قاد صباح أمس المدرب الجديد لريال مدريد زين الدين زيدان أول حصة تدريبية له على رأس العارضة الفنية للفريق الملكي، بملعب ألفريدو دي ستيفانو في مدينة ريال مدريد الرياضية، تحت أنظار خمسة آلاف متفرج، استعادوا البسمة من جديد في أول ظهور للتقني الفرنسي على رأس الفريق الأول. وشهدت الحصة التدريبية الأولى ل»زيزو» أجواء حماسية للغاية، طبعها تفاؤل الجماهير المدريدية التي أصرت على حضور أول حصة تدريبية للميرنغي تحت قيادة نجم الريال زيدان وتقديم الدعم المعنوي اللازم للنادي. واستقبل الأنصار الحاضرون فوق المدرجات «زيزو» بموجة من التصفيق تعكس بوضوح حجم التقدير والمكانة التي يحظى بها زيدان في قلوب أنصار الميرنغي، حيث رددوا مطولا: «زيزو زيزو». وبمجرد دخوله أرضية الميدان جمع زيدان اللاعبين وخاطبهم بكلمات أراد من خلالها تعزيز ثقة المجموعة وتحفيزها على تدارك ما فات، كما لم يتوقف زيدان طوال التدريبات عن الحديث مع لاعبيه، ومن بينهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، كما ظل برفقته مساعده ديفيد بيتوني طوال الوقت. وبتعيينه مدربا لريال مدريد حصل أسطورة كرة القدم الفرنسية (أول فرنسي يتولى تدريب الريال) على فرصة كبيرة لمواصلة تألقه في عالم الكرة، و إكمال مسيرته الرائعة كلاعب بنجاح تدريبي على أعلى المستويات، ورغم أن بعض المتتبعين يخشون على الملكي من قلة خبرة زيدان في عالم التدريب، إلا أن المتفائلين بالنجاح أكثر، حيث يشبه الكثير منهم مغامرة زيزو بتجربة غوارديولا مع الغريم التقليدي برشلونة، متوقعين له نجاحا مماثلا، حيث أحرز غوارديولا 14 لقبا بينها اثنان في دوري أبطال أوروبا في أربع سنوات كمدرب لبرشلونة، وهو الآن أكثر المدربين المطلوبين، خاصة من كبار أندية البريميير ليغ منذ إعلانه عدم تمديد عقده مع بايرن ميونيخ. عداء رونالدو من الماضي وشعبية زيدان الجارفة في صالحه وبمجرد تعيين زيدان على رأس العارضة الفنية للنادي الملكي تعالت عديد الأصوات التي شككت في قدرة زيزو على السيطرة على غرف حفظ الملابس، في ظل حديث البعض عن الخلاف مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وأنه سيكون أول العقبات التي تواجه زيدان، ووفقا لصحيفة (موندو ديبورتيفو) الكتالونية، فإن رونالدو لا ينسى موقف زيدان الذي أيد مواطنه فرانك ريبيري بعد فوز الدولي البرتغالي بجائزة الكرة الذهبية عن موسم 2013. ومن جهته يكون البرتغالي الآخر بيبي الحزين الوحيد في كتيبة الميرنغي، على اعتبار أن منافسه في محور الدفاع فاران أقرب منه إلى زيدان الذي كان وراء جلبه من فرنسا، كما كانت المفاجأة التي فجرها مساعد بنيتيز خطيرة جدا، حيث قال: «كان بنيتيز يعطي أوامر في غرفة خلع الملابس وكان هناك بعض اللاعبين ينظرون إلى الأسفل ويلمسون الكوع ويضحكون في نفس الوقت الذي كان يتحدث فيه ويعطي تعليمات»، غير أن هذه الأمور لا تخيف زيدان الذي يدرك ما ينتظره، وهو الذي يتمتع بشعبية جارفة قد تخيف أي لاعب يفكر بأن يعاديه، ويبقى على زيدان أن يثبت شخصية قوية تسيطر على اللاعبين، الذين ذكرت عديد التقارير بأنهم جميعا دون استثناء رحبوا بتعيين زيدان وأعربوا عن سعادتهم باللعب تحت إشرافه، وكان كارلو أنشيلوتي قد صرح قائلا: «صوت زيدان يسمع بوضوح بين اللاعبين». كما حصل زيدان على الدعم والتهئنة من الزوايا الأربع للمعمورة، فحتى الأندية المنافسة أرسلت برقيات تهنئة، فالكل يحترمه والكثير يحبونه. وفي خضم الترحيب والتهليل قال قائد انجلترا السابق ديفيد بيكهام إن زميله السابق في الريال زيدان هو الرجل المناسب لتدريب النادي: «هل يوجد شيء أفضل من ذلك؟»، وأضاف في حسابه على موقع انستغرام: «الرجل الأفضل في اللعبة التي نحبها جميعا يتولى قيادة ناد أحبه ويحبه الكثير من الناس، شخص يمتلك الحماس وأيضا لا يقبل الفشل على كل المستويات».وتابع: «تولي المسؤولية خلفا لمدرب يمتلك الكثير من الخبرة والاحترام في كرة القدم، إنه الشخص المناسب لهذه الوظيفة».