الجزائر ترحّب بالتوقيع على اتفاق السلام بين الحكومة الكولومبية و القوات المسلحة الثورية أعربت الجزائر أمس الأحد، عن ارتياحها للتوقيع على اتفاق السلام في 24 أوت الجاري بهافانا بين الحكومة الكولومبية و القوات المسلحة الثورية لكولومبيا الذي يضع حدا لأقدم نزاع مسلح في القارة الأمريكية، حسبما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية. و أوضح البيان أن «الجزائر تعرب عن ارتياحها للتوقيع بهافانا في 24 أوت 2016 على الاتفاق التاريخي للسلام بين الحكومة الكولومبية و القوات المسلحة الثورية لكولومبيا الذي يضع حدا لأقدم نزاع مسلح بالقارة الأمريكية مخلفا آلاف الضحايا و ملايين المرحلين». و أضاف البيان بأن الجزائر مرتاحة لهذا التقدم الكبير الذي سيسمح لكولومبيا بمباشرة عهد جديد للسلم و الاستقرار و المصالحة الوطنية.كما تبقى مقتنعة بأن الشعب الكولومبي سيدعم بقوة هذا الإتفاق من خلال الإستفتاء الذي سيجري في 2 أكتوبر المقبل و يفتح «عهدا جديدا في تاريخها». و أضاف ذات البيان، أن الجزائر تشيد بشكل خاص بإلتزام و مثابرة كوبا التي عملت «منذ أول الإتصالات غير الرسمية بين طرفي النزاع على مرافقة و احتضان مسار السلام الطويل و العسير».و كان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد بعث في وقت سابق برقية تهنئة لنظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس كالديرون، بمناسبة العيد الوطني لبلاده، عبر له فيها عن ارتياحه للتقدم الحاصل في استرجاع السلم بفضل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. و جاء في البرقية «يطيب لي بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لجمهورية كولومبيا، أن أتوجه إليكم، باسم الجزائر شعبا و حكومة و أصالة عن نفسي بأحر التهاني مقرونة بأصدق تمنياتي لكم بموفور الصحة و السعادة و بالرقي و الازدهار للشعب الكولومبي الصديق». و أضاف رئيس الجمهورية «هذا و أغتنم هذه السانحة السعيدة لأعبر عن ارتياحي للتقدم المعتبر الذي تحقق مؤخرا في استرجاع السلم و الاستقرار في كولومبيا بفضل توقيع الاتفاق المتعلق بوقف إطلاق النار و نزع السلاح إلى غير رجعة».و كانت الحكومة الكولومبية و القوات المسلحة الثورية الكولومبية قد أعلنت الأربعاء الماضي عن التوقيع على اتفاق سلام نهائي بغرض وضع حد للحرب الأهلية التي تدوم بالبلد منذ نصف قرن. وجاء في نص وقعه الطرفان وتلاه الدبلوماسي الكوبي رودولفو بينيتز في هافانا مقر المحادثات الكولومبية منذ نوفمبر 2012 «لقد توصلنا إلى اتفاق سلام نهائي وكامل وحاسم». وتنفيذه سيضع «حدا لصراع مسلح منذ أكثر من 50 عاما «. وانخرطت في الصراع المستمر منذ 52 عاما مجموعات مسلحة من أقصى اليسار وأقصى اليمين وعصابات إجرامية وتسبب رسميا في مقتل 260 ألف شخص وفقدان و45 ألف ونزوح 6,5 ملايين .وقبل قليل من الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق، قال تيموليون خيمينيز القائد الأعلى ل»القوات المسلحة الثورية» "الفارك" في تصريحات نقلها جهاز الإعلام التابع للثوار «نويفا كولومبيا نوتيسياس»، «وصلنا إلى بر الأمان. وانتهت «مرحلة» عدم اليقين». وقبل أن يتاح الإعلان عن نهاية الصراع مع «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» وهو الأقدم في أمريكا اللاتينية، ستعرض حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس نص الاتفاق على الشعب الكولومبي في استفتاء مقرر في الثاني من أكتوبر القادم.