شخص يقتل صديقه ثم يقطع جثته قطعا صغيرة وسط شلالات الدم، وكأنه جزّار يضع بين يديه وفي متناول سكينه الضخم خروفا صغيرا معدا للبيع.. وسفاح آخر يُجهز على فريسته بسلسلة طويلة من الطعنات ثم يفصل رأسه عن جسده ببرودة دم في مشهد يذكر بأفلام الرعب مثل ''ساو'' و''هالوين'' و''دراكولا'' و''سكريم'' وغيرهاهي قصص ليست مستوحاة من مشاهد وسيناريوهات السينما الأمريكية، ولا حتى أيضا من قصص الخيال المروع، وإنما هي قصص من الواقع، شهدتها مناطق عديدة ومتفرقة من الوطن، وخلفت آثارا لا تمحى من مخيلات كل من تربطه بها صلة أو عايشها أو حتى سردت على مسامعه فصولها، هي قصص أبشع وأغرب جرائم القتل التي عرفتها الجزائر خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية. مشاهدها لا تقلّ بشاعة وسادية عن صور ومشاهد أفلام الرعب والبسيكوز، وقصصها الغريبة تضاهي أو تتفوق على غرابة ''مجانين'' أفلام ''ساو'' وسكريم''. قتل صديقه وفصل رأسه عن جسده ثم توجه إلى مطعم لتناول الشواء من أبشع وأغرب جرائم القتل التي اهتز لها الشارع العنابي، تبقى الجريمة التي ارتكبها السفاح المدعو ''ج.ك'' الملقب باسم ''هيلك''، نسبة لبطل السلسة التلفزيونية التي نالت شهرة كبيرة سنوات الثمانينات ''هيلك'' العجيب. قصة ''هيلك'' العنابي وما فيها جرت ببلدية سيدي عمار في أحد أيام شهر نوفمبر الماضي، عندما قام بقتل صديقه الذي لا يتجاوز سنه 20 سنة، ليس بسبب خلاف حول مبلغ من المال ولا بسبب شجار نشب بينهما، بل لأن ''هيلك'' الذي لم تكد تمر على خروجه من السجن 5 أيام، اكتشف أن صديقه كان على علاقة بعشيقته خلال فترة غيابه، أي أثناء تواجده بالسجن.في البداية، قضى ''هيلك'' سهرة في قاعة للحفلات تناول خلالها كمية من المهلوسات والكحول ليقوم بعدها باقتحام الكوخ الذي يسكنه صديقه، ووجه له 25 طعنة سكين، في مناطق متفرقة من جسمه، قبل أن يشرع في التنكيل بجثته. ولأن ذلك كله لم يشف غليل ''هيلك''، فإنه قام بذبحه، ثم فصل رأسه عن جسده بكل هدوء وبرودة، وبعد انتهاء ''هيلك'' من جريمته، قام بحمل الجثة والرأس ورمى بهما في الشارع، وكأن شيئا لم يكن، ليتوجه بعدها بثياب ملطخة بالدماء إلى مطعم، أين تناول في هدوء وبكل شهية مأكولات من بينها طبق شواء!وبعد ''الوليمة'' الأولى والثانية، توجه ''هيلك'' في حدود الساعة الثانية صباحا، إلى مقر الأمن بسيدي عمار، حيث أصيب رجال الأمن عند رؤيته بالذعر، لاعتقادهم أنه إرهابي جاء ليسلم نفسه، ليدخل عليهم ''هيلك'' بهدوء ويقدم سلاحه ''السكين'' ويخبرهم بالتفاصيل المروعة لجريمته وبما فعله بصديقه الحميم. وبالإضافة إلى ما سبق ذكره من بشاعة وسادية في تلك الجريمة، فإن الغريب في هذه القصة هو أن ''هيلك'' ارتكب تلك الجريمة بعد خمسة أيام فقط من مغادرته السجن، الذي قضى به فترة معلومة كعقوبة على ارتكابه 5 جرائم قتل، وهو ما يعني أن ''هيلك'' أضاف لسجله ''الذهبي'' جريمة سادسة، لكن بأي طريقة. وحش آدمي يغتصب طفلا عمره 3 سنوات ثثم يذبحه بقسنطينة في قسنطينة، وبالتحديد في المدينةالجديدة ماسينيسا، جرت إحدى قصص أبشع الجرائم على الإطلاق، التي