منتجو التمور متخوفون من قلة اليد العاملة لجني المحاصيل عبر منتجو التمور بولاية بسكرة عن مخاوفهم من مشكلة نقصان اليد العاملة خاصة متسلقي النخيل لجني المحصول الوفير هذه السنة، جراء عزوف هذه الفئة عن العمل لأسباب مختلفة، رغم الزيادة الكبيرة في أجرتهم مقارنة بالسنوات الماضية، كما أشار منتجو التمور إلى التهديد الذي يتعرضون له من قطعان الخنازير التي منعت عددا منهم من دخول مزارعهم مطالبين بتنظيم حملة لإبادتها. و ذكر بعض أصحاب مزارع النخيل في حديثهم للنصر أن مخاوفهم من عدم توفر اليد العاملة زادت مع بداية التحضير لعملية الجني رغم مضاعفة أجور العمال هذا الموسم بحيث يتقاضى بعض متسلقي الأشجار أكثر من ألفي دينار مقابل عمل لمدة أربع ساعات، فيما يتقاضى العمال الذين يتكفلون بعملية جمع التمور و فرزها مبلغ 1500 دج عن نشاطهم يوميا لمدة أربع ساعات. و رغم هذه الحوافز المادية إلا أن المنتجين متخوفون من مواجهة صعوبات كبيرة خلال الأسابيع القادمة لجني مختلف أنواع التمور ما يجعلها عرضة للتلف في ظل الوفرة المسجلة هذا الموسم، الأمر الذي يدفع ببعضهم إلى الاستنجاد بأفراد عائلاتهم من النساء والأطفال خاصة مع عطلة نهاية الأسبوع لجني التمور و جمعها.من جهة أخرى يجد أصحاب المزارع والمستثمرات الفلاحية عبر معظم المناطق الفلاحية بولاية بسكرة صعوبات في جني مختلف المحاصيل الزراعية التي تنتجها آلاف الهكتارات التي تمتاز بجودة و بكورة إنتاجها على المستويين المحلي والوطني على غرار عين الناقة، مزيرعة، فوغالة وغيرها بسبب النقص الحاد إلى درجة الانعدام أحيانا في اليد العاملة، الأمر الذي كان سببا حسبهم في كساد المنتوج في بعض المناطق، خصوصا الزراعات المحمية، التي احتلت فيها الولاية مرتبة الريادة وطنيا بعد التوسع المذهل في وعائها العقاري وتطور تقنية ممارستها، لكن الطبيعة الحساسة لتلك المنتجات تستدعي ضرورة جنيها في الوقت المحدد على غرار الطماطم.و أدت مشكلة نقص اليد العاملة بأصحاب المساحات الزراعية الشاسعة إلى تقليص نشاطهم والاكتفاء بالحد الأدنى رغم توفر الإمكانيات المادية و هو ما تم تسجيله في السنوات الأخيرة خاصة بمنطقة عين الناقة، أين تم التخلي بشكل كبير على الزراعة الصيفية التي كانت تشتهر بها المنطقة على غرار إنتاج الدلاع و أنواع البطيخ، كما سجل أيضا انعدام في العمال المؤهلين في حفر المناقب والآبار المخصصة للسقي وتركيب البيوت البلاستيكية. و في سياق متصل طرح فلاحو الجهة الشرقية لولاية بسكرة في مناطق شتمة، زريبة الوادي و سيدي عقبة ظاهرة انتشار الخنازير التي غزت المناطق الفلاحية المنتجة، الأمر الذي خلف حالة من التذمر والاستياء في أوساط الفلاحين المتضررين جراء الأضرار البليغة التي مست مختلف محاصيلهم الزراعية بما في ذلك أشجار النخيل التي دخلت مرحلة الإنتاج حديثا فضلا عن تعرضهم يوميا لخطر هجومها. و حسب أحد الفلاحين فإن عشرات الخنازير تعترضهم وتمنعهم من دخول مزارعهم خاصة في الفترة الصباحية والمسائية أين تكثر أعدادها بشكل كبير و تتمركز تحديدا بالمناطق القريبة من مجاري الأودية الجافة و داخل غابات النخيل الكثيفة واضطر الكثير من الفلاحين إلى استعمال الوسائل البسيطة و التقليدية للتقليل من خطورة قطعان الخنازير والحد من انتشارها مناشدين جميع الجهات من أجل التدخل للقضاء عليها، بالرغم من تنظيم السلطات المحلية في تلك البلديات لحملات دورية من حين لآخر للقضاء على تلك الحيوانات بهدف حماية السكان من خطرها.