استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس بالعاصمة الأمين العام للرئاسة الفرنسية (الإليزي) كلود غيون. وجرى الإستقبال بإقامة الدولة لزرالدة بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل. وقبل ذلك كان الأمين العام للإليزي الذي يزور الجزائر لثاني مرة منذ فيفري الماضي قد استقبل من طرف السيد أويحيى. ويعد استقبال رئيس الجمهورية للسيد كلود غيون مؤشرا إيجابيا على وجود إرادة سياسية لدى الجزائر للتعاون مع باريس من أجل تسوية المشاكل التي مازالت تعكر أجواء العلاقات بين البلدين. يذكر، أن الرئيس بوتفليقة كان قد التقى نظيره الفرنسي على هامش مشاركته في قمة افريقيا فرنسا مطلع الشهر الجاري بنيس في فرنسا، وهو لقاء اعتبر أيضا مؤشرا إيجابيا في علاقات البلدين والتي مازال مستقبلها مرهونا بتسوية عدد من الملفات العالقة التي ظلت تراوح مكانها لاسيما مع المواقف والتصريحات الاستفزازية في باريس في أعقاب اقتراح عدد من النواب الجزائريين لمشروع قانون يجرم الإستعمار الفرنسي، وهو المشروع الذي أثار حفيظة النواب والرسميين في فرنسا، ودفع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى التطاول على الجزائر وجيل الثورة والاستقلال فيما زعم أن العلاقات بين البلدين ستكون افضل عندما يرحل هذا الجيل، وكانت هذه التصريحات بين مواقفه التصعيدية التي جعلت زيارته الى الجزائر تتأجل عدة مرات. ومن الملفات العالقة التي ما انفكت تسمم علاقات البلدين إعادة قضية الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني الى نقطة الصفر بعد قرار القضاء الفرنسي رفض انتفاء وجه الدعوى، واعادة تكييف التهمة الموجهة إليه بخصوص قضية اغتيال المحامي علي مسيلي بباريس سنة 1987. وقد احتجت الجزائر بشدة على هذا التعامل غير الموضوعي مع ملف الدبلوماسي حسني واستدعت وزارة الخارجية السفير الفرنسي كزافيي دريانكور.ومن الملفات العالقة أيضا في علاقات البلدين قيام فرنسا بادراج الجزائر في لائحة البلدان التي تنطوي على مخاطر والتي يخضع مسافروها في المطارات الفرنسية الى مراقبة وتفتيش استثنائيين، وهو الإجراء الذي احتجت عليه الجزائر بشدة بداية فيفري الماضي. وبالاضافة الى الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر والمسائل المرتبطة به، مازالت هناك ملفات أخرى مطروحة بين البلدين من بينها الهجرة وحرية تنقل الاشخاص والاستثمار ولاشك أن التعامل الذي ستتعاطى به باريس مع مجمل الملفات العالقة مع الجزائر هو الذي سيرسم ملامح المرحلة القادمة في العلاقات بين البلدين.