سكان عمارات ساحة أول ماي يرفضون اتهامات تقاضي الأموال لمنع المسيرة عاشت العاصمة أمس، على وقع ثاني مسيرة خلال أسبوعين التي دعت إليها ما يسمي "التنسيقية من اجل التغيير"، وعكس المسيرة السابقة، لم يتفاعل العاصميون كثيرا مع مسيرة أمس، وظلت المحلات والمقاهي مفتوحة أمام المواطنين، وكانت حركة المرور شبه عادية باستثناء بعض المقاطع التي عرفت تعزيزات أمنية لمنع المسيرة التي كانت مقررة من ساحة أول ماي بوسط العاصمة إلى ساحة الشهداء. ظلت العاصمة أمس هادئة، رغم المسيرة التي دعت إليها تنسيقية التغيير، والتي لم يتم الترخيص لها، كما تجمع العشرات من مؤيدي الرئيس، وكانوا في غالبيتهم من الشباب، بالقرب من محطة الحافلات بساحة أول ماي مرددين شعارات مؤيدة ، وانتقدوا رؤساء بعض الأحزاب السياسية، الذين دعوا إلى الاستمرار في الاحتجاج و قد ظلت المحلات مفتوحة في ضواحي مكان التظاهرة، عكس المرة السابقة أين قام بعض أصحاب المحلات بإغلاقها، لكن هذه المرة فضل العديد من التجار ترك محلاتهم مفتوحة أمام الزبائن، خاصة لما علموا أن أعداد المتظاهرين قليلة، وتمكن قوات الأمن من التحكم في المسيرة، وقال احد التجار، انه ابلغ من أصحابه الذين كانوا بالقرب من المسيرة عبر الهاتف، انه لم تسجل أي تجاوزات، وان قوات الأمن تتحكم في الوضع وهو ما شجعه على ترك محله مفتوحا هذا اليوم الذي هو يوم عطلة وعادة ما يستقبل فيه عددا كبيرا من الزبائنوتابع العاصميون نشاطاتهم بشكل عادي في الأحياء الأخرى. التي لم تسجل بها أي محاولات تجمهر، عكس الشائعات التي ترددت، والتي تحدثت عن قيام بعض المحتجين بالتجمع بساحة الشهداء، وبعض الشوارع الأخرى بالعاصمة، وهي الإشاعات التي سرعان ما تأكد عدم صحتها، وشوهدت حركة عادية للسيارات بالشوارع الرئيسية للعاصمة الجزائرية سيما ساحة أول ماي و شارع حسيبة بن بوعلى في الوقت الذي تجمع عشرات الأشخاص بساحة الوئام المدني تلبية لنداء ما يسمى التنسيقية الوطنية للتغيير و الديمقراطية للخروج في مسيرة كما علق سكان الحي ملصقات وجهوا فيها نداء إلى الهدوء و السكينة حيث يمكن أن نقرأ عليها "لا تؤذي حيي و لا تزعج سكينتي". و دعا السكان السلطات إلى حماية الأملاك و الأشخاص كما دعوا شباب الحي إلى الانضباط و الهدوء و عدم "الرد على الاستفزازات". وقال احد سكان الحي، ان الملصقات جاءت كرد من المواطنين، على المعلومات التي انتشرت في الايام الاخيرة والتي مفادها ان السكان سيخرجون للرد بالقوة على المتظاهرين، وقال بان سكان الحي يرفضون فكرة العنف الذي كان سبب المآسي التي تعرفها البلاد.وأضاف بان البيان كان بمثابة دعوة إلى التعقل وضبط النفس، وتفادي الصدامات التي قد تقع في الحي، ما قد يعرض الأملاك الخاصة والعمومية إلى التخريب، كما نفى الإشاعات التي رددها البعض بتلقى بعض السكان أموالا مقابل ما يقومون به، وقال بان سكان الحي يقومون بذلك انطلاقا من واجل الدفاع عن الأملاك الخاصة، والمصالح العمومية التي هي ملك للشعب، وقال بان مروجي هذه الشائعات يريدون تشويه صورة سكان الحي، وهو ما يرفضونه.وعرفت بعض أحياء العاصمة، تعزيزات أمنية هامة منذ الصبيحة بأهم الشوارع المؤدية إلى الساحة المخصصة للمسيرة، وكذا على مستوى المداخل و الشوارع المؤدية إلى ساحة الوئام لمنع المسيرة. وانتشرت قوات الأمن منذ الصباح في الساحة وانتشرت آليات وعربات مكافحة الشغب وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في محيط ساحة أول ماي، وسجلت تعزيزات أمنية هامة على مستوى المداخل و الشوارع المؤدية إلى ساحة الوئام (ساحة أول ماي سابقا) نقطة انطلاق المسيرة، كما لوحظت نفس الترتيبات بساحة الشهداء نقطة وصول المسيرة، و على مستوى أهم المداخل المؤدية إلى الجزائر العاصمة تم تعزيز الحواجز الأمنية حيث لوحظ تفتيش صارم للسيارات.