نظمت يوم الجمعة مظاهرة سلمية حاشدة وسط القاهرة دعا اليها عدد من ائتلافات ومجموعات ولجان ثورة 25 يناير لإسقاط ما أسموه "أعوان النظام السابق وتفكيك بنية الحزب الوطني". وقد دعت اللجنة التنسيقية جماهير ثورة 25 يناير التي تضم في عضويتها 6 من التحالفات الشبابية الشعب المصري للخروج في مظاهرة مليونية جديدة تحت شعار "جمعة الخلاص او التطهير" للتأكيد على ضرورة تحقيق كل مطالب الثورة المصرية منها اقالة حكومة "النظام السابق حكومة احمد شفيق" ووضع حد لتحركات رموز النظام المخلوع في مسعى "للنيل" من الثورة و"الترويج" للحكومة الحالية التي وصفتها ب"غير الشرعية". و حذرت مصادر إعلامية تابعة للجنة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي من أن عدم الاستجابة لمطالب الثورة بإقالة حكومة شفيق يمكن أن يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه. وطالب شباب ائتلاف الثورة من جهته بتشكيل حكومة تقنوقراط من المستقلين والافراج عن باقي المعتقلين السياسيين ومسجوني المحاكم الاستثنائية وحل جهاز مباحث امن الدولة. ودعا الشباب إلى استمرار "الثورة " السلمية حتى الاستجابة الكاملة لمطالب الشعب "الحارس والضامن" لهذه الثورة وأشارت إلى أن "بقاء الرئيس المخلوع حسني مبارك في شرم الشيخ مع نجليه ومساعديه وتوافد الوفود من الداخل والخارج عليه يمثل أكبر تهديد للثورة وارادة الشعب وعمليات التطهير وبناء الوطن". وقد تضاعف عدد المتظاهرون الذين قدر عددهم في منتصف النهار ب حوالي 50 الف متظاهر في ميدان التحرير بعد صلاة الجمعة وصلاة الغائب على شهداء "ثورة " 25 جانفي فيما أدى الأقباط القداس على روح الشهداء وتلوا مجموعة من الترانيم. وردد المتظاهرون هتافات تنوعت ما بين مطالبة بإسقاط حكومة شفيق وتطهير البلاد من اعوان النظام السابق . كما رفعت اعلام ليبية إلى جانب الاعلام المصرية وكذا لافتات تؤيد المظاهرات في ليبيا. وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد استبق هذه المظاهرة وأكد أنه يراقب ما يحدث على الساحة الداخلية بكل دقة وحذر وما يتردد من تعبيرات سياسية مستحدثة مثل "الثورة المضادة" وخلافه ومحاولات إحداث الفتنة بين النسيج الوطني لهذه الأمة. وقال المجلس في رسالة له امس الخميس على صفحته الرسمية على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" - إنه يتم إتخاذ كافة الخطوات التي تفي بتعهداته وأنه لا عودة للماضي وأن الهدف الأسمى حاليا هو تحقيق أماني وطموحات الشعب. ونفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة في رسالة سابقة وجود أي دور لأي جهة في إدارة الدولة في اشارة إلى الاحاديث عن وجود دور للرئيس السابق في مرحلة ما بعد تخليه عن منصبه ووجوده في شرم الشيخ. كما اصدرت الحكومة بيانا قدمت فيه اعتذارا للشعب المصري عن الأخطاء المتراكمة التي تم ارتكابها في حقه طوال السنوات الماضية . وقالت إن تلك الأخطاء التي ارتفعت أحيانا لمرتبة الخطايا لا يتحملها الوزراء الحاليون. وأكدت في بيان لها أن مجلس الوزراء يتطلع إلى أن ينال ثقة الشعب ومساندته لكنه يدرك في الوقت نفسه صعوبة استعادة ثقة أهدرت على مدى سنوات متعهدا بمحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين أيا كانت مواقعهم. واعتبر رئيس حكومة تسيير الاعمال الفريق أحمد شفيق "أن ما يحدث في مصر بتحول حقيقي لا رجعة فيه" مشيرا إلى تأكيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة التزامه بالأجندة السياسية المعلنة وتنفيذها بشفافية كاملة بغية تحقيق الاستقرار السياسي والديمقراطية الحقيقية والوصول إلى الدولة المدنية.