اقشعرت لها الأبدان. ففي 18 جانفي من السنة الماضية، كان الطفل ''ياسر جنحي'' ذو الثلاث سنوات ونصف يلعب في أرجاء السلالم بالعمارة التي تقطن بها عائلته، وفي تلك الأثناء كانت عيون ذئب بشري تترصده في الخفاء، تحضيرا للانقضاض عليه، ولم تكد تمضي دقائق حتى كان ''الكمين'' مُعدّا والخطة جاهزة لإشباع غرائز وشهوات شيطانية، لشخص لم يكن سوى جار الطفل ''ياسر''، حيث استدرجه للدخول إلى منزله بعد إغرائه بعلبة ''ياغورت'' وقطع من الحلوى، وكان ذلك في حدود الساعة السادسة مساء، ليعتدي عليه جنسيا مثل وحش آدمي، غير مراع تماما سنه ولا حتى براءته. وكان من نتيجة الوحشية والعنف الذي استعمله الجار ضد الطفل، أن لفظ هذا الأخير أنفاسه متأثرا بالاعتداء الذي جرى بمنتهى الهمجية، فما كان من الجاني إلا أن قام بذبح ''ياسر''، بهدف التضليل والتمويه على جريمته، لإخفاء أصل الجريمة المتمثل في الاعتداء الجنسي، ليتم العثور على جثة ''ياسر'' في الأخير على الساعة الرابعة والنصف صباحا مرمية بالقرب من سلالم العمارة في الطابق الأرضي. يعذب صهره ب''الكُلاّب'' و''التورنفيس'' 6 ساعات ثم يقتله شهدت ولاية أم البواقي جريمة قتل مثيرة تقشعر لها الأبدان، نظرا للطريقة الشيطانية التي تمت بها تصفية الضحية جسديا، وكذا طبيعة المتهمين الذي يشكلون أسرة واحدة، مشكلة من الأب وهو مهندس مناجم، وأستاذ جامعي سابق معاق حركيا وزوجته وأبناءه الثلاثة من بينهم فتاة، شاركوا كلهم في إزهاق روح صهرهم بطريقة بشعة بعد تعذيبه مدة فاقت 6 ساعات، ثم دفنوا جثته في مستودع للخردوات قبل أن يتم نقله بعد مرور 6 أيام إلى جبل قرن أحمار بأم البواقي لدفنه هناك. خيوط الجريمة أماطت عنها اللثام القدرة الإلهية بواسطة كلاب أحد الرعاة التي كشفت الجثة بعد أن وصلت إلى درجة كبيرة من التعفن.حيثيات القضية تعود إلى تاريخ 22 سبتمبر 2008 لما تم العثور على جثة بجبل قرن أحمار ببلدية الجازية من طرف أحد الرعاة داخل ثلاثة أكياس بلاستيكية وفي حالة متقدمة من التعفن، ليتم التعرف عليها وتنطلق على إثرها تحقيقات مصالح الدرك الوطني مع عائلة صهر الضحية، وتعترف زوجة الأب في تصريحاتها أن الضحية جاء إلى منزل صهره من أجل إعادة زوجته دون أن يعلم ما ينتظره والفخ المنصوب له، من أجل التخلص منه، فيما قام زوجها بمعية أبنائه الثلاثة بتكبيل صهرهم بواسطة سلك معدني ووضع حجرة في فمه، ثم تعذيبه بواسطة كماشة، سلاح أبيض، قضيب خشبي ومفك براغي لمدة فاقت 6 ساعات إلى أن لفظ أنفاسه جراء قسوة التعذيب ثم نقله بواسطة عربة تقليدية عند الثالثة صباحا على مسافة حوالي 1 كلم، ثم دفنه داخل مستودع للخردوات لمدة 6 أيام قبل أن تحول الجثة بواسطة شاحنة ودفنه على مسافة 8 كلم داخل حفرة عمقها 50 سم وقطرها 80 سم، كل هذا من أجل الانتقام من الضحية لأنه استغل البنت والأخت، في جمع الأموال عن طريق الدعارة من خلال إدخال غرباء إلى بيته لممارسة الجنس مع زوجته ثم تصويرهم عراة لابتزازهم. سكين مغروس في الرقبة تهز خنشلة اهتزت خنشلة بداية شهر أفريل الفارط، على وقع جريمة لا تزال لحد الآن خيوطها غامضة، راح ضحيتها الشاب ''سمير بن زعرور'' المناصر الوفي والمعروف لفريق اتحاد خنشلة وصاحب وكالة كراء السيارات، بعدما عثر عليه جثة هامدة بداخل سيارته من نوع ''رونو ميڤان'' على حافة الطريق الرابط بين خنشلةوأم البواقي، غارقا في دمائه وعليه آثار الضرب، فيما كان سكين مغروسا في رقبته. 