حلت بسكيكدة في ساعة متأخرة من يوم أول أمس، لجنة تحقيق رفيعة المستوى يتقدمها الرئيس المدير العام لمؤسسة نفطال مرفوقا بأربعة خبراء وعدد من الإطارات، من أجل التحري في خلفيات و أسباب الانفجار الذي شهده مركز تعبئة قارورات غاز البوتان صباح الثلاثاء الماضي و خلف 20 جريحا، فيما تم تحويل خمسة مصابين لمستشفيات قسنطينةباتنة. وحسب ما علمنا من مصادر عمالية فإن المدير العام عاين مكان الحادث واستمع إلى عرض قدمه المدير الولائي لمؤسسة نفطال حول المشروع الجاري إنجازه لإعادة تجديد المركز من طرف مؤسسة خاصة. و قررت مؤسسة نفطال تحويل زبائنها إلى مركز برحال بولاية عنابة للتزود بغاز البوتان بصفة منتظمة، كما ضاعفت حصة مركز بين الويدان من الغاز لتلبية الطلب من عدة ولايات. وذكرت مصادرنا أن المسؤول أكد بأنه سيتخذ إجراءات عقابية صارمة في حق المتسببين في هذا الحادث، كما زار مدير عام نفطال المستشفى للاطمئنان على حالة المصابين من ضحايا الحادث، قبل أن يعلن عن اتخاذ جملة من الإجراءات للتكفل الأمثل بالمرضى، منها نقل 5 مصابين إلى مستشفيات متخصصة في الحروق الكبرى، 4 منهم بمستشفى باتنة وواحد بقسنطينة، مع إمكانية نقل المصاب الذي تم تحويله إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة إلى مستشفى عين النعجة بالعاصمة. وأبدى المسؤول استعداد مؤسسة نفطال لنقل العامل المصاب إلى فرنسا للعلاج إن تطلب الأمر ذلك، و في السياق ذاته علمنا من مسؤولي مستشفى عبد الرزاق بوحارة بسكيكدة بأن ثلاثة مصابين غادروا المستشفى أمس، بعد تحسن حالتهم الصحية، و قالت مصادرنا أن الحالة الصحية لبقية المصابين مستقرة، وقد تجاوزوا مرحلة الخطر وهم حاليا تحت المراقبة الطبية. بالموازاة مع ذلك تواصل مصالح الأمن تحقيقاتها حول الحادث، فبعد أن قامت الشرطة العلمية بأخذ عينات من مكان الانفجار، ينتظر أن تشرع الجهات الأمنية في استدعاء عمال المركز ومدير وموظفي المؤسسة للاستماع إلى أقوالهم بخصوص الحادث. وعلمنا في هذا الإطار بأن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود تهاون داخل مركز تعبئة قارورات الغاز، و بأن عملية التلحيم ليست هي السبب الرئيسي في الحادث، حيث ذكرت المعلومات أنه لو كانت كذلك لسجل وقوع ضحايا من عمال المؤسسة الخاصة بالمكلفين بالتلحيم. وأوضحت مصادرنا أن التحقيق سيكشف بالضبط عن الأسباب الحقيقية للانفجار. حاولنا الاتصال بمدير المؤسسة مرة أخرى أمس للحصول على مزيد من التوضيحات لكنه رفض استقبالنا. أما عمال المركز الذي وجدناهم متجمعين داخل الساحة فقد أكدوا بأن المدير العام استقبلهم وعقد اجتماعا معهم استمع خلاله إلى انشغالاتهم التي تتلخص في ضرورة تدعيم المركز بأنظمة ومخططات الحماية الصناعية، و وجهوا في حديثهم معنا أصابع الاتهام إلى المدير السابق للمركز وحملوه المسؤولية الكاملة عن وقوع الحادث، لأنهم على حد تعبيرهم سبق وأن اعترضوا على عملية التلحيم داخل المركز أثناء عملية التعبئة من مضخة الغاز، بسبب الخطر الكبير الذي تشكله العملية على أمنهم وسلامتهم خاصة مع تواجد أربع ورشات للشركة المكلفة بإعادة تجديد المصنع خاصة بالكهرباء والطلاء، البناء، و التلحيم، لكن المدير السابق بحسبهم كان يجبرهم على القبول بالأمر الواقع بل وهددهم بالطرد، وذكر العمال أنه كان يسيء معاملتهم، وغيرها من الصعوبات التي كانوا يعملون في ظلها و التي تسببت -مثلما- قالوا في إصابة بعضهم بأمراض نفسية. وطالب عمال مركز التعبئة لنفطال في الأخير رئيس الحكومة التدخل ومعاقبة المتسببين في الحادث. من جهة أخرى وبخصوص عملية الإنتاج فقد علمنا أن المصنع حاليا متوقف عن الانتاج إلى فترة غير محددة، وأمام هذه المشكلة سارعت المديرية العامة لمؤسسة نفطال إلى اتخاذ عدة إجراءات لضمان تموين السكان بالغاز بصورة منتظمة، منها تحويل زبائنها من القطاع العمومي والخاص بولايات سكيكدةقالمة و الطارف إلى التموين من مركز التعبئة ببرحال بولاية عنابة، مع مضاعفة حصة الغاز بمركز التعبئة ببلدية بين الويدان بالجهة الغربية لولاية سكيكدة، حتى تتم تغطية العجز المسجل في تموين السوق المحلية و الجهوية بقارورات غاز البوتان.