شاب نُحر بساطور في مواجهات و العقلاء أخمدوا نار الفتنة بمداوروش أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قالمة أمس الأحد حكما بالسجن لمدة 15 سنة في حق المسمى (ب.ا) البالغ من العمر نحو 22 سنة المتابع بجناية القتل العمدي و برأت شخصين آخرين كانا متابعين بالمشاركة في قتل شاب يبلغ من العمر 23 سنة في واقعة مأساوية هزت منطقة مداوروش بولاية سوق أهراس الحدودية في 15 أكتوبر 2013 المصادف لأول أيام عيد الأضحى عندما اندلعت معركة ساخنة بين مجموعة من شباب مشته عين الحجر الواقعة قرب مداوروش أصيب فيها شاب يبلغ نحو 22 سنة بجروح على مستوى الرأس، و في اليوم الموالي قرر أقارب الجريح الانتقام من المعتدي الذي تحول إلى ضحية و كاد مقتله أن يشعل نار الفتنة و الانتقام بالمنطقة حسب وقائع الجلسة الجنائية التي تابعتها النصر. و قد تنقل الجريح الذي تحول في ما بعد إلى متهم رئيسي في القضية إلى وسط مدينة مداوروش للبحث عن خصمه و طلب المساعدة من شقيقه و ابن عمه، و بينما كانت مجموعة الانتقام قرب مقهى وسط المدينة قدم الشخص المبحوث عنه على متن دراجة نارية رفقة شاب آخر و دارت ملاسنات حادة بين المجموعتين و كاد الشاب الجريح أن يتعرض لهجوم آخر بالسكاكين لكنه تفادى الاعتداء و قرر الدفاع عن نفسه كما صرح في الجلسة الجنائية الساخنة التي حضرها شهود و أقارب المجموعتين المتناحرتين. أخرج (ب.ا) المتهم الرئيسي ساطورا كبيرا و وجه ضربة قاتلة للضحية أصابته في الرقبة و أسقطته أرضا ثم وجه له ضربات أخرى في الصدر أمام دهشة الحاضرين بمسرح الجريمة و الذين رفض الكثير منهم الإدلاء بشهادته كما قال دفاع الضحية. بعد تنفيذ الاعتداء فر الجاني رفقة شقيقه على متن سيارة أجرة باتجاه مشته عين الحجر خوفا من انتقام أهل الضحية الذي حول إلى مستشفى سوق أهراس لكنه توفي قبل أن يصل إليه متأثرا بإصابات بليغة بالرقبة. انتشر خبر الوفاة بسرعة و اشتعلت نار الانتقام وسط أعراش مداوروش و عين الحجر المنحدرة من أصل واحد و شن أهل المتوفى هجوما كاسحا على منزل الضحية و عاثوا فيه فسادا و خرابا و تعرض عدة أشخاص من أهل الجاني إلى جروح قبل أن يتدخل عقلاء و أعيان المنطقة الذين تمكنوا من السيطرة على الوضع و سلم المتهم نفسه إلى الضبطية القضائية و بدأت التحقيقات الجنائية المكثفة لتحديد ظروف و ملابسات الجريمة التي حولت عيد مداوروش إلى أحزان و فتن و نار انتقام ملتهبة أطفأتها جلسات الصلح بقيادة عقلاء و أعيان من المنطقة حضر البعض منهم وقائع المحاكمة كشهود على سبيل الاستدلال. و صرح الجاني للقضاة بأنه كان في حالة دفاع شرعي عن النفس بواسطة ساطور كبير كان يستعمله لذبح الأضاحي و تقطيع اللحم و هي مهنة يمارسها منذ مدة لكسب العيش كما قال. و نفى المتهمان الآخران و هما شقيق الجاني و ابن عمه مشاركتهما في قتل الضحية و صرحا بأنهما كانا حاضرين بمسرح الجريمة كبقية المواطنين وسط مدينة مداوروش. النيابة العامة أكدت على خطورة الوقائع المنسوبة إلى المتهمين الثلاثة و أثرها على استقرار المجتمع ملتمسة تسليط عقوبة السجن المؤبد في حق المتهم الرئيسي (ب.ا) و 20 سنة سجنا لشقيقه (ب.ي) و 10 سنوات في حق ابن عمهما (ب.ر). و بعد إغلاق باب المرافعات انسحبت الهيئة الجنائية إلى غرفة المداولات السرية قبل أن تعود للنطق بالحكم الصادر بالأغلبية داخل التشكيلة الجنائية المكونة من قضاة محترفين و محلفين شعبيين. فريد.غ