قصف بالطائرات الحربية للمتظاهرين في ليبيا تواصلت أمس المظاهرات المناهضة للعقيد معمر القذافي في عدة مدن ليبية، فيما قامت السلطات بقطع جميع الاتصالات السلكية واللاسلكية في الوقت الذي عرفت فيه عمليات قمع المتظاهرين تصعيدا خطيرا، وصلت الى القصف الجوي للمحتجين بالعاصمة طرابلس وفق ما نقلته قناة الجزيرة عن شهود عيان. واعترف التلفزيون الرسمي بسقوط عدة قتلى في هجوم لقوات الأمن على من سماهم "بالإرهابيين" و"الجهات التخريبية" ونقلت قناة العربية عن مصادر أن عدة مدن ليبية من بينها بنغازي وسرت سقطت بأيدي المتظاهرين في أعقاب عمليات فرار من الجيش وذكر الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان أن حصيلة الضحايا ارتفعت الى 300 حتى 400 قتيل وكانت احتجاجات الليبيين على ما نقلته عدة وكالات أنباء أمس قد وصلت الى وسط العاصمة طرابلس، في الوقت الذي قام فيه المتظاهرون بحرق مقرات رسمية وأقسام شرطة في العاصمة، فقد اشتعلت النيران في مركز للشرطة بالضاحية الشرقية، واندلعت النيران أيضا في مبنى الحكومة الرئيسي بطرابلس. كما ترددت أنباء عن حرق مقر التلفزيون، ونهب مقر قناة "الجماهيرية الثانية" في شارع عمر المختار، وكذلك قناة "الشبابية" الفضائية في منطقة قرقاش السياحية في العاصمة. وحسب موقع العربية نت، فقد أعلنت فرقة من الصاعقة انضمامها الى المحتجين في بنغازي، وأبلغت الأهالي أنها حررت المدينة التي تشير مصادر طبية الى أن ما لا يقل عن 250 شخصا قتلوا بها منذ بدء المظاهرات المطالبة بتنحي القذافي، كما اقتحم مئات المتظاهرين - حسب ذات الموقع - مقرا لشركة جنوب كورية، وقالت وزارة الخارجية في سيول أن مواجهات بين المهاجمين وقوات الشرطة خلفت عدة إصابات. في سياق متصل ذكر تونسيون وصلوا صباح أمس الى بن غردان بتونس قرب الحدود بين البلدين لوكالة فرانس برس أن قوات الشرطة الليبية فرت من مدينة زاوية التي دخلت في فوضى تامة وسط مواجهات بين المتظاهرين وأنصار القذافي. ووفق ما نقلته وكالة فرانس برس عن هؤلاء التونسيين فإن منزلا للقذافي تعرض للحرق، وأن عدة سيارات للشرطة تم الاستيلاء عليها وأشار بعضهم الى أعمال عنف واطلاقا للنار على المتظاهرين. وكان العشرات قد قتلوا ليلة الأحد الى الاثنين بعد أن وصلت الاحتجاجات المناهضة للقذافي الى أحياء العاصمة لأول مرة. وأشار موقع "بي بي سي" الى احراق مبنى البرلمان (اللجان الشعبية)، ومبان حكومية أخرى. وأفادت "فرانس برس" أن متظاهرين اقتحموا مبنى التلفزيون والاذاعة في طرابلس، وقالت نقلا عن شهود عيان أن مراكز للشرطة ومقر للجان الثورية قد أحرقت. ونقلت يونايتد برس انترناشيونال عن مصدر ليبي معارض مقيم في سويسرا قوله أن العميد المهدي العرفي من جماعة الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة الفاتح من سبتمبر، انضم الى المتظاهرين، وشارك مع مجموعة من قواته في مواجهات وقعت أمس قرب قصر الرئاسة في باب العزيزية بطرابلس، مع أفراد الأمن الرئاسي وعدد من المرتزقة واللجان الشعبية وتبقى هذه المعلومات غير مؤكدة من طرف مصادر مستقلة أو رسمية، وفيما أعلنت منظمة هيومن راتس ووتش أمس أن عدد الضحايا وصل 233 قتيلا بينهم 60 قتلوا أول أمس الأحد ببنغازي، أوردت وكالة فرانس برس نقلا عن مصادر مالطية أن طائراتين عسكريتين ليبيتين على متنهما جنود فارين اضافة الى مروحيتين مدنيتين تحمل سبعة أشخاص قد حطت مساء أمس في مطار فاليتا عاصمة مالطا، وقال الأشخاص السبعة أنهم من جنسية فرنسية وأنهم يعملون في منشأة بترولية.وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير العدل الليبي مصطفى عبد الجليل عن استقالته من منصبه حسبما أوردته أمس صحيفة "قورنيا" الليبية على موقعها الالكتروني والتي ذكرت أن الوزير اتصل بها وأطلعها على استقالته احتجاجا على الاستعمال المفرط للقوة ضد المتظاهرين، أعلن التلفزيون الليبي مساء أمس أن قوات الامن قامت بعملية ضد من أسماهم "بالارهابيين" مشيرا الى سقوط العديد من القتلى قبل أن يعرض صورا "على المباشر" لمؤيدي القذافي بالساحة الرئيسية للعاصمة وفي مقابل المظاهرات الاحتجاجية الحاشدة المناهضة لنظام الزعيم الليبي معمر القذافي بعدة مدن ليبية نظمت أمس بالعاصمة طرابلس مسيرات مؤيدة لدعوة سيف الاسلام القذافي الى الحوار في خطابه الذي حذر فيه من حرب أهلية متوعدا المتظاهرين.