وُلد المازري في مدينة المهدية في تونس حاليًا، في حدود سنة 443 ه، وقيل سنة 453 ه الموافق 1061. ينتسب إلى بلدة «مازَرَة» أو «مازر» جنوبي جزيرة صقلية. سَكَن مدينة المهدية طفولته، وقد تلقّى تعليمه فيها، فدرس أصول الفقه والدِّين والحديث والفقه، كما تعلّم الطب حتى صار ممن يفتي فيه كما يفتي في الفقه كما قيل عنه. تتلمذ على يد كبار علماء المغرب العربي في ذلك الوقت، أشهرهم أبي الحسن اللخمي، وعبد الحميد القيرواني المشهور بابن الصائغ وغيرهم. وقد تصدّر لاحقًا للتدريس بالجامع الكبير في المهدية لُقِّب في عصره «بالإمام»، وتتلمذ على يديه في المهدية عدد كبير من مشاهير المغرب العربي وعلمائه، أشهرهم محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية، والعالم أبو بكر بن العربي، وعلي بن الصاعد، وغيرهم. كما راسله عدد كبير من علماء عصره رغبوا بالأخذ عنه عن طريق الإجازة مثل ابن رشد و القاضي عياض و ابن الفرس. كثُرت تآليف المازري في الفقه والأصول والأدب والعقيدة والحديث والطبّ وغيرها، كان منها: المعلم بفوائد مسلم، وهو أوّل شرح وُضع لكتاب صحيح مسلم. والمعين على التلقين، وهو شرح لكتاب «التلقين»، لعبد الوهاب المالكي، وإيضاح المحصول من برهان الأصول، وهو شرح لكتاب «برهان الأصول» للجويني في أصول الفقه. وكتاب في الطب. وغيرها.