6 ضربات فأس في الرأس ثم إحراق الجثة ورميها في الغابة اهتزت بلدية الدريعة التي تبعد عن ولاية سوق أهراس بحوالي 34 كلم على وقع جريمة شنعاء أياما قبل عيد الأضحى سنة 2008، كان أبطالها أربعة أشقاء وزوجة أحدهم، حيث خلفت مصرع شاب يبلغ من العمر 19 سنة يدعى ''شعيب'' بطريقة وحشية دون رحمة ولا شفقة، وقائع هذه القضية تعود إلى اختفاء الضحية بعدما أرسله والده لإحضار حزمة تبن كانت بالقرب من منزل المتهمين، وهو ما أثار الشكوك عند الوالد الذي أودع شكوى رسمية لدى مصالح الأمن. وبعد انطلاق التحقيقات الأمنية التي استندت إلى معلومات تفيد أن الشاب المختفي كان على علاقة بالمتهمة ''مبروكة'' التي تبلغ من العمر 29 سنة وأم لثلاث أبناء، تم العثور على المختفي جثة هامدة بعد يومين من اختفائه، حيث تبين أن جثته تعرضت للتشويه والحرق، كما أن الجهاز التناسلي للضحية التهمته الذئاب. وقد اعترف الأخ الأصغر للمجرمين الأربعة بأن المتهمة نصبت له كمينا مع زوجها، حيث قامت بمهاتفة الضحية طالبة منه ملاقاتها أمام منزلها وعندما حضر فاجأه زوجها وقام بضربه حتى أسقطاه مغشيا عليه ثم سحباه وأدخلاه إلى فناء المنزل ووضعاه على كرسي، ثم قام زوجها بتوجيه ست ضربات بالفأس على رأس الشاب ''شعيب'' فهشمها، قبل أن يقوم المتهمون بحمله ووضعه داخل كيس بلاستيكي وترتيبه مع أكياس التبن الأخرى إلى غاية الثانية صباحا من ذات اليوم، أين أخذوا الجثة على ظهر حمار إلى الجبل ووضعوها تحت شجرة، ليقوموا بصب البنزين على الجثة وأضرموا فيها النار، ليعودوا أدراجهم وكأن شيئا لم يحدث. جرائم قتل بسبب الجنس وأخرى من أجل المال تعود وقائع هذه الجريمة التي شهدتها إحدى مناطق ولاية تيارت، إلى يوم 21 ماي 2008 على الساعة الثالثة مساء، أين وجد المتهم ''ص.ح'' المنحدرة أصوله من ولاية تلمسان الطفل الضحية يلعب أمام منزله، فطلب منه مرافقته لكن الطفل رفض، وبعد عودته استطاع إقناع الطفل للتوجه معه إلى الإسطبل الكائن بالقرب من مسكن جده، أين قام المتهم بممارسة الجنس على الطفل وخوفا من اكتشاف أمره لصراخ الطفل قام المتهم بخنقه ليسقط جثة هامدة مما أجبره على وضعه في إحدى زوايا الإسطبل وتغطيته بكيس بلاستيكي.وفي تيارت دائما، شهدت المنطقة الفاصلة بين الشحيمة وسيدي عبد الرحمن إحدى أبشع جرائم القتل التي كانت حديث الشارع التيارتي مؤخرا، حيث راح ضحيتها المعلم ''ش.ج'' ومرافقه ''ب.