أصبح كل من هبّ و دبّ يفتح شركة إنتاج سمعي بصري كشف الإعلامي و المخرج عبد الباقي صلاي بأنه يشرع ابتداء من يوم غد الاثنين في تصوير فيلمه الوثائقي حول جمعية العلماء المسلمين ليكون جاهزا للعرض في يوم العلم الموافق ل16 أفريل المقبل، مشيرا إلى أنه بصدد التحضير لمجموعة من الأفلام الوثائقية حول السير الذاتية و المسارات النضالية لشخصيات ثورية و تاريخية، على غرار الرئيس الأسبق هواري بومدين و الشهيدة مريم بوعتورة، إلى جانب دراما حول عبد الحفيظ بوالصوف الذي سبق و أن خصص له فيلما وثائقيا تحت عنوان «أسطورة المخابرات» قبل سنتين تقريبا. وأوضح للنصر بأن عمله حول جمعية العلماء المسلمين يتكون من ثلاث حلقات مدة كل حلقة 52 دقيقة يسلط الضوء من خلالها على أهداف و انجازات و مبادئ و تاريخ الجمعية ،بالاعتماد على المراجع المتخصصة والتصريحات الحية لثلة من المفكرين و المؤرخين و الكتاب المختصين في الفكر الإصلاحي ،مضيفا بأن فكرة الفيلم راودته عندما لاحظ الزيارات الرسمية العديدة التي يقوم بها سفراء عرب و أجانب و شخصيات سامية إلى المقر الوطني للجمعية :نادي الترقي بالعاصمة، دون أن تتوفر لديها المداخيل المالية اللازمة لإنجاز شريط سمعي بصري يعرف بها، فاقترح على رئيسها الدكتور قسوم المشروع المذكور فاستحسنه و هاهو يتكفل بتجسيده كمخرج و منتج على حسابه. كما أشار إلى أن هناك اتفاقا مبدئيا مع التليفزيون الجزائري وخاصة قناة القرآن الكريم لبث الفيلم .فهذه القناة سبق لها و أن عرضت فيلمه الوثائقي «إمام الأمة»مرتين. المخرج أوضح بأن بداياته في القطاع السمعي البصري كانت في 2005 بقطر،فقد كلف آنذاك بمعية فلسطيني و لبنانيين (اثنين)بإنشاء موقع إلكتروني لقناة الجزيرة الرياضية ثم قدم نشرات الأخبار بنفس القناة، ليتنقل لاحقا للعمل عبر مختلف أقسامها.و يتذكر بالكثير من الحنين و الفخر إعداده و إخراجه ل25 حلقة من برنامج «الطريق إلى الدوحة «الذي أنجزه بمناسبة الألعاب الآسيوية ال16، مما جعله يتعاقد مع تليفزيون قطر و يعمل في قسم الإنتاج بقناة الجزيرة الوثائقية.و بالموازاة مع ذلك كان يكتب مقالا سياسيا أسبوعيا بجريدة «الشرق»و حوارا أسبوعيا مع شخصية بارزة ينشره في صحيفة «العرب»القطرية. في 2009 عاد إلى الجزائر ليشرف على انجاز فيلم وثائقي حول رابح ماجر عنوانه «ماجر الأسطورة»للمخرج يزيد آيت الجودي، ثم استثمر خبرته في إعداد و إخراج الفيلم الوثائقي «إمام الأمة»حول مسار و سيرة العلامة عبد الحميد بن باديس في سنة 2012 ثم وثائقي «عبد الحفيظ بو الصوف،أسطورة المخابرات الجزائرية»و وثائقي «بن طبال سيرة و مسار» في 2013 و قد بث التليفزيون الجزائرية جميع هذه الأعمال. و أشار الإعلامي إلى أنه يتكفل بكتابة نصوص و تعليقات كافة أعماله حرصا منه على تجانس و انسجام الصورة و النص أو السيناريو ، فهو كما قال ليس من المخرجين الذين يركزون على الشكل و جماليات الصورة و يجعلونها تطغى على روح العمل و مضمونه. وعن مشاريعه ،قال بأنه يحضر لإخراج و إنتاج فيلم وثائقي يبث حصريا على قناة القرآن الكريم حول «أبو المهاجر دينار»، مشيد مسجد سيدي غانم بميلة القديمة ،ثاني مسجد بشمال افريقيا بعد مسجد القيروان الذي بناه عقبة بن نافع. و برزنامته أيضا دراما حول مؤسس المخابرات الجزائرية و عضو لجنة التنسيق و التنفيذ و وزير التسليح و العلاقات العامة»مالغ»في الحكومة المؤقتة العقيد عبد الحفيظ بو الصوف المدعو سي مبروك ،مؤكدا بأن السيناريو جاهز و يتطرق من خلاله إلى الكفاءة العالية و القدرات الفائقة لهذا الرجل في تكسير الحصار المضروب على الثورة و جلب الأسلحة، لاسيما بعد إنشاء خطي شارل و موريس و تفوقه في الاتصال و نظام الشفرة و تأسيسه للمخابرات الجزائرية. ومن المنتظر أن يتم تصويره في تلمسان و مغنية و تونس و مصر بعد تنظيم عملية كاستينغ لانتقاء الممثلين المناسبين. كما برمج فيلما دراميا حول شخصية رياضية متألقة من المنتظر أن يقوم ببطولته صديقه رابح ماجر .و أسر إلينا بأنه لن يفرط في حبه الأول للأفلام الوثائقية و بالتالي تتضمن مشاريعه باقة من الشخصيات التاريخية و الثورية المؤثرة مثل «موسطاش «هواري بومدين»من زاوية الرجل العالمي و «مريم بوعتورة»و «فرحات عباس»،مشيرا إلى أن العمل الأخير من المقرر أن يعرض في 23 ديسمبر المقبل في الذكرى ال29 لرحيله. ويرى محدثنا بأن تقديم السير الذاتية و المسارات النضالية للمجاهدين و الشهداء و الشخصيات التاريخية عموما في شكل وثائقي أفضل من الدراما ،رغم أن الكثيرين يتحججون كما قال بكون الوثائقيات غير مربحة عكس الأفلام الدرامية التي قد تدر أموالا كثيرة. كما أن هذه الأخيرة موجهة لكل شرائح المشاهدين و تتضمن عموما لمسات من الخيال و أحيانا مغالطات تاريخية تمس بقيمتها و مصداقية الأعمال الجزائرية ،في حين توجه الأعمال الوثائقية كما أكد - للنخبة و تحتاج إلى جهد لفهم كنهها و أبعادها و الاستفادة منها للكشف عن الحقيقة التاريخية و بالتالي تركز على عامل الجودة في المضمون و الشكل.و يرى بأن أكبر مشكل نواجهه في الجزائر هو تقديم أعمال مناسباتية و موسمية على حساب النوعية و أصبح حسبه من هب و دب يفتح شركة إنتاج سمعي بصري و يقتحم عالم الفن و الابداع.