جح أحمد أويحيى في كسب أصوات الأغلبية الساحقة للمشاركين في المؤتمر الاستثنائي للتجمع الوطني الديموقراطي، بعدما حصل على 1492 صوتا من أصل 1537، لينتخب على رأس الارندي، وتمكن من كسب رهان الصندوق الذي فرضه منافسه على منصب الأمين العام، الوزير السابق بلقاسم ملاح الذي لم يحصل سوى على 21 صوتا، وبدا واضحا منذ بداية أشغال المؤتمر الاستثنائي، بأن الأمور ستؤول إلى أويحيى الذي أعلن صراحة رغبة في وضع حد للخلافات الداخلية التي يعيشها الحزب منذ أربع سنوات. أنتخب أحمد أويحيى أمينا عاما للأرندي بالأغلبية الساحقة بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات التي جرت الخميس خلال اليوم الأول من المؤتمر الاستثنائي للتجمع الوطني الديمقراطي، وتحصل أويحيى على 1492 صوتا من أصل 1537 في حين تحصل المترشح الثاني ملاح بلقاسم على 21 صوتا، ليتولى أويحيى مسؤولية استكمال ترتيب البيت الداخلي للحزب. وبدا منذ بداية الأشغال بأن الأمور تسير لصالح أحمد اويحيى، الذي عرف كيف يمنع تكرار السيناريو الذي أطاح بالأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، عبر الصندوق، وعمل مقربوه طيلة أسابيع على استمالة المندوبين الذين أعلنوا منذ بداية المؤتمر دعمهم لأويحيى، الذي دخل قاعة المؤتمر رفقة الوزير الأول عبد المالك سلال، وسط تصفيقات دوت في أركان القاعة، وظهر أويحيى مبتسما ومرتاحا. وافتتحت أشغال المؤتمر الاستثنائي للحزب بحضور 1600 مندوب، ورؤساء العديد من الأحزاب السياسية والسلك الدبلوماسي وللمرة الأولى يسجل حضور الوزير الأول عبد المالك سلال، في هذا النوع من المناسبات، فيما سجل غياب الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني. وأوضح الناطق باسم المؤتمر ميلود شرفي أن المؤتمرين صادقوا على تقرير لجنة مراجعة القانون الأساسي للحزب الذي «قرر عدم اعتبار المؤتمر الحالي استثنائيا». و أوضح أن هذا الموعد يعد المؤتمر الخامس للتجمع الوطني الديمقراطي، معربا عن ارتياحه قائلا «لأول مرة في تاريخ التجمع الوطني الديمقراطي جرى انتخاب الأمين العام عن طريق الاحتكام إلى الصندوق عبر الاقتراع السري». وتحدث أويحيى في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الأشغال، عن المراحل التي سبقت تنظيم المؤتمر، مشيرا إلى أن هذا الموعد السياسي كان قد أسال الكثير من الحبر في تلميح منه إلى المحاولات التي قادها عدد من إطارات الحزب و نوابه السابقون من أجل تأجيل انعقاده في التاريخ المحدد له، ذريعتهم في ذلك حدوث «خروقات» شابت مسار التحضير. وأكد أويحيى، أن المؤتمر الاستثنائي للحزب الذي افتتحت أشغاله، الخميس، لا يعد عملية هيكلية وانتخابية فقط بل هو موعد سياسي متعدد الأبعاد يعبر عن الحيوية السياسية والروح الديمقراطية التي تطبع الحزب ويؤسس لقرارات تتكيف مع المستجدات الراهنة. وقال أويحيى، أنه لا يعقل أن يحصر لقاء بهذا الحجم في عملية انتخابية فقط وأن يتم تجاهل القفزة النوعية التي حققتها الجزائر في تعزيز وحدة شعبها وترسيخ الحريات والديمقراطية والرقي بالحكامة إلى مستويات أعلى من خلال التعديل الدستوري الأخير. مؤتمر بقرارات استثنائية لإنهاء «ديكتاتورية الأقلية» وأكد أويحيى على ضرورة خروج المؤتمر الاستثنائي بقرارات ومواقف متكيفة مع المستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها الجزائر ومنها الأزمة الاقتصادية والتحديات التي فرضها محيط مشتعل، مما يستوجب اتخاذ قرارات بشأن المشروع السياسي للحزب. وشدد أويحيى على ضرورة إستعادة الحزب لاستقراره الكلي بفضل تغليب سياسة النقاش واحترام آراء الأغلبية المعبر عنها بصورة ديمقراطية مع إحداث القطيعة مع كل أشكال ديكتاتورية