واشنطن تؤكد عزمها لإرغام القذافي على الرحيل ولا تستبعد تسليح المحتجين مقاتلات أمريكية تدمر ثلاثة سفن حربية ليبية كانت تهاجم مدنيين أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس عزم بلادها والمجتمع الدولي على إرغام معمر القذافي على الرحيل عن الحكم. وشددت كلينتون في كلمة التي ألقتها أمام المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي عقد أمس الثلاثاء في لندن بحضور ممثلي 40 دولة "القذافي يجب أن يرحل"، وأضافت كلينتون أنه تم الحيلولة دون حدوث "مذبحة محتملة" بفضل جهود المجتمع الدولي. وكان الجيش الأمريكي قد أعلن أمس أن قواته هاجمت ليلة الاثنين ثلاث سفن تابعة لقوات القذافي في ميناء مصراتة، كانت تطلق النار عشوائياً باتجاه سفن تجارية في الميناء، وأشار بيان الجيش الأمريكي إلى أن طائرات أمريكية هاجمت سفينة "فيتوريا" التابعة لحراس السواحل الليبي وسفينتين أخرتين، بعد أن تم التأكد من صحة تقارير حول مهاجمتها سفناً تجارية في ميناء مصراتة، ما أدى إلى وقوع انفجارات في سفينة "فيتوريا" وتعطيلها، كما تم تدمير سفينة أخرى كانت مع "فيتوريا"، وإجبار طاقم السفينة الثانية على مغادرتها. وقد أجبر المحتجون أمس على التراجع إلى الوراء أمام نيران قوات القذافي حيث يتمركزون على بعد مائة كلم من سرت التي يريدون بسط سيطرة تم عليها باعتبارها من أهم معاقل القذافي و مسقط رأسه، حيث توقف تقدمهم المستمر منذ الأحد الماضي حسبما أكده مراسل "فرانس برس" من عين المكان وذلك على بعد 60 كلم من سرت مساء الاثنين، إلا أنهم اضطروا إلى التراجع لمسافة أربعين كلم صباح أمس أمام كثافة النيران المدعومة بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون حتى وصلوا إلى بلدة النوفلية، وقد أكد العديد منهم لوكالة "فرانس برس" أنهم ينتظرون دعم المقاتلات الغربية لإحراز تقدم عسكري وإسقاط سرت في أيديهم. من جهة أخرى تقدمت قوات القذافي أمس مدعومة بقذائف دبابات داخل مدينة مصراتة الواقعة على بعد 150 كلم شرق طرابلس والتي لا تزال عدة أجزاء منها خاضعة لسيطرة المحتجين كما أكده متحدث باسمهم لوكالة فرانس برس، مشيرا إلى أن المدينة في خطر لأن قوات القذافي تتقدم داخل المدينة ودباباته تقصف بشكل عشوائي، محذرا من وقوع "مجزرة" .من جهتها قالت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس أمس ليس من المستبعد أن تسلّح الولاياتالمتحدة المحتجين في ليبيا، وأشارت في حديث إلى شبكة "أيه بي سي" إلى أن الولاياتالمتحدة لم تتخذ قراراً بتسليحهم إلاّ أنها لم تلغ هذا الأمر نهائياً من أجندتها كما قالت، مؤكدة أن أوباما أشار إلى أن المهمة الأمريكية في ليبيا عسكرية وتقوم على حماية المدنيين وفرض حظر جوي، مضيفة أنه من مصلحة بلادها أن يرحل القذافي عن السلطة وأن يكون لدى الشعب الليبي فرصة لتقرير مستقبله بنفسه، وهو ما سيتم حسبها من خلال تقليص موارده المالية والعسكرية وتقديم الدعم للمحتجين والمعارضين لحكمه وإجراء نقاشات سياسية مع الحلفاء الأوروبيين والعرب حول ليبيا ما بعد القذافي،كما أكدت أن أية ترتيبات يقررها المحتجون لرحيله سيقبلها الأمريكيون والمجتمع الدولي كما هي، مع الإشارة إلى أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين أكدوا بشكل واضح أنه يجب أن يكون هناك محاسبة ومحاكمة لمرتكبي الجرائم في ليبيا على حد تعبيرها. من جانب آخر، قال مسؤولون أمريكيون انه تم تعيين مبعوث لبلادهم لدى المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المحتجون في بنغازي وتوقعوا أن يتوجه إلى هناك في وقت قريب، وهو الدبلوماسي المخضرم كريس ستيفينز. هشام/ع