احتشد بعد ظهر أمس عشرات الآلاف من المتظاهرين بدعوة من قوى سياسية وشبابية وحركات الاحتجاجية للمطالبة تحت عنوان جمعة المحاكمة والتطهير بسرعة محاكمة الرئيس السابق وعائلته ورموز الفاسد وقد بدأ توافد المواطنين منذ الصباح الى ميدان التحرير رافعين الأعلام مرددين هتافات تدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم والنائب العام الى سرعة محاكمة الرئيس السابق وعائلته وكافة رموز نظامه " الفاسد" وإنشاء مجلس رئاسي مدنى-عسكرى يدير المرحلة الانتقالية في البلاد واسترداد الأموال المنهوبة وحل المجالس المحلية وإقالة جميع المحافظين والإفراج عن بقية المعتقلين واسترداد جميع مقار الحزب الوطني بالمحافظات وتطهير المؤسسات النقابية والإعلام من رموز الفساد. وقد نصبت في ميدان التحرير ثلاث إذاعات داخلية ، كما انتشرت لافتات تعبر عن مطالبهم داخل أرجاء الميدان وفي مداخله. و قامت لجان شعبية بالانتشار على مداخل الميدان لتفتيش المواطنين قبل دخولهم الى الساحة لضمان عدم اندساس أي عناصر مخربة أو خارجة على القانون بين صفوف المحتشدين. ولحقت بالميدان مسيرة طلابية حاشدة ضمت مختلف التيارات السياسية للطلبة انطلقت من أمام جامعة القاهرة للمشاركة فى "جمعة التطهير". وردد الطلاب أثناء سير المسيرة العديد من الهتافات التي تؤكد مطالبهم بإقالة جميع رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وإلغاء اللائحة الطلابية والتأكيد على مطالب ثورة 25 جانفي. وقد بدأت المظاهرة في حدود الساعة الحادية عشر صباحا بترانيم قبطية تلتها خطبة الجمعة التي ألقاها الداعية صفوت حجازي ثم إلقاء كلمات لشخصيات بارزة شاركت في الثورة، وقد استنكر خطيب الجمعة تأخر محاكمة الرئيس السابق وعائلته ورموز نظامه مؤكدا أن نظام مبارك مسؤول مسؤولية كاملة عن إراقة دماء مئات الشهداء وإصابة أكثر من الآلاف جريح خلال ثورة 25 جانفي، كما طالب بإقالة النائب العام وجميع رؤساء الجامعات و البنوك الذين أهدوا أموال الشعب المصري على طبق من ذهب الى رجال الأعمال "الفاسدين " فى صورة قروض هربوا بها الى خارج البلاد. وعلى مدار الأسبوع الماضي كثفت الحملات "الالكترونية" عبر الصفحات الشهيرة على موقعي "فيس بوك" و"تويتر" والتي بلغت حد الدعوة "تحويل مظاهرات جمعة التطهير الى اعتصام مفتوح حتى يلبي المجلس الأعلى للقوات المسلحة جميع مطالب "الثورة"، كما وزع نشطاء من ائتلاف شباب الثورة حوالي 300 ألف بيان للدعوة للمشاركة في المظاهرة. و قد أكد شباب ثورة 25 جانفي أن استمرار المظاهرات في كل يوم جمعة بميدان التحرير هي الضمانة الكبرى لدفع المجلس العسكري الحاكم والحكومة الانتقالية لإجراء الإصلاحات المطلوبة. وأكد البيان لائتلاف الشباب إدراكه أن التطهير الكلي للفساد والتغيير الكلي لقياداته ورموزه من النظام السابق لن يتما في يوم وليلة وأنهما يتطلبان وضع جدول زمني وخطة متكاملة يتم التوافق حولهما ويتابع الشعب تنفيذهما. وكانت الجهات الرقابية والقضائية في مصر قد أعلنت عن مواصلة تحقيقاتها في قضايا الفساد حيث أكدت النيابة العامة أن الرئيس السابق حسني مبارك وكافة أفراد أسرته أو أي مسؤول آخر ليسوا فوق المساءلة الجنائية وفقا للقانون. ق.و/ الوكالات