فرح وضوء في عراء الطبيعة يحتضن بهو دار الثقافة محمد العيد آل خليفة ابتداء من أمسية معرضا فنيا فوتوغرافيا و تشكيليا للفنانين مراد عمراني و أحمد بوزيدي وتتقاسم الفضاء أربعون لوحة ا بين الصور الفوتوغرافية الفنية حول مدينة قسنطينة للفنان الفوتوغرافي مراد عمراني، و مجموعة من اللوحات التشكيلية بتقنية الحبر الصيني للفنان أحمد بوزيدي، التي ميزت القاعة بألوانها الصارخة و التي تعكس بأناقة فرحة الضوء في الطبيعة. تميزت لوحات الفنان أحمد بوزيدي، الذي يشغل منصب مدير الطاقة و المناجم بولاية قسنطينة، بوحدة مواضيعها التي تناولت في مجملها الطبيعة و التراث في شتى أشكاله، كمناظر للأحياء القديمة في منطقتي بسكرة التي ينتمي إليها الفنان و مدينة قسنطينة و ذلك باعتماده على بعض الصور الفوتوغرافية القديمة التي يعيد صياغتها فنيا باستعمال ألوان الحبر الصيني مستوحاة من الطبيعة التي نشأ فيها الرسام في الجنوب، كالألوان الترابية و تدرجات اللون الأصفر، البني و الأحمر التي تميز المناطق الصحراوية الحاضرة بقوة في حوالي عشرين لوحة تبرز بسخاء جمال هذه الأماكن و تميزها الطبيعي. و يعتبر الفنان أحمد بوزيدي مادة الحبر الصيني التي يشكل بها تقريبا كل لوحات هذا المعرض الأنسب لأنه يجيد التحكم فيها جيدا بالمقارنة مع التقنيات الأخرى ، كما أنها تضفي على أعماله كما يقول :" لمسات اليد " التي تبرز رؤيتة الفنية حول مواضيع الطبيعة التي تترجم أحاسيسه و انطباعاته عن أماكن و شخصيات تراثية عاشت في القرن الماضي في الأحياء القديمة في صحراء الجزائر، كلوحات حول واحات بسكرة و خاصة منطقة القنطرة الرائعة ، بالإضافة إلى مناظر خلابة للأنهار و البحيرات التي تستقطب في قلب الرمال الإبل و بعض الشخصيات من سكان تلك المناطق الجميلة أثناء ممارستهم لحياتهم العادية أو في جلسات تأمل و استجمام. بألوان تتباين بين القوة و الخفوت، عرف الرسام كيف يبرز بلمسات ريشته و خطوط قلمه "السريع" تموجات الطبيعة و سحرها من خلال درجات لونية خام و أخرى مبلورة بمزج بسيط لإبراز ضوء الشمس و تراقص ظلالها على الأشجار الزاهية الخضرة ، الأرضية المحمرة و اصفرار الرمال الذهبية و زرقة المياه المتماوجة تحت ظلال الأشياء التي تعكسها. كما كان "للقلم السريع" حضوره أيضا من خلال بعض اللوحات غير الملونة و التي ترسم أحياء عربية قديمة تبرز بفضل تناغم سواد الحبر و بياض الأوراق، بعدها الزمني عن باقي اللوحات الملونة التي تحمل في طياتها الكثير من الفرح و الضوء. الصحراء كانت موضوع المعرض من خلال حضورها القوي في اغلب اللوحات الحبرية للفنان بوزيدي، الذي يؤكد انه رغم انشغالاته الكبيرة في منصبه كمدير للطاقة و المناجم ، لم يتخل عن حبه و ولعه الكبير بالفن في شتى أشكاله ، فبالإضافة إلى موهبة الفن و الرسم التشكيلي الذي تبرز لأول مرة من خلال هذا المعرض، يهوى أيضا كتابة الشعر باللغتين الفرنسية و العربية كما أخبرنا، مشيرا انه يستعد لوضع اللمسات الأخيرة على مجموعته الشعرية الأولى لتنشرها قريبا مديرية الثقافة لولاية قسنطينة. أمينة جنان