أكد الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيون عقب استقباله أول أمس من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن بلاده تبحث عن إضفاء مزيد من الحيوية للعلاقات بين البلدين . وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية أن غيون أعرب عقب الاستقبال الذي خصه بوتفليقة بإقامة الدولة لزرالدة ، بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى ووزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، عن ''تشرفه الكبير'' بالاستقبال الذي حظي به من طرف رئيس الجمهورية الذي تطرق معه إلى ملف ''الصداقة التي تجمع البلدين''، مضيفا أن قائدي البلدين ''يأملان في إضفاء حيوية أكبر على هذه الصداقة. ويأتي استقبال بوتفليقة لأمين عام قصر الاليزيه مطابقة لما تداولته وسائل إعلام مؤخرا، حينما نقلت عن مصدر دبلوماسي فرنسي تأكيده أن غيون سيزور الجزائر في ال 20 جوان الجاري، وعن التقائه بالوزير الأول أحمد أويحيى، وكذا إمكانية حظوته باستقبال من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي رفض استقباله خلال الزيارة التي قام بها المسؤول الفرنسي إلى الجزائر شهر فيفري الماضي حينما كانت العلاقة بين البلدين في أعلى درجات توترها. وجاءت زيارة غيون إلى الجزائر بعد مشاركة الرئيس بوتفليقة في أعمال قمة إفريقيا-فرنسا أوائل الشهر الحالي بنيس، حينما اعتبرت هذه المشاركة بالمفاجئة بسبب الأزمة التي تسود العلاقات بين البلدين منذ أكثر من عامين، والتي تسببت في تأجيل الزيارة الرسمية التي كان يفترض أن يقوم بها رئيس الجمهورية إلى باريس العام الماضي ردا على زيارة ساركوزي في ديسمبر .2007 وقد اعترف وقتها الرئيس الفرنسي بالحالة التي تميز العلاقات بين البلدين، حينما أعلن في ندوة صحفية تشاؤمه من مستقبلها. ويبدو أن باريس تحاول أن تكون هي المبادر ة بإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها كتكفير منها على الأخطاء التي ارتكبتها في السنوات الأخيرة، ومنها التصريحات التي ساقها وزير الخارجية برنارد كوشنير في حق جيل الثورة، وكذا عدم إسقاط الدعوى القضائية المرفوعة في حق الدبلوماسي الجزائري محمد زيان حسني رغم ظهور أدلة براءته ، إضافة إلى ملف رهبان تبحرين الذي فتحته فرنسا العام الماضي من جديد رغم مرور عدة سنوات على حدوثه .