حط المنتخب الوطني في حدود الساعة العاشرة و النصف من صباح أمس الرحال بالعاصمة الجنوب إفريقية جوهانسبورغ بعد رحلة جوية دامت أكثر من 10 ساعات إنطلاقا من العاصمة الفرنسية باريس. و بمجرد الوصول إلى مطار أوليفير تامبو بجوهانسبورغ وجدت العناصر الوطنية نحو 20 مناصرا جزائريا في إنتظارها عند مخرج القاعة الشرفية، إضافة إلى مجموعة من الإعلاميين، و قد رفعت الراية الجزائرية عاليا، مما لفت إنتباه كل اللاعبين، و لو أن رئيس الوفد، الرجل الأول في الفاف محمد روراوة رفض الإدلاء بأي تصريح، حاله حال المدرب كريستيان غوركوف و طاقمه، مقابل الترخيص للاعبين بإجراء لقاءات قصيرة من الصحافيين طيلة الفترة التي قضاها «الخضر» بالمطار، و التي قاربت ساعة من الزمن.هذا و قد بدت العناصر الوطنية جد متأثرة من مشقة السفر، رغم أن الفاف عمدت إلى برمجة هذه الرحلة الطويلة ليلا لتجنب تأثيرها أكثر على اللاعبين، لأن الإنطلاق من فرنسا كان سهرة الإثنين، و أغلب توقيت الرحلة خلد فيه اللاعبون للنوم، و هو نفس المخطط الذي ما فتئت الإتحادية تنتهجه في مثل هذه السفريات الشاقة منذ مونديال 2010. إلى ذلك فقد أجمع اللاعبون في التصريحات التي أدلوا بها في مطار أوليفير تامبو بجوهانسبورغ مباشرة بعد وصولهم إلى جنوب إفريقيا على أن المسعى من هذه الشفرية الشاقة يكمن في البحث عن النقاط الثلاث في المباراة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى «كان 2017»، و هو الطرح الذي ذهب إليه العائد إلى صفوف المنتخب رياض بودبوز، حيث أشار إلى أن المقابلة ضد منتخب اللوزوطو تكتسي أهمية كبيرة، و اللاعبون مطالبون ببذل قصارى جهودهم لتحدي كل الظروف الصعبة، إنطلاقا من أرضية الميدان المغطاة بالعشب الإصطناعي، مرورا بالعوامل المناخية، خاصة درجة الحرارة العالية و نسبة الرطوبة المرتفعة، وصولا إلى المنافس الذي يبقى مجهولا، لكنه سيدافع عن حظوظه في التأهل من خلال هذا اللقاء.من جهته أكد ياسين براهيمي على أن غياب الثنائي بن طالب و فغولي له تأثير على المجموعة بالنظر إلى مكانة العنصرين في التشكيلة الوطنية، إلا أنه أوضح بالمقابل بأن اللاعبين الحاضرين في هذه السفرية تحدوهم عزيمة كبيرة على رفع التحدي و العودة بإنتصار من اللوزوطو، في حين كشف سفير تايدر بأن روح المجموعة تبقى السلاح الذي تراهن عليه التشكيلة الجزائرية في لقاء الأحد المقبل.بالموازاة مع ذلك فقد تناقلت بعض المصادر الإعلامية تصريحات للمدرب غوركوف أكد فيها على أن غياب الثنائي فغولي و بن طالب مبرر و يعود بالدرجة الأولى إلى تعرض كل عنصر لإصابة، مقابل رفضه الحديث عن قضية يوسف بلايلي و عدم تنقله مع المنتخب إلى جنوب إفريقيا. هذه التصريحات جاءت لتؤكد على الأجواء الرائعة السائدة وسط المجموعة الوطنية بعد وصولها إلى جوهانسبورغ، قبل 5 أيام من موعد المباراة الهامة و المصيرية ضد اللوزوطو. للإشارة فإن الوفد الجزائري كان قد غادر مطار أوليفير تامبو على متن الحافلة بإتجاه مدينة بريتوريا التي تبعد عن جوهانسبورغ بنحو 70 كلم، حيث يقيم «الخضر» بفندق «شيراطون» المصنف بدرجة 5 نجوم، أين يجري المنتخب تربصا قصيرا يستمر إلى غاية السبت القادم موعد التنقل إلى عاصمة اللوزوطو ماسيرو.