أمر عميد قضاة التحقيق بالغرفة الأولى لدى محكمة عنابة، أمس، بوضع ربّان السفينة « بوافوسا أيس» المتسببة في قطع كابل الانترنيت الدولي بسواحل عنابة بتاريخ 22 أكتوبر الماضي، تحت الرقابة القضائية مع حجز الباخرة إلى غاية استكمال التحقيق والفصل في القضية. وشرع قاضي التحقيق في استجواب الأطراف بعد تقديم فرقة الضبطية القضائية التابعة للمجموعة الإقليمية لحرس السواحل ملف القضية صبيحة أمس الثلاثاء، لوكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، وقد سُمع ربان الباخرة (42 سنة) رفقة مساعده وهما من جنسية صينية، ووجهت تهمة مخالفة قوانين الإبحار لقائد الباخرة، منها المتعلقة بإهمال تطبيق اتجاهات الإبحار عند اختيار نقطة الربط، في حين استجوب مساعده كشاهد في القضية، كما استمع قاضي التحقيق إلى ممثلين عن شركة اتصالات الجزائر في القضية بصفتهم الطرف المدني المتضرر من انقطاع كابل الانترنيت. ربان الباخرة الحاملة للعلم البانامي، و المختصة في شحن ونقل القمح، والتي تعود ملكيتها حسب مصادرنا لرجل أعمال صيني، اعترف لدى استجوابه بمرور الباخرة فوق موقع تمزق كابل الانترنيت قبل الرسو بميناء عنابة لتفريغ الشحنة، مطالبا عن طريق الدفاع بإجراء خبرة تقنية تثبت إن كانت الباخرة التي يقودها هي المتسبب الرئيسي في قطع الكابل . من جهتها طالبت شركة اتصالات الجزائر عن طريق ممثلها القانوني بتعويض قدره 60 مليار سنتيم عن الإضرار والخسائر الناجمة عن انقطاع واضطراب حركة الانترنيت مدة 6 أيام كاملة، قبل إصلاح التقنيين بالباخرة الفرنسية «ريمون كروز» التابعة لمجمع « أور ونج مارين» كابل الانترنيت المقطوع بعرض البحر، والذي تكفل مجمع «ميكبا» بتكاليف الصيانة، وهو المسؤول على سلامة كابل الانترنيت الدولي، هذا الأخير يغطي 16 دولة تساهم باشتراك مالي سنوي، يغطي تكاليف الإصلاح في حال أصيب بأي عطب، من بين هذه الدول الجزائر، تونس، مصر، فرنسا، وايطاليا . وقال دفاع ربان الباخرة في تصريح للنصر، أن الشركة العالمية لتأمين البواخر «بين داي» كلفته بمتابعة ملف القضية، وهي من تتحمل مصاريف المتابعة القضائية وجزء من التعويضات نظير تسبب الباخرة في أي حوادث أو إخلال بقوانين الإبحار، إلى جانب مسؤولية الربان. وقد استعانت وزارة تكنولوجيات الإعلام والاتصال بالباخرة الفرنسية ريمون كروز التابعة لمجمع « أور ونج مارين» الموجودة تحت تصرف المنظمة المتوسطية لصيانة كوابل الاتصالات في أعماق البحار» ام. او.سي. ام. أ» للقيام بعمليات صيانة و إصلاح أعطاب كوابل الألياف البصرية في أعماق البحار، حيث وصلت الباخرة إلى المياه الإقليمية لولاية عنابة، بعد يومين من انقطاع الكابل ليباشر التقنيون الفرنسيون بمساعدة ثلاثة خبراء جزائريين، عملية التصليح، حيث تمكن الغطاسون بمساعدة « ربوت آلي « من العثور على طرفي الكابل المقطوع، وتغييره على مسافة 340 مترا، لتعود خدمة الانترنيت إلى حالتها الطبيعية. وأمام تزايد مستخدمي الانترنت بالجزائر، وتفاديا لحدوث أي طارئ ناجم عن انقطاع أحد الكوابل مستقبلا، ستُدعم شركة اتصالات الجزائر شبكتها بكابلين بحريين جديدين، الأول سيكون حسب تصريح الرئيس المدير العام للمؤسسة، ابتداء من السنة المقبلة يربط بين وهران ومدينة فالنسيا الإسبانية، بالإضافة إلى كابل آخر يصل إلى الجزائر العاصمة، بهدف المحافظة على تزويد الزبائن بالانترنيت بشكل منتظم.