اهتز سكان مدينة الخروب ليلة أول أمس، على وقع جريمة قتل شاب والتنكيل بجثته التي تم اكتشافها مبتورة الرأس و الأطراف داخل غرفة خلفية لمحل بحي 1200 مسكن، فيما تضاربت الأنباء حول تورط صاحب المحل و هو حلاق، رفقة ثلاثة أشخاص آخرين في قتل الضحية و إخفائه لمدة 04 أيام. و حسب مصادر من داخل الحي الذي وقعت فيه الجريمة، فإن عملية اكتشاف الجثة من طرف الشرطة كانت حوالي الساعة الثامنة ليلا، حينما قام صاحب محل الحلاقة و المتهم في القضية بتسليم نفسه للأمن و التبليغ عن الحادثة، حيث قامت الشرطة العلمية بالتنقل إلى مسرح الجريمة أين تم اكتشاف مشهد مروع لجثة مبتورة الرأس و الأطراف، مشوهة الوجه "جنس ذكر" قال البعض أنها وجدت موضوعة داخل ثلاجة، اتضح فيما بعد أنها تعود لشاب يدعى «ح.ع» يبلغ من العمر 36 سنة متزوج و يقطن بتحصيص ماسينيسا الواقع بالمدخل الغربي لمدينة الخروب، كان مفقودا و عائلته تبحث عنه منذ حوالي 04 أيام. العثور على الرأس و الأطراف داخل برميل بلاستيكي مصالح الحماية المدنية أكدت أنها تدخلت لنقل الجثة في حدود الثامنة من ليلة الجمعة، حيث وجد الرأس و الأطراف داخل برميل بلاستيكي بينما عثر على الجذع مرميا أمام البرميل في غرفة خلفية للمحل، وقد كانت الجثة في حال متعفنة. النصر تنقلت إلى مكان اكتشاف الجريمة بعمارات الجهة السفلية للحي، حيث لاحظنا ركودا غير عادي في المكان فيما كانت جل المحلات مغلقة بإستثناء أحد باعة المواد الغذائية، و عند التحدث إليه قال بأنه كان غائبا و لم ينشط بمحله منذ مدة و أنه لم يكن حاضرا ليلة اكتشاف جثة الضحية، مضيفا بأنه لو علم بالأمر لما فتح باب محله من هول الجريمة، فيما كان الجميع يتساءلون عما حدث في الحي وسط دهشة و ترقب لما قد تكشفه مجريات التحقيق. و عند الاستفسار عن ظروف اكتشاف الجثة و دوافع الجريمة التقينا بأحد الشباب الذي أخبرنا بأنه كان يعمل في محل الضحية المتخصص في بيع قطع غيار آلات التبريد، و الذي يبعد بأمتار قليلة عن المحل الذي تم العثور فيه على جثة المعني، حيث قال أن الضحية لم يظهر له أي أثر منذ أمسية الأحد الماضي على حد قوله، و قال بأنه لاحظ تغيرات في سلوكات المعني في الآونة الأخيرة دون التمكن من معرفة السبب، مضيفا أن صاحب محل الحلاقة و المتهم في القضية رفقة ثلاثة أشخاص آخرين، هو من قام بالتبليغ عن الجريمة بعد تسليم نفسه لمصالح الأمن فيما أفاد شهود عيان أن المعني لم يسلم نفسه بل بلغ عن الجريمة وأن مصالح الأمن أوقفته ومن معه على سبيل الاشتباه. الأمن يحقق مع صاحب المحل وثلاثة آخرين مدير مستشفى الخروب من جهته، قال أن المعاينة الأولية للطبيب الشرعي كشفت حجم فظاعة الجريمة، و التي تمثلت حسبه في تعرض الضحية للقتل بواسطة آلة حادة مع وجود آثار ضرب قبل فصل الرأس و الأطراف عن جسده، إضافة إلى تشويه الوجه و وجود أثار تدل على محاولة الجناة تقطيع كامل جسده إلى قطع صغيرة، لتسهيل عملية إخفاء الجثة أو نقلها لمكان آخر، فيما ينتظر أن يقدم الطب الشرعي نتائج التشريح خلال ساعات ما سيكشف عن الأسباب الحقيقية المؤدية للوفاة، بينما تبقى الجريمة ودوافعها محل تحقيق من مصالح الأمن. خالد ضرباني
والد الضحية «استغلوا براءة و طيبة ابني وقتلوه بدون ذنب» كانت الساعة تشير إلى الثانية عشرة والنصف زوالا عندما وصلنا إلى منزل الضحية المسمى "ع ح"، بتحصيص ماسينيسا الواقع بمحاذاة الطريق الوطني رقم 03 بدائرة الخروب، أين استقبلنا والد الضحية وسرد لنا التفاصيل الأخيرة لحياة فلذة كبده، قبل اختفائه لخمسة أيام . بدا عمي "الحاج عيسى" التي تنحدر أصوله من ولاية غرداية، متماسكا وراضيا بقضاء الله وقدره، وهو يحدثنا عن الظروف التي سبقت حادثة قتل ابنه الأكبر البالغ من العمر 36 سنة، حيث عبر قائلا "لقد استغلوا براءة وطيبة ابني وقتلوه بدون ذنب"، قبل أن يسرد تفاصيل وظروف اختفائه مساء يوم الإثنين الماضي، حيث ذكر بأن العائلة بدأت تبحث عنه في نفس اليوم بعد تأخره عن موعد التحاقه بالمنزل في الساعة السادسة إلا الربع مساء، أين ظن الجميع بأنه صعد مباشرة نحو غرفته بالطابق العلوي، لكنهم لم يجدوا له أي أثر ليقوموا بالإتصال بهاتفه الذي بقي يرن دون رد، قبل أن يكتشفوا بأن الضحية تركه بالمحل التجاري الذي يعمل فيه. وأضاف والد الضحية بأنه لم تظهر أي علامات قلق أو انزعاج على ابنه الذي يقول بأنه كان محبوبا من طرف الجميع ولا تعرف له أي عداوة مع أي كان سواء بمدينة الخروب أو بمدينة قسنطينة أين يملكون محلا تجاريا بحي القصبة، مشيرا إلى أن الضحية كان شديد الطيبة وكان رؤوفا حتى بالحيوانات، حيث سرد لنا واقعة إنقاذه لقطة من الغرق في بالوعة لصرف المياه والتي تشبثت بعينه ما أدى إلى إصابته بجروح أجرى بسببها عدة عمليات جراحية. و ذكر محدثنا بأنه كان برفقته طيلة يوم اختفائه، فيما أكد أخوه بأنهم أخبروا مصالح الشرطة والدرك كما بحثوا عنه في جميع الأماكن التي كان يتردد عليها وشملت عملية البحث أيضا ولايات مجاورة لكنهم لم يتحصلوا على أي معلومات بمكان وجوده إلا بعد اتصال أحد أعضاء المجلس الشعبي البلدي الذي أخبرهم بالجريمة، مشيرا إلى أن الأمن استمع إلى إفادة أفراد العائلة، كما أنه يحقق مع أربعة مشتبه بهم، في حين تم نقل الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى الخروب لإخضاعها للتشريح.