حملة ضد العامية وجعل الإنجليزية لغة أجنبية أولى تعتزم المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ جمع 10 آلاف توقيع خلال الأسبوع المقبل، بغرض رفع لائحة إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، لمناشدته التدخل ضد فرض العامية في التدريس، ولجعل الإنكليزية اللغة الأجنبية الأولى في الجزائر بدل الفرنسية. تمكنت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ منذ أن أطلقت حملة جمع التوقيعات، على خلفية التوصيات التي تمخضت عن الندوة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية، منها مقترح استعمال العامية في المدرسة، من جمع حوالي 5000 آلاف توقيع، ومست العملية 36 ولاية، في انتظار بلوغ السقف الذي حدده التنظيم وهو 10 آلاف توقيع خلال الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنه رئيس المنظمة السيد علي بن زينة في تصريح للنصر. المصدر أوضح بأن المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ لديها ممثلين عبر 36 ولاية، وأن وتيرة عملية جمع التوقيعات التي تجاوب معها عدد من المواطنين، ستمكن من جمع العشرة آلاف توقيع خلال الأسبوع المقبل، مؤكدا بأنهم يريدون من خلال هذه الخطوة إقرار الإنكليزية كلغة أجنبية أولى في الجزائر، بدل الفرنسية، فضلا عن الحفاظ على مكانة اللغة العربية كأداة أساسية في التدريس، مستهجنا بشدة المساعي الرامية إلى تهميش اللغة الرسمية، واستبدالها بالعامية. ويبرر بعض أولياء التلاميذ الحملة التي تطالب بشكل رسمي ولأول مرة بتعزيز مكانة الإنكليزية على حساب الفرنسية، التي يعتبرها الكثيرون بأنها غنيمة حرب، بالقلق الذي يشعرون به اتجاه مستقبل أبنائهم في حال فرض استعمال العامية في المدرسة، فضلا عن المكانة التي أضحت تتمتع بها الإنكليزية، التي يتحدث بها أزيد من مليار و 200 مليون شخص عبر العالم، فضلا عن كونها لغة العلوم والتكنولوجيا الحديثة. وأفاد السيد بن زينة في ذات السياق بأن حملة جمع التوقيعات التي تتبناها منظمة جمعيات أولياء التلاميذ لا تستهدف أبدا وزيرة التربية نورية بن غبريط، وهي لا تطعن في نواياها ولا في إرادتها لتحسين أداء المدرسة، بل غرضها هو الحفاظ على مستقبل المدرسة الجزائرية، كما نفى أن تكون للحملة أي صبغة سياسية، قائلا:» نحن بصفتنا أولياء التلاميذ نتحدث عن مستقبل أبنائنا، وليست لنا أي انتماءات سياسية، ولا أهداف خفية نريد تحقيقها». علما أن المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ كانت من أولى المنظمات التي ثارت ضد توصيات ندوة إصلاح المنظومة التربوية المنعقدة نهاية شهر جويلية الماضي، واستعانت بشبكة التواصل الاجتماعي للترويج لحملتها، التي لقيت تجاوبا من قبل عامة الموطنين، وهي تصر على ضرورة أن يتخذ الوزير الأول عبد المالك سلال شخصيا قرارا واضحا بشأن القضية مع بداية الدخول المدرسي المقبل، من خلال إعادة الاعتبار للغة العربية، مفسرا الإصرار على ترقية الإنكليزية لتصبح لغة أجنبية أولى، بسعي المنظمة التي يرأسها للتماشي مع التطورات التي تشهدها البلدان المتقدمة، خصوصا وأن العلامات المتحصل عليها في شهادة البكالوريا في مادة اللغة الإنكليزية بينت ميل التلاميذ لإتقانها وتعلمها، مقابل تراجع العلامات في اللغة الفرنسية، التي ما تزال تشكل مصدر قلاقل بالنسبة للهيئة الوصية، بسبب تدني مستوى التلاميذ وكذا جانب التأطير، بدليل العلامات السيئة التي حصل عليها الأساتذة المشاركون في مسابقا التوظيف التي جرت خلال الموسم الدراسي المنصرم. وهددت المنظمة بمقاطعة الدخول المدرسي المقبل في حال عدم عدول وزارة التربية الوطنية عن تلك التوصيات، إذ تقوم بإجراء اتصالات مع مختلف ممثلي المجتمع المدني لدعم حملتها، وإسماع صوتها إلى الهيئات العليا في البلاد.