جريمة في منتهى البشاعة عندما خرج الشيخ الضحية (م، رابح) البالغ من العمر 66 سنة، من مسكنه المتواجد بمشتة أولاد علي ببلدية أولاد إدريس بولاية سوق أهراس، في حدود الساعة السادسة من صبيحة يوم الخامس فيفري الماضي، متوجها إلى السوق الأسبوعية للمواشي بمدينة سوق أهراس لم يكن يعلم أنه لن يعود إلى منزله ثانية، لأن المتهمين. * وهما الشقيقان ابنا عمه، يتربصان به، حيث أنه وبمجرد لقائهما به حتى قاما بالاعتداء عليه من الخلف باستعمال الحجارة، وبعد أن سقط أرضا من شدة التأثر اغتنم المتهمان (م، مختار) البالغ من العمر 31 سنة و(م، عمار) البالغ من العمر 42 سنة، الفرصة وقاما بتكبيل يديه ورجليه، وعندما أغمي عليه انهالا عليه ضربا بواسطة الحجارة على مستوى الرأس وحتى في أنحاء أخرى حساسة من الجسم، ما تسبب في وفاته بصفة بشعة غارقا في بركة من الدماء. * ولم تتوقف درجة الإجرام لدى الشقيقين عند هذا الحد عندما قام المتهم الأصغر (م، مختار) بحمل حجر مسنن وذبح به الضحية من الوريد إلى الوريد في واحدة من أبشع صوٌر التنكيل بجثة هامدة، وكانتقام من الضحية قام الجانيان بتجريده من كامل ثيابه وتركه عاريا، كما ولدته أمه، ثم حملا الجثة والدم يسيل منها على ظهر الحمار الذي استقدماه معهما وتوجها بها ناحية "جنان الشم" البعيد قرابة سير ساعتين من الزمن على الأقدام، ولم يتوقف إجرام المتهمين عند هذا الفصل، حيث قررا وبكل برودة لإشفاء غليلهما، رمي جثة القتيل من أعلى قمة الجبل، لتنحدر في المنحدرات الوعرة وسط الأشواك والأحراش. * وبعد الانتهاء من فصول الجريمة المتقطعة عاد الشقيقان إلى المشتة التي يقيمان بها، حيث واصل عمار رحلة تسوقه إلى سوق المواشي بمدينة سوق أهراس، بينما رجع مختار إلى منزله وتكفل بغسل الحمار من أثار الدم، وهي العملية التي جلبت انتباه أحد أبناء المتهم (م، عمار) والذي كان شاهدا خلال جلسة المحاكمة. وما أن أتى الليل بظلامه حتى شرع أهل الضحية وكل سكان المشتة في البحث عن الضحية الذي لم يتم اكتشاف جثته إلا في اليوم الموالي من الوقائع البشعة مرميا وسط أحراش الغابة. * وخلال جلسة المحاكمة اعترف المتهم (م، مختار) بالوقائع، كما وردت وأرجعها إلى انتقامه من ابن عمه الضحية والذي حرمهم من استغلال المنبع المائي المتواجد بالمنطقة، بينما أنكر شقيقه (م، عمار) مشاركته في هذه الجريمة التي لازالت حديث العام والخاص بالمنطقة. النيابة وبعد مواجهتها للمتهمين بالأدلة القاطعة التمست معاقبة كل واحد منهما بحكم الإعدام، وبعد المداولة القانونية أصدرت المحكمة حكما يقضي بإدانة الشقيقين (م، مختار) و)م، عمار) بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والحكم على كل واحد منهما بالإعدام.