نجح إتحاد بسكرة في الإطاحة بالضيف إتحاد عنابة و إزاحته من الصدارة، مع خلط حسابات الصعود من جديد، في قمة لم ترق إلى المستوى المطلوب من الناحية الفنية، لكنها شهدت تشنجا كبيرا للأعصاب، و نتيجتها كانت سقوط «الطلبة» بعد 10 جولات دون هزيمة، مع إستعادة «خضراء الزيبان» نشوة الإنتصارات. المباراة عرفت إنطلاقة حذرة من الجانبين، مع توجه «البساكرة» صوب الهجوم في محاولة للنيل مبكرا من مرمى الحارس كحول، لكن الطريقة الدفاعية المحكمة التي إنتهجها الزوار أفقدت محاولات مصباح و رفاقه للنجاعة، قبل أن تتوقف المقابلة لمدة 12 دقيقة بقرار من الحكم بهلول و كذا المحافظ بعزيز، بسبب وجود مجموعة من الأنصار و المسيرين على مستوى منصة الصحافة، الأمر الذي جعل المحافظ يتكفل بعملية مراقبة هويات الإعلاميين، على إعتبار أن المقابلة تجرى في غياب الجمهور بسبب العقوبة. بعد إستئناف اللقاء إنخفض ريتم اللعب، بإنحصار الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، مما حال دون تسجيل فرص سانحة للتهديف من الجانبين، لتشهد الدقيقة 37 إعلان الحكم بهلول عن ضربة جزاء لصالح الفريق العنابي، و هو القرار الذي أثار إحتجاجات عارمة من لاعبي و مسيري إتحاد بسكرة، حجتهم في ذلك أن الكرة إصطدمت بالجدار عند تنفيذ مخالفة، من دون وجود أي لمس للكرة باليد، لكن الحكم تمسك بقراره، ليتولى بلعطار تنفيذ الركلة بنجاح، فاتحا باب التسجيل لصالح الضيوف. هذا الهدف المباغث جعل أشبال المدرب خزار يرمون بكامل ثقلهم في الهجوم سعيا لتدارك الوضع، بينما تراجع «الطلبة» كلية إلى الدفاع، و لو أن الدقائق الأخيرة من المرحلة الأولى شهدت إحتجاجات كثيرة من المحليين على الحكم. الشوط الثاني سار منذ بدايته على وقع سيطرة مطلقة لأصحاب الأرض، حيث لم تمض سوى 3 دقائق حتى تمكن المهاجم مصباح من تعديل النتيجة بإرتماءة رأسية محكمة، إثر تلقيه فتحة عرضية من بولذياب، أنهاها بإسكان الكرة في شباك الحارس كحول، مستغلا سوء تموقع محور الدفاع الضيف. الإثارة بلغت ذروتها بعد نجاح «البساكرة» في تعديل النتيجة، لأن الزوار تراجعوا كلية إلى الخلف، و حاولوا المحافظة على نقطة التعادل، مما فسح المجال أمام المحليين لإحكام سيطرتهم على مجريات اللعب، غير أن حسابات المدرب خزار إختلطت بحلول الدقيقة 55، على إعتبار أن الحكم بهلول أشهر بطاقة حمراء في وجه اللاعب البسكري بولذياب، بعد تلقيه الإنذار الثاني. هذا النقص العددي قابله خزار بتغيير تكتيكي، عمد فيه إلى إخراج المهاجم فرحي و تعويضه بالمدافع طايبي من أجل تعزيز خط وسط الميدان، بينما قام لكناوي من الجهة المقابلة بالمراهنة على خبرة لمودع كبديل لهلال، و لو أن المحليين واصلوا إحكام سيطرتهم على مجريات اللقاء، في ظل عزوف «الطلبة» عن المناورة الهجومية، الأمر الذي جعل الحارس العنابي كحول يتحمل عبء المباراة، و يمر بلحظات جد حرجة، أهدر خلالها مصباح فرصة مضاعفة النتيجة في الدقيقة 72، قبل أن يعلن الحكم بهلول مع حلول الدقيقة 84 عن ركلة جزاء لأصحاب الأرض، إحتج الضيوف على شرعيتها مطولا، و نفذها بنجاح علاتي مانحا التفوق لفريقه، على إعتبار أن الدقائق المتبقية عرفت الكثير من التوقفات بسبب الإحتجاج على الحكم