أ'' من ولاية وهران بعد اختفائهما لمدة تزيد عن شهر ونصف، ليتم العثور على جثة المعلم الذي تم قتله رميا بالرصاص وحمله في كيس ورمي بجثته بإحدى الآبار المعزولة بمنطقة نائية بشحيمة، فيما تم قتل رفيقه بنفس الطريقة ورمي في مجرى مائي محاط بالأشجار العلفية بمنطقة بن زغدانة بسيدي عبد الرحمان. طفل يختفي من المنزل ليعود جثة مقطعة وموزعة على أكياس في سنة 2007 وفي أحد أيام الجمعة، بعد أن خرج أحد الأطفال للعب مع أصدقائه بحي 150 مسكن بالبيض، تفاجأ الأهل بغيابه وجندت حينها مصالح الأمن للبحث عن الطفل ولعدة أيام بعد أن وزعت صوره في كل مكان إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، ليتفاجأ سكان إحدى العمارات المجاورة بجثته مقطعة في أكياس أثبتت التحاليل أن الجثة للطفل المفقود بالحي. يخنق عشيقته.. يدفنها في صهريج ماء ثم يحشوه بالإسمنت من أبشع الجرائم التي شهدتها مدينة سعيدة في الأعوام الأخيرة، تحتل جريمة الشاب التاجر الذي أنهى حياة عشيقته بحي ''لامارين'' الشعبي بطريقة درامية، حسبما أشار إليه التحقيق الأمني، فبعد مناوشات بينهما صعدا معا إلى بيته العائلي الموجود في الطابق الأول للمحل لإتمام النقاش بعيدا عن الأنظار، وهناك تطورت الأمور بشكل مأساوي بعد احتدام النقاش بين الطرفين لتحدث الكارثة إثر قيام الجاني بخنق عشيقته في محاولة لإسكاتها، لتسقط جثة هامدة، الأمر الذي أربكه كثيرا ليقرر في الأخير دفنها في صهريج فوق سطح بيته، ثم شرع في حشو الصهريج بالإسمنت لإخفاء الجثة. مشعوذان يختطفان طفلا ويُقطّعانه إلى أجزاء صغيرة في سنة 2005، جرى اختطاف طفل من مستشفى محمد بوضياف بورڤلة، الضحية عمره 6 سنوات اقتيد من طرف مشعوذين وهما رجل وامرأة إلى مكان مجهول، قبل أن يتم العثور على جثته في حي سكرة، بعدما جرى التنكيل بها أيّما تنكيل، حيث تحولت جثة الطفل البريء إلى قطع صغيرة من اللحم، بعد تقطيعها من طرف الجناة، الذين تم توقيفهم في وقت لاحق. تبسية تقتل زوجها السوفي ب 7 ضربات بالساطور الحديث عن قصة الشاب ''ليلو'' الذي راح ضحية تمسكه بعشيقته ''سوسو التبسية''، تذكر بقصة أخرى جرت في ولاية الوادي، كانت بطلتها زوجة الضحية وهي امرأة من تبسة، قتلت زوجها الذي يشغل منصب مفتش الضرائب باستعمال الساطور، حيث وجهت له 7 ضربات عندما كان يغص في نوم عميق، كانت كافية لإغراقه في حمام من الدم، وجعله ينتقل من ''نوم إلى نوم'' مثلما يقول المثل. هكذا قتل ''ليلو'' في مشهد مروع بورڤلة إحداث ثقوب في الجسم باستعمال ''تورنفيس'' ثم انتزاع العينين! وفي ورڤلة، لم تكن تلك الجريمة هي وحدها التي تميزت بالبشاعة وأثارت الرأي العام المحلي لأسابيع، بل هناك جريمة أخرى تتفوق من حيث البشاعة على تقطيع جثة طفل صغير ورميه في الشارع.تفاصيل هذه القصة التي جرت قبل عامين، كانت عندما تعرض أحد الفنانين المحللين واسمه ''ليلو''، لاعتداء من طرف رفاق له، بطريق سيدي خويلد، حيث قام الجناة الذين كانوا خمسة أشخاص، بتنفيذ جريمة تقشعر لها الأبدان عندما شرعوا في إحداث ثقوب في جسد ''ليلو'' عدة مرات، باستعمال مفك براغي ''تورنيفيس''، قبل أن تنتقل همجية الجناة إلى سرعة قصوى، خصوصا وأنهم كانوا تحت تأثير الخمر، حيث قاموا بانتزاع عينيه، في مشهد يعجز العقل عن تصوره.