تم مؤخرا تقديم العرض الشرفي للفيلم الوثائقي «الزاوية الحملاوية نبع الصفاء الروحي» للإعلامي و المخرج عبد الباقي صلاي بدار الثقافة مبارك الميلي بميلة، و يسلط الضوء على تاريخ و مراحل نشاط الزاوية المتواجدة بوادي سقان بولاية ميلة التي يمتد عمرها ثلاثة قرون. الزاوية، كما بين المخرج للنصر، احتضنت شخصيات وطنية هامة مثل الرئيسين الراحلين هواري بومدين وعلي كافي، إلى جانب الإمام الطاهر آيت علجت والدكتور قاهر و غيرها من الشخصيات البارزة. و قد تعرض الفيلم خلال 52 دقيقة، للأبعاد الحقيقية لدور الزاوية في الحفاظ على الهوية الوطنية و مقومات الشخصية الجزائرية على وجه الخصوص، إلى جانب إلقاء الضوء على العمل الكبير الذي تقوم به الزاوية الحملاوية في مجال تحفيظ القرآن الكريم لطلبة من داخل و خارج الجزائر على غرار بوركينافاسو. و يبرز الوثائقي الذي استغرق تصويره أكثر من سنة، من جهة أخرى المسار التاريخي لشيوخ الزاوية الحملاوية الذين أشرفوا على إدارة هذا الصرح الديني و العلمي، كل حسب دوره، في الإبقاء على الإشعاع الروحي الذي تتميز به هذه الزاوية والحفاظ على مكانتها رغم المؤامرات التي حيكت ضدها خلال الحقبة الاستعمارية. هذا الوثائقي، كما قال الإعلامي صلاي، كشف لأول مرة حقيقة مفادها أن «معهد الكتاني الكائن بسوق العصر بقسنطينة كانت الزاوية الحملاوية تشرف على تسييره، و ليس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كما هو متداول تاريخيا». ويظهر هذا الفيلم أيضا شخصيات وطنية ساهمت في إبراز الدور الكبير للزاوية الحملاوية عن طريق شهاداتها الحية، كما هو الشأن بالنسبة لرئيس المجلس الشعبي الوطني الحالي محمد العربي ولد خليفة الذي اعتبر الزاوية الحملاوية زاوية العلم و الجهاد و لم الشمل، إذ ساهمت بقسط كبير في التوعية والتعليم عندما أراد المستعمر الفرنسي تجهيل الشعب الجزائري. و يذكر بأن المخرج و الإعلامي عبد الباقي صلاي، سبق له إخراج خمسة أفلام وثائقية في الجزائر خلال أربع سنوات، تندرج كلها في التوثيق السينمائي لشخصيات تاريخية ودينية مهمة مثل الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس و عبد الحفيظ بوالصوف وبن طوبال و كذا فرحات عباس. و قد كشف عبد الباقي صلاي ، بأنه بصدد التحضير لإخراج أشرطة وثائقية أخرى حول أمير شعراء الجزائر محمد العيد آل خليفة والشهيدة البطلة مريم بوعتورة و أبو المهاجر دينار خلال الشهور القادمة، إضافة إلى الانتهاء من كتابة سيناريو فيلم عنوانه «المخاض الأخير» و هو فيلم ثوري حول الشخصيات الحقيقية التي شكل التقاؤها نواة قوية من أجل انطلاق الثورة التحريرية في الفاتح من نوفمبر1954 و ذلك بالموازاة مع التحضير لفيلم آخر.