أجواء تدريبات شابو لا تحصل إلا في أكبر الملاعب الإيطالية وقد حررتنا من الضغط النفسي -نوّه اللاعب حسان يبدة بالاستقبال الحار الذي حظيت به العناصر الوطنية بمدينة عنابة، وأكد في هذا السياق بأن الإقبال الجماهيري القياسي على مدرجات لملعب العقيد شابو دليل واضح على المكانة المميزة لخضر في قلوب كل الجزائريين، رغم النتائج السلبية المسجلة بعد مونديال جنوب إفريقيا، ولو أن لاعب نادي نابولي ذهب إلى حد القول بأن الأجواء التي عايشها في أول حصة تدريبية بعنابة جعلته يتذكر الملاعب الكبيرة في بلد " الطليان»، خاصة ملعب سان سيرو في ميلانو أو الملعب " الأولمبيكو " في العاصمة روما، بالنظر إلى ردود أفعال الجماهير و التي تدل على تعلقها الكبير بمنتخب بلادها. يبدة الذي إلتقته " النصر " بمعلب العقيد شابو قبيل الحصة التدريبية لمساء أول أمس الاثنين أكد بأن " الخضر " لا يملكون خيارا آخر سوى الفوز، والأجواء الرائعة التي صنعتها الجماهير كفيلة بدفع اللاعبين إلى تقديم تضحيات جسام من أجل بلوغ الهدف المنشود، كما تحدث عن الأجواء المرتقبة يوم اللقاء، المنافس و حظوظ النخبة الوطنية في التأهل إضافة إلى أمور أخرى نقف عندها بالتفصيل في هذا الحوار الشيق الذي ننقله لكم كما جاء دون روتوشات: هل لكم في البداية التعليق على الاستقبال الذي حظيتم به في عنابة ؟ الحقيقة أنني شخصيا لم أكن أتوقع بأننا سجد في انتظارنا هذا الجمهور القياسي، لأننا لم نسجل نتائج إيجابية في اللقائين السابقين من التصفيات، ومع ذلك فقد كان الجمهور الجزائري في الموعد، وقدم لنا صورة واضحة على تعلقه الكبير بالمنتخب والألوان الوطنية، لأننا وعند وصولنا إلى البوابة الرئيسية لملعب شابو وجدنا الآلاف من المناصرين مصطفين خارج أسوار الملعب لم يتمكنوا من الظفر بمكان في المدرجات، الأمر الذي جعلنا نعتقد وأننا سنلعب المقابلة ضد المغرب، إذ أننا لم نكن نتوقع بأن نتدرب أمام جمهور قياسي، فضلا عن الأجواء الكبيرة التي صنعها الأنصار، فالألعاب النارية والحراسة الأمنية المشددة و إقدام العشرات من " الفضوليين " على القفز على السياج و اقتحام أرضية الميدان للتواجد على مقربة من اللاعبين صور نادرا ما نشاهدها، و قد ذكرتني بما يحدث في أكبر ملاعب إيطاليا، خاصة بمدينتي ميلانو و روما، لأن دخولنا إلى الميدان قابله المناصرون بتجاوب منقطع النظير، وهي لحظات تاريخية بالنسبة لي. لكن هذا الاستقبال سيزيد من درجة الضغط النفسي المفروض عليكم قبل خمسة أيام من موعد المقابلة. أليس كذلك ؟ كلا... بل أن الحفاوة الكبيرة التي استقبلنا بها الجمهور في عنابة ستساعدنا على التخلص من الضغط النفسي الذي عشنا على وقعه لفترة طويلة، لأننا لم نفز منذ أكثر من سنة في مقابلة رسمية، ووضعيتنا الراهنة في سلم ترتيب المجموعة الرابعة تجبرنا على الفوز مهما كانت الظروف، وقد أحسسنا في وقت سابق بأن المسؤولية ستكون ثقيلة على كاهلنا نحن اللاعبين، لكن وعندما وجدنا هذا الجمهور المميز إلى جانبنا تأكدنا بأننا لن نكون بمفردنا يوم المقابلة، وسنكون مدعومين من طرف آلاف أنصارنا الأوفياء، لأننا بحاجة ماسة إلى سند معنوي في اللحظات الحرجة، وقد تمكنا من استعادة الثقة في النفس والإمكانيات من أول حصة تدريبية بعنابة، لأننا مازلنا نحتفظ بثقة المناصرين الجزائريين رغم النتيجتين السلبيتين المسجلتين في بداية التصفيات القارية، كما أنني اعتقد بأن العناصر الوطنية برهنت بأننا نجيد اللعب تحت تأثير ضغط نفسي كبير، خاصة في التصفيات الأخيرة المؤهلة للمونديال، و حتى في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، لكننا وعندما نلعب بعيدين عن أية ضغوطات نسقط في فخ السهولة، والدليل على ذلك التعادل المسجل بالبليدة أمام تانزانيا في بداية التصفيات الحالية . و كيف هي أحوالك قبيل هذه المقابلة الهامة والمصيرية؟ كما يعلم الجميع فإنني أتواجد في " فورمة " عالية مع فريق نابولي، وقد استعدت مكانتي كأساسي في التشكيلة، وأكبر هاجس يخشاه اللاعب عند تلقيه الدعوة للمشاركة مع منتخب بلاده في مقابلة رسمية التأثر بإصابة أو نقص المنافسة، لكنني و الحمد لله جاهز من جميع الجوانب لتقديم أفضل ما لدي من أجل المساهمة في عودة المنتخب إلى الواجهة و الفوز على المغرب أو أي منافس آخر، لأننا مطالبون بالظفر بالنقاط الثلاث مهما كانت قوة الخصم، و بعد الاستقبال الكبير الذي حظينا به الأكيد أن كل العناصر الوطنية ستبدي استعدادا كبيرا لخوض هذه المواجهة و بذل قصارى الجهود لتحقيق الهدف المنشود لرد جميل هؤلاء الأنصار الأوفياء. نلمس في كلامك الكثير من التفاؤل بالفوز . فما سر ذلك؟ ليس هناك أي سر، إلا أن المؤكد أن الجمهور الجزائري قدم عربون ثقة للاعبين بهذا الاستقبال، و قد تخلصنا من كابوس الضغط النفسي الذي عشناه منذ الهزيمة الأخيرة في بانغي، لأن العامل النفسي من أبرز الأسلحة في مثل هذه المواعيد، والتصفيات القارية أعادت إلى الذاكرة سيناريو تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، لكن أن يتدرب أمام جمهور قياسي و بنفس أجواء المباريات الرسمية باستعمال الألعاب النارية فهذا لا يمكن أن يحدث إلا في الجزائر و من طرف جمهور يعشق منتخبه، الأمر الذي دفعني إلى إبداء تفاؤل كبير بقدرتنا على الانتصار، لأننا مجبرون على بلوغ مستوى ثقة أنصارنا، بصرف النظر عن عواقب التعثر، لأن أية نتيجة غير الفوز تعني الإقصاء المبكر من التصفيات، و بالتالي الفشل في التأهل إلى النهائيات القارية، و هو أمر لا يمكن أن يحدث، لأننا شاركنا في المونديال الأخير، و بلغنا أفضل مرحلة، و التراجع في ظرف قياسي قد يعيدنا إلى نقطة الصفر. و هل لديك نظرة أولية عن المنتخب المغربي ؟ في مثل هذه الظروف لا تهم قوة المنافس و ثراء تعداده، لأننا و كما سبق و أن قلت نجيد محاورة المنتخبات الكبيرة، و نحن منتخب اللحظات الحاسمة و الحرجة، و نستمد الثقة في النفس و الإمكانيات من المباراة الفاصلة ضد مصر بالسودان، و كذا لقاء ربع النهائي في " الكان " كوت ديفوار، إضافة إلى المقابلة البطولية التي قدمناها في مونديال جنوب إفريقيا ضد إنجلترا، حيث كان لزاما علينا تفادي الهزيمة لتجنب الإقصاء المبكر، و هي مراحل مختلفة تجعلنا لا نفكر في المنافس بقدر ما نحصر انشغالنا في ضرورة التواجد على أهبة الاستعداد من جميع الجوانب، لأننا على دراية مسبقة بأن المهمة لن تكون سهلة أمام منتخب مغربي لا أعرف منه سوى الركائز الأساسية أمثال حسين خرجة الذي ينشط في إيطاليا و لم يسبق لي التحدث معه، و كذا مروان الشماخ، لكنني شخصيا أعتبر الجانب البدني المفتاح الأساسي في هذه المقابلة، لأن التحضير الجيد من الناحية البدنية يكتسي أهمية بالغة، و كل منتخب سيظهر استعداده لكي يكون الأكثر سيطرة على الكرة، مادام المستوى متقارب، و طريقة اللعب متشابهة إلى حد بعيد، بالاعتماد على المهارات الفردية العالية، فضلا عن كون الاستعداد البسيكولوجي له تأثير كبير على فيزيونومية اللقاء، لذا فإننا بحاجة إلى دعم أنصارنا في اللحظات الصعبة من المواجهة. و ماذا عن قرار اختيار ملعب عنابة لاحتضان هذه المباراة ؟ صدقوني إذا قلت لكم بأنني لم أتصور إطلاقا تجاوبا كبيرا بهذه الدرجة مع المنتخب، لكن الأنصار الجزائريين برهنوا في العديد من المناسبات بأن علاقتهم بكرة القدم و منتخبهم وطيدة، ولا يمكن أن تتأثر بالنتائج، و عليه فإننا و مهما لعبنا في أي شبر من التراب الوطني سنحظى دوما باستقبال الأبطال، و هو شرف كبير لنا، كما أنها المرة الأولى التي أزور فيها مدينة عنابة ، و قد حدثني بعض الزملاء عن الدعم الجماهيري الكبير الذي سنحظى به من طرف 60 ألف مناصر، و نحن متعودون على هذه الأجواء في إيطاليا، و كل أملي هو أن نكون في مستوى الثقة الموضوعة فينا لتحقيق الفوز و صنع فرحة كل الجزائريين، لأننا لا يمكننا أن نقصى أمام جمهورنا في منتصف المرحلةالتصفوية.