الأقلية. وشدّد على ضرورة اتخاذ قرارات وتحديد مواقف بشأن المشروع السياسي للأرندي. وحرص أويحيى الرد على الأطراف التي اتهمته «بإعداد مؤتمر على مقاسه والانفراد بالقرار»، مؤكدا بأن المؤتمر الاستثنائي هو ثمرة تحضيرات جماعية حشدت في كل محطة أكبر عدد ممكن من الإطارات والمناضلين. أعقبتها عملية انتقاء مندوبي المؤتمر من القاعدة، إما عن طريق الإجماع أو عن طريق الاقتراع السري. وأكد أويحيي على ضرورة وضع حد للخلافات الداخلية واعتبر أنه حان الوقت لتستعيد عائلة الأرندي استقرارها الأرندي سيبقى وفياً للرئيس وداعما للحكومة وجدّد أويحيى دعم تشكيلته السياسية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ولحكومة سلال، وقال «فمن اليقين أنّ التجمع سيبقى وفياً لمساندته الثابتة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، كما سيظل مخلصا في دعمه للحكومة». و أشار إلى رغبة حزبه في العمل مع باقي أحزاب الأغلبية الرئاسية، في تلميح إلى المبادرة التي أطلقها سابقا لإنشاء تكتل رئاسي يضم الأحزاب السياسية الداعمة للرئيس بوتفليقة، وعلى غير العادة مدّ أويحيى يده للمعارضة ودعاها للحوار حول أي مشروع أو أي مبادرة تحترم الدستور ومؤسسات البلاد. كما وجه أويحيى رسالة دعم إلى الاقتصاديين وخص بالذكر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات الذي كان حاضرا في القاعة، حيث أوضح أن حزبه إلى جانب رؤساء المؤسسات من أجل إقامة اقتصاد تنافسي خلاق للثروة. بالمقابل هاجم أويحيى، أنصار الحركة البربرية من أجل الحكم الذاتي في القبائل التي يتزعمها فرحات مهني، واتهمهم بتعريض وحدة البلاد الترابية للخطر، وكذا التنسيق مع الصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي، الذي ينعت بأنه عرّاب ما يعرف ب «الربيع العربي»، الذي كان وراء تدمير ليبيا. أنيس نواري وصف فوزه ب"الباهر والمستحق» الرئيس بوتفليقة يهنئ أويحيى هنأ رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى بمناسبة انتخابه أمينا عاما للحزب، واصفا فوزه بالمنصب، ب»الباهر والمستحق»، مشيدا بمواقف الأرندي. وقال رئيس الجمهورية، بأن الحزب تبنى مواقف وطنية اتسمت على الدوام بالنزاهة والحكمة وتغليب المصالح العليا للوطن وهذا بفضل برنامجه السياسي والاجتماعي المتجدد وخطه الوطني الصريح. فقد بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برقية تهنئة إلى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى بمناسبة انتخابه أول أمس الخميس أمينا عاما للحزب، وأوضح الرئيس بوتفليقة أنه «تابع باهتمام» مجريات العملية الديمقراطية التي جرت فيها استحقاقات انتخاب الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، والتي توجت بانتخاب أويحيى على رأس الحزب، واصفا الفوز ب»الباهر والمستحق» كما ثمن مواقف الحزب. واعتبر بأن الأرندي تبنى مواقف وطنية اتسمت على الدوام بالنزاهة والحكمة وتغليب المصالح العليا للوطن وهذا بفضل برنامجه السياسي والاجتماعي المتجدد وخطه الوطني الصريح. وأضاف رئيس الجمهورية «وقد كنت على يقين من أن مناضلات ومناضلي التجمع الوطني الديمقراطي لهم من الحس السياسي والوعي ما جعلهم ينتخبونكم أمينا عاما لهذا الحزب آملين أن يسهم فوزكم في رفع التحديات الكبرى التي تواجه بلادنا في التنمية الوطنية الشاملة وضمان الحريات الأساسية وترقية المرأة والاعتناء بالشباب وبكل ما من شانه أن يجعل الجزائر تنعم بالاستقرار والسلم والرقي والتقدم». و ختم الرئيس بوتفليقة رسالته قائلا» وبهذه المناسبة يسعدني أن أهنئكم وأن أهنئ من خلالكم مناضلات ومناضلي حزبكم، داعيا لكم بالمزيد من التوفيق في خدمة الجزائر وشعبها ومسار التنمية».