سجن 3 أشخاص يتاجرون بالمخدرات و البراءة لامرأة أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة أمس الأربعاء حكما بالسجن النافذ لمدة 7 سنوات و غرامات مالية ثقيلة في حق 3 أشخاص أعمارهم بين 20 و 30 سنة، و برأت امرأة و شخصا آخر من تهم جنائية وجهت إليهما في وقت سابق من هذا العام. المجموعة سقطت بين أيدي شرطة مدينة بوشقوف على الوطني 16 في طريق العودة من عنابة إلى تبسة، محملة بكمية معتبرة من المخدرات و وثائق هوية مزورة تستعمل في تضليل رجال الدرك الوطني و الشرطة بنقاط المراقبة و السدود المقامة على طريق عنابة- تبسة المعروف بالنشاط المكثف لعصابات المخدرات و النحاس و المواشي. و حسب وقائع المحاكمة التي تابعتها النصر فإن مجموعة مكونة من 4 أشخاص بينهم امرأة توجهوا عشية الفاتح مارس 2015 من الونزة بولاية تبسة إلى عنابة عبر مدن الإقليم الشرقي لولاية قالمة و ذلك على متن سيارة سياحية كان يقودها أحد المتهمين الذي زعم بأنه يعمل كناقل غير مرخص لكسب قوت يومه. و عند الوصول إلى مدينة عنابة قضت المجموعة بعض الوقت في الملاهي، و مواقع بيع المشروبات الكحولية ثم توجهت إلى منطقة سيدي عمار أين التقى أحد أفراد المجموعة ببائع مخدرات، و استلم منه كمية معتبرة من الكيف المعالج في شكل صفائح يعتقد بأنها كانت موجهة للبيع بمدينة الونزة بتبسة، أين يقيم 4 من المتهمين بينهم المرأة التي صرحت بأنها على علاقة غير شرعية بالمتهم الرئيسي و أنها متعودة على ارتياد ملاهي مدينة عنابة. و بعد تنفيذ المهمة بمنطقة سيدي عمار قرر المتهمون العودة إلى الونزة محملين بالمخدرات و كمية من الخمر استهلكوا البعض منها بين عنابة و بوشقوف و بقيت قارورات أخرى للرحلة الطويلة. عبرت السيارة عدة حواجز و نقاط مراقبة دون أن تثير الانتباه حيث تتظاهر المجموعة بأنها تكون عائلة محترمة تتقدمهم المرأة التي كانت تجلس بالمقعد الخلفي رفقة أحد المتهمين. و عند الوصول إلى حاجز بمدينة بوشقوف أوقفتهم الشرطة بعد أن راودت عناصرها شكوك حول السيارة و الأشخاص المتواجدين فيها، حاول أحد المتهمين الهروب لكنه استسلم في النهاية و قدم متهم آخر رخصة سياقة مزورة، لتضليل الشرطة و تظاهرت المرأة بأنها زوجة أحدهم، و كان الجميع في حالة سكر مما دفع بالشرطة إلى محاصرة السيارة و إخضاعها للتفتيش باستعمال الكلاب المدربة، حيث تم اكتشاف صفائح المخدرات بالمقعد الخلفي للسيارة أين كانت تجلس المرأة و متهم آخر، و تم اقتياد المجموعة إلى مركز الشرطة و تبين من خلال التحقيقات الأولية بأن الموقوفين يشكلون جماعة إجرامية منظمة تنشط في مجال المخدرات و يستعمل بعض أفرادها وثائق هوية مزورة. و خلال التحقيق كشف المتهم الرئيسي عن شخص خامس اسمه السري جهاد يسكن بسيدي عمار بمدينة عنابة زعم بأن المخدرات كانت عنده، و بعد توقيف الشخص المبلغ عنه أنكر التهم الموجهة له و أنكر أيضا معرفته بأفراد العصابة، و قال أن اسم جهاد «كلمة سر» لا تعنيه على الإطلاق رغم أنه معروف بهذه الكنية في منطقة سيدي عمار لأنها قريبة من اسمه الحقيقي و هو جهيد، و كرر إنكاره أمام الهيئة الجنائية التي حاصرته من كل الجهات و تبين لها في النهاية بأنه بريء من التهم الموجهة إليه كما المرأة التي قالت بأنها لا تقرأ و لا تكتب و أنها تعيش حياة اجتماعية صعبة رفقة أبنائها بعد طلاقها، و أنها اضطرت للعمل بمنتجعات عنابة للعيش. و اعترفت أنها تعرف المتهم الرئيسي منذ عدة سنوات لكنها لم تكن تعرف بأنه يستعمل وثائق هوية مزورة إلى غاية القبض عليه يوم الفاتح مارس 2015 على الطريق الوطني 16 قرب مدينة بوشقوف شرقي قالمة. و رأى القضاة بأن المرأة بريئة و تقرر إطلاق سراحها رفقة جهاد ابن سيدي عمار، كما قررت أيضا إسقاط تهمة تكوين جماعة إجرامية منظمة و تسليط عقوبة السجن لمدة 7 سنوات في حق الأشخاص الثلاثة الباقين الذين منحت لهم مهلة 8 أيام للطعن بالنقض أمام المحكمة العليا قبل سريان مفعول الحكم الجنائي الصادر.