أعلن رئيس الفاف محمد روراوة، عن قراره القاضي بالإحتفاظ بخدمات التقني الفرنسي كريستيان غوركوف على رأس العارضة الفنية للمنتخب، شريطة النجاح في تخطي عقبة المنتخب التنزاني، ومواصلة مشوار التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، رغم أن العلاقة بين الرجلين أصبحت تطبعها برودة نسبية منذ لقاء السينغال منتصف أكتوبر المنصرم، وقد تجلى ذلك خلال نهائي كأس «السوبر» بمدينة قسنطينة، حيث كان عضو المكتب الفيدرالي وليد صادي بمثابة المرافق الدائم لأعضاء الطاقم الفني كممثل للفاف، دون تسجيل نقاش بين روراوة والناخب الوطني، لكن الرجل الأول في مبنى دالي إبراهيم اعتبر الأمر عاديا، وليس له أي انعكاس على عقد العمل الذي يربط الطرفين. مصدر جد موثوق كشف للنصر بأن روراوة وفي حديثه عن هذه القضية مع بعض رؤساء الرابطات الولائية والجهوية، على هامش جلسة العمل التي كانت له بفندق «ماريوت» بقسنطينة، ذهب إلى حد الجزم بأنه لم يفكر إطلاقا في فسخ عقد غوركوف، مباشرة بعد لقاء الإياب للدور الثاني من تصفيات المونديال، المقرر يوم 17 نوفمبر الجاري أمام منتخب تنزانيا، وأكد بأن الاتحادية تبقى ملزمة باحترام بنود العقد الذي يربطها بالمدرب، سيما وأن هذا العقد يتضمن شرطا أساسيا يتمثل في النجاح في ضمان التأهل إلى مونديال روسيا، وهو الهدف الذي تم من أجله جلب كريستيان غوركوف في أوت 2014. وأضاف مصدر «النصر» بأن روراوة كشف عن تزكيته لغوركوف بغرض ضمان الإستقرار على مستوى العارضة الفنية للمنتخب، وبالتالي تمكينه من مواصلة تجسيد برنامج العمل المسطر، سيما وأن الفاف كانت قد أعطت كل الصلاحيات لهذا المدرب مع تحمله كامل المسؤولية، مادام مصيره يبقى مقترنا بالأهداف المسطرة في العقد الإداري، ولو أن الاتحادية- يضيف مصدرنا- ذهبت حتى إلى حد توسيع دائرة صلاحيات غوركوف للإشراف على التكوين ومتابعة البرنامج الذي يبقى حيز التنفيذ على مستوى المديرية الفنية الوطنية، الجانب الذي جعل روراوة يتمسك بخدمات هذا المدرب، ومنحه فرصة مواصلة المهام إلى غاية آخر محطة. تأكيد روراوة على تجديد الثقة في غوركوف، يندرج في إطار الإستراتيجية الرامية إلى ضمان كافة الظروف الكفيلة بالتحضير الجيد لمواجهتي تنزانيا، مع جعل الناخب الوطني يركز على هذا الموعد الحاسم، ووضع ما حدث في وديتي غينيا والسينغال في أكتوبر المنقضي طي النسيان، لأن الفاف ما فتئت تضع تحت تصرف المنتخب كافة الإمكانيات المادية والبشرية، بحثا عن بلوغ الأهداف المسطرة، رغم أن روراوة أعرب عن استيائه الكبير من خرجة غوركوف الذي كان قد كشف عن نيته في الرحيل بعد مقابلتي تنزانيا، وقد جسد ذلك بتحاشي الحديث مطولا مع غوركوف طيلة فترة تواجدهما بقسنطينة، مع تكليف وليد صادي بمرافقة الناخب الوطني رفقة مساعديه يزيد منصوري ونبيل نغيز، وهو ما كان كافيا لإذابة الجليد بين التقني الفرنسي ومسؤولي الفاف، مع إعادة المياه إلى مجراها الطبيعي. و خلص مصدرنا إلى القول بأن غوركوف و بمجرد عودته إلى أرض الوطن لم يفتح إطلاقا ملف مستقبله على رأس العارضة الفنية للمنتخب، و قد شرع مباشرة في ضبط برنامج التحضير تحسبا لمقابلتي تانزانيا، و هو موقف أكد من خلاله على أن التصريحات التي كان قد أدلى بها عقب ودية السينغال كانت ناتجة عن تأثره الكبير بالضغط الرهيب الذي عايشه بسبب تصرفات الأنصار تجاه اللاعبين، كما أن روراوة تجنب إثارة هذه القضية من جديد، سيما و أن عضو المكتب الفيدرالي وليد صادي تكفل بمهمة وضع النقاط على الحروف، و إحتواء موجة غضب التقني الفرنسي، و بالتالي تليين موقف رئيس الفاف تجاهه، ليكون القرار تجديد الثقة في غوركوف لقيادة «الخضر» في التصفيات، مع الإبقاء على أن شرط النجاح في التأهل إلى المونديال كهدف رئيسي و وحيد، و عليه فإن محطة تانزانيا تعد أول خطوة سيتقرر على ضوئها مستقبل غوركوف مع النخبة الوطنية، مادام الفشل في التأهل إلى روسيا عند أي دور يعني الفسخ الأوتوماتيكي للعقد، وفقا لما هو منصوص عليه في الصفقة التي تربطه بالفاف.