.
ويعد عبدة الشيطان في الجزائر فئة قليلة جدا، وهم من المنحرفين والمثليين، ولاحظنا فرقة في ضواحي الجزائر العاصمة وفرقة أخرى في وهران، لكنهم لم يصلوا درجة الظاهرة الاجتماعية، وهم ليسوا تنظيما، ونحن نرصدهم وننجز تقارير دورية، و هم منحرفون أخلاقيا، ومظاهر انتمائهم مفضوحة، والأئمة يعرفون المنتمي إلى هذا المذهب، من خلال لباسه وتصرفه، كما على الأولياء الانتباه إلى أبنائهم و إلى طريقة لباسهم وتصرفهم.
ألا تعتقدون بأن هناك تراجعا في القيم الأخلاقية، و ما سبب ذلك؟
الدولة لا تتأثر و النظام لن يسقُط بإفطار شخص علنا في رمضان لكن القضية قضية أمن اجتماعي
مجتمعنا في مرحلة انتقال، جراء التقدم التكنولوجي، خاصة الأنترنيت، الذي جعل الشباب لا يعيش في الواقع الجزائري، لذا فإن أخلقة المجتمع أضحت ضرورة ملحة، واعترف أننا لا نبذل جهدا كافيا، كما أن الأئمة لم ينتبهوا بعد إلى الخطر، وحتى وسائل الإعلام تغذي أحيانا هذا الجانب، في حين ما تزال النخبة المثقفة متأخرة نوعا ما، وإلا لماذا لا يتكلمون عبر منابر الإعلام، ويدفعوا إلى أخلقة المجتمع، الذي خرج من منظومة المعلومة الوجيهة، إلى منظومة أخرى، لذا يجب المرافقة، وليس القانون أو الردع وحده الذي ينظم المجتمع.
ما تزال نقابة الأئمة تطالب بإقرار القانون الأساسي للإمام و تحسين ظروفه الاجتماعية متى يتحقق ذلك؟
فصلنا إماما استعمل في الدرس مصطلحات لداعش قرأها في وسيط اجتماعي
أبوابي مفتوحة وليس الوزير الذي يحلّ المشاكل، أنا أعطيت الموافقة وقلت إن الإمام يبذل جهدا أكثر مما يتلقاه من راتب، وأنا أعتقد ذلك صادقا ولا أمارس السياسة، لكني قلت إن الجزائر تعيش أزمة حقيقية، وأن تحسين ظروف الإمام ليس فقط بالراتب بل بالترقية كذلك، وقدمت فعلا ملف التعويضات أو المنح للوزير الأول و أنتظر الجواب. وأتصور أن يتأخر بالنظر إلى الظرف الاقتصادي الذي نعيشه، وأرجو أن أنال جوابا قريبا.
متى يتجسد مشروعا مجمع الإفتاء والمرصد الوطني لمكافحة التطرف؟
لم أقدمهما بعد إلى الحكومة وسأضعهما قبل نهاية الشهر، وأتصور أنه في الثلاثي الأخير من العام الحالي سيتم تنصيبهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.