دعت الجزائر إلى إصلاح آلية عمل الجامعة العربية و وضع استراتيجية تحت إشراف الأممالمتحدة لمحاربة الإرهاب و كذا ضرورة الضغط على إسرائيل حتى تستجيب لقرارات الشرعية الدولية بخصوص فلسطين، و إلى حل النزاعات عن طريق الحوار و التوافق و المصالحة الوطنية في ليبيا و إلى واستئناف مفاوضات السلام للتوصل إلى حل سياسي توافقي يأخذ بعين الاعتبار وحدة و سيادة سورية. و أكدت الجزائر في كلمة ألقاها رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة العربية، عن أملها في أن تتوصل المحادثات الجارية بين الأشقاء اليمنيين التي تستضيفها الكويت «إلى حل سياسي توافقي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد وحفظ وحدته وسيادته وتماسكه المجتمعي».و يناقش القادة العرب على مدى يومين من أشغال القمة التي انطلقت أمس و التي تعقد لأول مرة في موريتانيا تحت شعار « قمة الأمل»، عددا من المسائل والملفات و في مقدمتها التقرير المرفوع إلى القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي و مستجداته وتطورات الأزمة السورية وتطورات الوضع في ليبيا و في اليمن. كما يتضمن جدول أعمال القمة الذي سيتدارسه القادة العرب أو ممثليهم باستثناء سوريا الذي سيبقى مقعدها «شاغرا» بموجب قرار مجلس الجامعة العربية بتعليق مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية 16 بندا، تتناول صيانة الأمن القومي العربي و مكافحة الإرهاب و تطوير جامعة الدول العربية والعمل العربي المشترك و موعد ومكان عقد الدورة العادية ال 28 لمجلس الجامعة على مستوى القمة. و أوضح السيد بن صالح في كلمة له خلال أشغال القمة العربية التي يشارك فيها ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة أن «موضوع إصلاح جامعة الدول العربية وتطوير آلية عملها يبقى من أهم الرهانات التي علينا رفعها». و أضاف بأن ذلك من شأنه «إضفاء النجاعة المطلوبة على عملنا المشترك».من جهة أخرى أكد رئيس مجلس الأمة بأن الظروف الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة العربية، تتطلب التعامل وفق رؤية استراتيجية مشتركة، لمواجهة تحديات آفة الإرهاب وخطر انتشار التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تهدد أمن واستقرار دولنا». و استطرد بأن هذا الأمر «يستدعي من المجتمع الدولي تظافر الجهود لمواجهة التنظيمات الإرهابية في إطار استراتيجية دولية تحت إشراف الأممالمتحدة».و ذكر رئيس مجلس الأمة بالمناسبة بأن الجزائر»التي واجهت بمفردها ويلات الإرهاب لعشرية كاملة، لطالما حذرت من مخاطر هذه الظاهرة العابرة للحدود وانتهجت في مواجهتها مقاربة شاملة لم تقتصر على البعد الأمني فقط بل تعدته لتبني استراتيجية أوسع تراعي الجوانب الفكرية والدينية وتأخذ في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وتكريس قيم العدالة وانتهاج الحوار والمصالحة الوطنية في حل النزاعات القائمة». على الأممالمتحدة الضغط على اسرائيل لتطبيق الشرعية الدولية بفلسطين وبخصوص القضية الفلسطينية أكد رئيس مجلس الأمة أن هذه الأخيرة «تظل تتبوأ صدارة أولوياتنا، لاسيما في ظل الانسداد الذي تشهده حاليا بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لأبسط حقوق الإنسان وتحديه للشرعية الدولية ورفضه لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». و أكد أن الجزائر «تناشد الأممالمتحدة والمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما للضغط على القوة المحتلة للالتزام بجميع قرارات الشرعية الدولية لاسيما قرارات مجلس الأمن ذات الصلة». و بشأن الوضع في ليبيا أشار رئيس مجلس الأمة إلى أنه «بالرغم من صعوبة مخاطر المرحلة بدأت تلوح في الأفق بوادر إيجابية لتحقيق التسوية السياسية المنشودة في ليبيا بعد انتقال المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس وتشكيل حكومة وفاق وطني ولم شمل جميع الفرقاء».و جدد ممثل رئيس الجمهورية مواصلة دعم الجزائر»لهذا البلد الشقيق في جهوده الرامية إلى استتباب السلام والاستقرار واستعدادها للعمل مع المؤسسات المنبثقة عن الاتفاق السياسي المعترف بها دوليا لمرافقتها في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية». و دعا كافة الدول العربية وعلى رأسها الجامعة العربية إلى»دعم هذه الحكومة في تحمل مسؤولياتها ومباشرة مهامها في استكمال بناء مؤسسات الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بما يحفظ سيادة و وحدة ليبيا و يجنبها التدخل الأجنبي».