الأغرب في هذه الجريمة هو أنها كانت بسبب تافه، حيث أن أصدقاء ''ليلو'' لم يرق لهم رفض هذا الأخير طلبا تقدم به الجناة، حيث عرضوا عليه أن يمكنهم من إقامة علاقة مع عشيقته المدعوة ''سوسو التبسية''، التي أراد الجناة الاستمتاع بجمالها الخارق وسحرها. لأنها أصرت على الذهاب لمنزل والدتها المطلقة ''سطايفي'' يذبح ابنته في الشارع قبالة مسجد وأمام الناس اهتزت ولاية سطيف، قبل أيام، على وقع جريمة لا تقل بشاعة عن الأولى التي كان بطلها ''هيلك'' آخر. ورغم أن الجريمة هذه شهدتها مدينة عين الكبيرة، إلا أن هولها وبشاعتها والطريقة الاستعراضية التي نفذت بها جعلتها محل اهتمام وحديث العام والخاص في كامل تراب ولاية سطيف وحتى في ولايات أخرى مجاورة، بل إن تلك ''الواقعة'' كانت مادة خصبة وخاما للصحف التي تناقلت تفاصيل الجريمة التي جرت في الشارع أمام مرأى الناس.القصة وما فيها جرت في يوم خميس، تتمثل في قيام شخص بذبح ابنته أمام مرأى المواطنين في الشارع، وتحديدا قبالة مسجد، في منظر رهيب عجز من شاهد الحادثة عن وصفها أو حتى ذكرها بتفاصيلها. وكان من أسباب الجريمة هو أن الوالد القاتل لم يرق له رؤية ابنته البالغة من العمر 24 سنة، تعصي أوامره بخصوص عدم زيارة والدتها التي هي طليقته، ليعبر الوالد عن غضبه بطريقته الخاصة بترصد ابنته في حي لمروج، بعد صلاة الظهر، قبل أن يعترض سبيلها ويوجه لها طعنات خنجر، لم تكن كافية لتشفي غليل ''الوالد''، الذي تجرد من كافة مشاعر الأبوة، وقام بعد ذلك بذبحها كالشاة، من الوريد إلى الوريد. جيل سنوات الدم والدمار... ضحايا إرهاب من نوع آخر تبين الجرائم المرتكبة في أنحاء متفرقة من الوطن، وهي الجرائم المصنفة في إطار ما يسمى الجرائم العادية، كيف أن وتيرة العنف في الجزائر تسارعت بشكل ملفت للانتباه، حيث أن أساليب القتل ''الكلاسيكية'' لم تعد كافية بالنسبة للعديد من مرتكبيها لتحقيق ''الانتقام'' أو أي رغبة أخرى، فيتم اللجوء للتنكيل بجثث الضحايا في أبشع الصور التي يعجز العقل عن تصورها، وهو ما يذكر بجرائم ''الجيا'' سنوات التسعينيات، ثم جرائم خوارج ''الجماعة السلفية'' المرتكبة هذه الأيام من حين لآخر.هذا التطور المخيف والانتشار في أشكال تنفيذ الجرائم قد يكون بمثابة مؤشر على أن هناك جيل في الجزائر بأكمله ما يزال يعاني، وسيظل كذلك لسنوات، بسبب تراكمات ومخلفات سنوات الدم والدمار التي عاشتها البلاد، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من ذوي الاختصاص في علم النفس العيادي وعلم الاجتماع وحتى السلطات المسؤولة، لتشريح الظاهرة وتحليلها والوصول إلى مسبباتها وبالتالي التمكن من حلول لها.ومن المؤكد أن أي تحليل منطقي لما تناولناه في هذا الملف، يوضح بشكل معقول أن العشرية السوداء أثرت على أفكار الجزائريين وجعلتهم يتتبعون طرقها في القتل المصحوب بالتنكيل والحرق بجثث ضحاياهم، وهو ما معناه أن المجتمع الجزائري ينام على قنبلة موقوتة اسمها ضحايا الإرهاب، لكن في هذه المرة هم ضحايا غير عاديين وغير تقليديين، ضحايا غير مدونين في سجلات السلطات العمومية والجمعيات... ضحايا تأثروا بإفرازات سنوات الإرهاب، ليس من خلال اغتيال أحد ذويهم أو أقاربهم، وإنما ضحايا لأنهم عاشوا على المباشر ولو عن بعد سنوات الجحيم بكل ما تحمله الكلمة من معان. آمال لكال