بطالون يغلقون طريقي قسنطينة و سوق أهراس و إحتجاجات عارمة بسيدي عمار شهدت ولاية عنابة صبيحة أمس الأربعاء تجدد الحركات الإحتجاجية العارمة على مستوى بلديتي البوني و سيدي عمار، حيث قام المئات من البطالين بالتجمهر لمطالبة السلطات المحلية بالتعجيل في توزيع عقود التشغيل في إطار الإدماج المهني على أصحابها من حاملي الشهادات الجامعية و خريجي معاهد التكوين إضافة إلى البطالين غير الحائزين على مستوى دراسي، و قد سجل إندلاع أعمال عنف و شغب، إستدعت تدخل وحدات الدرك و الأمن الوطني لتفريق المتظاهرين و التحكم في الوضع.فعلى مستوى بلدية البوني قام المئات من البطالين الذين يقطنون بحي وادي النيل بالتجمهر على مستوى الطريق الوطني رقم 44 العابر لحيهم، و الرابط بين ولايتي عنابة و قسنطينة، حيث قاموا بشل حركة المبرور على مستوى هذا المحور الإستراتيجي، و ذلك بوضع الحجارة و المتاريس في محاولة للفت إنتباه السلطات البلدية، للإستجابة لمطلبهم المتمثل في تخصيص حصة من العقود التي إستفادت منها بلديتهم في إطار سياسة الإدماج المهني. و هي الحركة الإحتجاجية التي أثارت الذعر و الفزع في قلوب المارة من أصحاب السيارات، و الذين منعوا من مواصلة طريقهم، لأن الشلل على مستوى هذا الخط دام قرابة ساعتين، قبل أن تتدخل وحدات الدرك الوطني، و تنجح في تفريق المحتجين و التحكم كلية في الوضع، لأن هذه الإحتجاجات جاءت إمتدادا لموجة الغليان الشباني التي تشهدها بلدية البوني منذ يوم الأحد الفارط، و شبان التجمعات السكنية الكبيرة كسيدي سالم، بوخضرة، بيداري، السرول، وادي النيل و بوزعرورة ما فتئوا يصعدون من إحتجاجاتهم للمطالبة بحصة الأسد من عقود التشغيل، سيما بعد قرار والي الولاية القاضي بتخصيص ألفي عقد لبطالي البوني على خلفية أحداث الأحد المنصرم. هذا و قد ظلت فرق تابعة لوحدات مكافحة الشغب مرابطة بمحاذاة مقر بلدية البوني تحسبا لأي طارئ، خاصة بعد تجدد موجة الإحتجاجات أول أمس الثلاثاء و إقدام العشرات من البطالين على إقتحام مقر البلدية، و كذا محاولة مهاجمتهم لمقر الدائرة، مما جعلت المصالح الأمنية تعلن حالة طوارئ و تكثف من تواجدها في المؤسسات و المرافق الإدارية العمومية المتواجدة بإقليم بلدية البوني، والتي يستهدفها البطالون في حركاتهم الإحتجاجية للمطالبة بعقود التشغيل نفس الأجواء عاشت على وقعها بلدية سيدي عمار، لأن إحتجاجات البطالين بلغت ذروتها بقريتي حجار الديس و برقوقة " دراجي رجم "، حيث أقدم شبان حي حجار الديس على قطع الطريق الذي يتوسط هذا التجمع السكاني للمطالبة بحصة معتبرة من عقود التشغيل التي خصصتها الولاية لفئة البطالين ببلدية سيدي عمار، لتمتد الحركة الإحتجاجية إلى قرية " برقوقة " المجاورة، و التي طالب بطالوها بضرورة الإستفادة من تواجد مركب أرسلور ميطال على تراب قريتهم، لأن الفرن العالي لهذا المركب ينفث دخانه في سماء هذه القرية الصغيرة، لكن مطلب إدراج العشرات من شبان هذا الحي ضمن الطبقة العمالية الشغيلة بالمركب لم يجد طريقه إلى التجسيد على أرض الواقع، بسبب تحجج المديرية العامة للمركب بعدم توفر مناصب شغل شاغرة على مستوى الورشات و الوحدات الإنتاجية، مما دفع ببطالي " برقوقة " إلى التجمهر على مستوى الطريق الرابط بين بلديتي سيدي عمار و برحال،و المطالبة بضرورة \إستجابة مصالح البلدية لإنشغالاتهم، و منحهم فرص العمل في إطار عقود الإدماج المهني، و هي الحركة الإحتجاجية التي قابلتها وحدات الدرك الوطني بالتدخل السريع و تفريق المحتجين مع فتح المسلك في وجه حركة المرور.إلى ذلك فقد شهدت بلدية الحجار في ساعة جد متأخرة من مساء اول أمس الثلاثاء إندلاع موجة من الإحتجاجات قام بها المئات من شبان البلدية و الذين أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين ولايتي عنابة و سوق أهراس، في شطره المحاذي للحي الجديد بالحجار، حيث إستعمل المحتجون الحجارة و المتاريس، و أضرموا النيران في العجلات المطاطية للمطالبة بضرورة تعجيل مصالح البلدية في توزيع عقود التشغيل على مستحقيها الذين كانوا قد أودعوا ملفاتهم لدى المصالح المختصة بمجرد الإعلان عن دخول هذا الإجراء الجديد حيز التطبيق، و قد تدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين و فتح الطريق أمام أصحاب السيارات. ص / فرطاس