نشرت صحيفة "كوريي أنترنسيونال" الفرنسية تقريرا حول تشبث زين الدين زيدان بجذوره الجزائرية، والعلاقة الطيبة التي لا يزال يحافظ عليها مع مسقط رأسه في منطقة "القبائل". وقالت الصحيفة، إن اللاعب السابق للمنتخب الفرنسي، والمدرب الحالي لفريق ريال مدريد، قد حافظ دائما على الرابط الذي يجمعه بقريته الأصلية "عقمون آيت سليمان" في منطقة القبائل الجزائرية، من خلال مشاركته اهتمامات أهالي المنطقة وزياراته المتكررة. وذكرت الصحيفة أن القرية الأصلية التي تنتمي إليها عائلة زين الدين زيدان توجد في منطقة جبلية ليس من اليسير الوصول إليها تطل على منظر طبيعي خلاب على البحر الأبيض المتوسط، وقد حافظت هذه القرية على جمالها الطبيعي بفضل انعزالها عن الوسط الحضري حيث تبعد بنحو 30 دقيقة عن مدينة تيشي الساحلية و ينبغي التحلي بالصبر حتى تطأ أقدامك فيها لطبيعتها الجغرافية وقد زارها اللاعب لآخر مرة سنة 2006 وزار "فيلا " بيضاء منتصبة هناك تمتلكها العائلة من عادة والده المكوث فيها في زياراته المنتظمة للجزائر وهي الآن مقفلة ولا يوجد بها أحد. وأضافت الصحيفة أن عائلة زين الدين الزيدان كانت تقطن في منزل متواضع في سفح أحد الجبال في منطقة القبائل الجزائرية، قبل أن تنتقل للعيش في إحدى ضواحي مدينة مرسيليا الفرنسية التي عاش فيها زيدان فترة طفولته في إشارة إلى حي لا كاستيلان المعروف في كبرى مدن جنوبفرنسا. واعتبرت الصحيفة أن تشبث زين الدين زيدان بقريته الأصلية في منطقة القبائل بدا واضحا من خلال مشاعر الامتنان والفخر التي عبر عنها أهالي منطقة وأقارب مدرب النادي الملكي، حيث ذكر بدر الدين، ابن عم زين الدين زيدان، أنه يشعر بالفخر بالنجاحات التي حققها زيدان منذ بداية مسيرته الرياضية مع المنتخب الفرنسي، وصولا إلى إشرافه على أحد أكبر الفرق الأوروبية. وذكرت الصحيفة أن زيارات زين الدين زيدان كانت تحمل معاني كثيرة بالنسبة لأهالي المنطقة، التي استفادت من المشاريع التنموية التي مولتها عائلة زيدان لتحسين ظروف العيش في المنطقة، والدعم المادي الذي وفروه لمؤسسة "زين الدين زيدان الخيرية". وأضافت الصحيفة أن المشاريع التي وفرتها مؤسسة زين الدين الزيدان ساهمت في تنمية المنطقة وخاصة قرية "عقمون"، حيث ذكر قاسمي وهو أحد المسؤولين في المؤسسة أن الإنجازات شملت بناء مسجد في القرية، وتوفير الماء الصالح للشرب، وتوفير حافلات مدرسية للأطفال، وتهيئة مركز للمسنين في ولاية بجاية. وذكرت الصحيفة أن المشاريع المستقبلية التي تسعى مؤسسة زين الدين زيدان الخيرية لتنفيذها، تشمل بناء ملعب كرة قدم في بلدية "بوخليفة"، إلا أن هذا المشروع لازال عالقا منذ سنوات عدم العثور على مكان مناسب لتجسيده. وأضافت الصحيفة أن بلدية "بوخليفة" التي تنتمي إليها عائلة زيدان، لازالت تفتقر إلى المرافق الرياضية، التي تساهم في تكوين جيل من الرياضيين الموهوبين، مثل "زيزو" الذي حقق نجاحات تاريخية في بداية مسيرته كلاعب مع المنتخب الفرنسي، ليبدأ تجربته الاحترافية الأولى في عالم التدريب مع أحد أقوى الفرق الأوروبية. وأشارت الصحيفة إلى أن كرة القدم تعتبر الرياضة الأكثر شعبية في منطقة القبائل الجزائرية، كما أن شغف الأهالي بهذه الرياضة يرتبط بمشاعر الفخر والامتنان بنجاحات زين الدين زيدان، وهو ما يبدو واضحا من خلال صوره التي تغطي جدران المقاهي في بلدية "بوخليفة" وحتى في قريته المنقسمة بين حب الريال و برشلونة و قد علق في مقهى بها "بوستر " لزيدان و بجانبه صورة عملاقة لميسي. وخلصت الصحيفة إلى أن أهالي منطقة "القبائل" الجزائرية يدركون جيدا أن المسيرة الرياضية لزين الدين زيدان لازالت في بدايتها، ولا يستبعدون أن يتحقق حلمهم بإشراف زيدان على تدريب المنتخب الجزائري، خاصة وأنه أثبت دائما تشبثه بجذوره الجزائرية.