فيلم "الحناشية" يكشف الوجه الشاعري للحاج أحمد باي انتهت الكاتبة زبيدة معامرية من كتابة سيناريو اقتبسته من روايتها التاريخية «الساعة ال23»، مثرية بذلك و في وقت قياسي، تجربتها الفتية في مجال كتابة السيناريو بعمل رابع، بعد «وسط الدار»، «الحناشية» و «الجزائر». الأديبة التي تكتب باللغة الفرنسية، صاحبة «سلسلة الصداقة»، «الوجه الآخر للميدالية»، «سفر على حافة الهذيان»، «كاليدوسكوب» و موسوعة «حكايات محلية»، التي خاضت أول تجربة لها في كتابة السيناريو في أول عمل سينمائي منتج في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و الموسوم «وسط الدار» للمخرج سيد علي مازيف، كشفت للنصر عن عملين جديدين، يجري حاليا تجسيد أحدهما و هو فيلم يحمل عنوان «الحناشية»، فيما سلمت عملها الثاني المقتبس من روايتها «الساعة ال23»مؤخرا للجنة القراءة.بخصوص فيلم «الحناشية»،أوضحت الكاتبة بأنها تدور حول آخر زوجات أحمد باي و التي حاولت من خلال سيرتها، إظهار الوجه الآخر لآخر بايات قسنطينة، كطريقة لإنصاف شخصية تاريخية مهمة، شوّهتها المراجع الفرنسية، مثلما قالت، مضيفة بأن العمل سيبرز الجانب الشاعري في شخصية أحمد باي، كحاكم يحب الشعر و الموسيقى. زبيدة معامرية التي حضرت مؤخرا العرض الشرفي لفيلم «وسط الدار»بقسنطينة، تحدثت بإسهاب عن بطلة القصة و جمالها الفاتن و خصالها الحميدة، مؤكدة بأن العمل تطلب وقتا طويلا من البحث و تقفي آثار هذه الشخصية التاريخية، أصيلة قبيلة الحنانشة بسوق أهراس، مشيرة إلى شح المراجع التاريخية بخصوصها، ما عدا بعض الوثائق الفرنسية التي أكدت عدم ثقتها فيها و تفضيلها و اعتمادها على الحكايات الشعبية المتداولة حول هذه المرأة الأسطورة، بالإضافة إلى الأغاني الشعبية التي تغنت بسحر جمالها. و أعربت محدثتنا عن تخوّفها من عدم توفير الإمكانيات اللازمة لتجسيد هذا العمل، الذي يتطلب إمكانيات هائلة في الديكور و الأزياء، لأنه عمل تاريخي يعكس فترة صعبة في حياة أحمد باي. كما تطرّقت الكاتبة إلى أولى تجاربها في مجال كتابة السيناريو في فيلم «وسط الدار» المنتج في 2016 و الذي يروي مغامرات مجموعة من النساء يتقاسمن إيجار بيت واحد تملكه أرملة رفضت العيش بمفردها بعد رحيل زوجها، ففضلت استقبال و إيواء نساء من مختلف المشارب و الاهتمامات، رغم عدم حاجتها للمال، و هي القصة التي تجري أحداثها بمنزل كبير مبني على النمط العربي الإسلامي بمدينة قسنطينة.السيناريست اعترفت بعدة نقائص كانت محل انتقاد متابعي العرض الشرفي، أهمها غياب روح الأسرة و اللهجة القسنطينية، إلى جانب غياب الزي المحلي، مشيرة إلى الصعوبات التي واجهها طاقم العمل في جمع ملابس تقليدية قسنطينية، بسبب ضيق الوقت و تسارع وتيرة عملية التصوير، مما جعل القندورة التقليدية شبه غائبة طيلة مشاهد الفيلم الذي تزيد مدته عن الساعة و 46 دقيقة، مردفة في سياق ذي صلة، بأن تصوير «وسط الدار» بعدة مناطق، حال دون تمكن طاقمه من نقل الكثير من الأثاث و الوسائل و الأغراض و الإكسسوارات الضرورية. مريم/ب