الجزائر تدعو إلى إصلاح الجامعة العربية و تتمسك بالحلول السياسية لكل النزاعات دعت الجزائر إلى ضرورة إصلاح الجامعة العربية وتكييفها مع السياق العالمي والإقليمي الحالي المتميز بالعولمة، وجددت تمسكها بالحل السلمي لمعالجة بؤر التوتر والصراع في العالم العربي على غرار ليبيا، سوريا، اليمن والعراق. أكّد وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، على ضرورة إصلاح الجامعة العربية بهدف تكييفها مع الظرف الاقليمي والدولي الجديد، وقال مساهل في لقاء صحفي له أمس بمقر وزارة الشؤون الخارجية خصص لتقييم اجتماع القمة العربية المنعقدة قبل ثلاثة أيام في نواكشوط، واجتماع منتدى التعاون الصين إفريقيا « أننا أمام سياق إقليمي ودولي مختلف ميزته العولمة وبالتالي فإنه من المهم بالنسبة للجامعة العربية التكيف مع ذلك». وأعلن المتحدث بالمناسبة عن عقد اجتماع للممثلين الدائمين على مستوى الجامعة العربية في الثالث أوت الداخل بالقاهرة سيعكف على تقديم مقترحات في هذا الجانب للاجتماع الوزاري الذي سيعقد في الثالث سبتمبر بالعاصمة المصرية أيضا، مبرزا في ذات الوقت أن الجزائر دعت منذ عقد القمة العربية هنا في سنة 2005 إلى تمكين الجامعة العربية من التحول والإصلاح، وهي تعمل في هذا الاتجاه. واعتبر عبد القادر مساهل عقد القمة العربية في موريتانيا لأول مرة تحد كبير رفعه هذا البلد في ظرف ثلاثة أشهر فقط، بعدما تراجع المغرب عن عقد القمة، مشيدا في هذا الصدد بموريتانيا على إنجاحها القمة، منبها في ذات الوقت أن هذه القمة انعقدت في ظرف صعب جدا بالنسبة للعالم العربي، وقد عالجت المواضيع المطروحة اليوم بإلحاح على الساحة العربية وهي أربعة ليبيا، العراقسوريا واليمن. وبخصوص موقف الجزائر من كل هذه القضايا المعقدة أكّد وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية أن موقف الجزائر كان مطابقا للتصور العربي» إننا نحبذ دائما الحل السياسي لهذه النزاعات خاصة الحوار بين مختلف الأطراف في هذا النوع من النزاعات تحت إشراف الأممالمتحدة، مع احترام السلامة الترابية وسيادة واستقلال هذه الدول، مضيفا «لا يسعنا إلا أن نعرب عن ارتياحنا لهذا التصور و هذا الاجماع في البحث عن حلول لهذه النزاعات». مساهل الذي قدم عرضا تقييميا عن القمة العربية قال أيضا أن هذه الأخيرة تطرقت إلى مسألة مكافحة الإرهاب، وبخاصة التصور الجزائري لمحاربة هذه الآفة، و أضاف أن القمة خصصت جزءا كبيرا من أشغالها لتنسيق الجهود العربية في مجال مكافحة الإرهاب، و أن إعلان نواكشوط أكد على أهمية مساهمة الجزائر في محاربة الإرهاب، و أهمية الاجتماعات المنعقدة بالجزائر سيما الندوات الدولية حول مكافحة التطرف ومكافحة الجريمة الإلكترونية وكذا الاجتماع المقرر بين 7 و 9 سبتمبر حول « الديمقراطية كعامل أساسي للتصدي للتطرف، دون نسيان الجهود الدولية الخاصة بمكافحة هذه الظاهرة.بالنسبة للقضية الفلسطينية أكّدت القمة العربية الموقف العربي بشأن هذا الملف من أجل تسوية سريعة تتيح للشعب الفلسطيني ممارسة حقوقه على أساس قمة بيروت لسنة 2002، ودرست القمة مختلف المبادرات المطروحة بشأن القضية الفلسطينية.واعتبر في سياق متصل مشاركة الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي الرئيس إدريس ديبي في القمة العربية دليلا على الأهمية التي يوليها الجميع للعلاقات بين العالم العربي وإفريقيا. علاقاتنا استراتيجية شاملة مع الصين يقود وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية عبد القادر مساهل الوفد الجزائري في أشغال الاجتماع الوزاري المكلف بمتابعة تنفيذ توصيات قمة جوهانسبورغ لمنتدى التعاون الصيني - الإفريقي الذي سيعقد أيام 28.29 و 30 جوان الجاري بالعاصمة بكين، وبهذا الخصوص أكد مساهل في اللقاء الصحفي له أمس أن الجزائروالصين تربطهما علاقات استراتيجية شاملة من نوع جديد تمس كافة المجالات تقريبا، و أن التعاون بينهما بلغ مستوى جد هام. مساهل وبعد أن ذكر بالزيارات المتعددة التي قادت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الصين قال أننا اليوم توصلنا إلى علاقة استراتيجية شاملة ومن نوع جديد مع هذا البلد، والصين موجودة اليوم في عدد كبير من المشاريع، و أكبر مشروع تتمنى الجزائر انجازه مع الصين هو الميناء الضخم بشرشال بولاية تيبازة، وقال إن العلاقات بين الجزائروالصين يمكن أن تكون مفيدة للقارة الإفريقية بشكل عام. وعن منتدى التعاون الصيني الأفريقي قال مساهل أنه اجتماع وزاري تقييمي يأتي بعد عدة أشهر من قمة جوهانسبورغ لرؤساء دول وحكومات إفريقيا والصين، وسوف يخصص لتقييم مختلف مراحل تنفيذ ومتابعة توصيات هذه القمة، مشيرا أن القمة حددت 10 أولويات منها التصنيع في إفريقيا، مشيرا أن الصين التي تنوي استثمار 60 مليار دولار في القارة، قادرة على تقديم مساعدتها للدول الإفريقية في هذا المجال. ولم يفوت مساهل الفرصة في هذا السياق للتذكير بالمنتدى الإفريقي الأول للاستثمار الذي ستحتضنه الجزائر في ديسمبر المقبل.